الجمعة، 27 نوفمبر 2015

البشارات برسول الله محمد صل الله علية وسلم




البشارات برسول الله محمد صل الله علية وسلم
البشارة برسول الله محمد صل الله علية وسلم في التوراة
البشارة برسول الله محمد صل الله علية وسلم في الإنجيل
البشارة برسول الله  في كتب الأولين
البشارة برسول الله محمد صل الله علية وسلم في كتب الهندوس

البشارة برسول الله محمد صل الله علية وسلم في التوراة
1- إن الله تعالى قال لموسى عليه السلام: [أقم لهم نبيًّا من وسط إخوتهم مثلك، وأجعل كلامي في فمه، فيُكلفهم بما أوصيه به] [سفر التثنية 18: 18].
فهذا النص من النصوص القاطعة لدى اليهود على أن هذا النبي الذي سوف يخرج في آخر الزمان ليس من بني إسرائيل، ولكنه من إخوة بني إسرائيل، وهم بني إسماعيل.
حيث إن إخوة بني إسرائيل إما العرب، وإما الروم.
والعرب هم بنو إسماعيل عليه السلام، وإسماعيل عليه السلام هو أخو إسحاق عليه السلام والد يعقوب (إسرائيل) عليه السلام.
والروم هم بنو العيص، ولم يقم من الروم سوى نبي واحد وهو أيوب عليه السلام، وكان قبل نبي الله موسى عليه السلام، فلا يجوز إذن أن يكون هو الذي بشَّرت به التوراة.
لذلك، فإن النبي المُبشَّر به في التوراة يكون من العرب بنو إسماعيل، حيث لم يبق غيرهم، وهم إخوة بني إسرائيل.
ولو كان النبي المُبشَّر به من بني إسرائيل، لكان من الممكن أن يقول الله لهم [أقيم نبيًّا منكم] ولكنه عز وجل قال: [أقيم لهم نبيًّا من وسط إخوتهم].
وإذا زعم قائل بأن النبي المُبشَّر به هو يوشع بن نون، يُردّ عليه:
بأن الله تعالى قال موسى: [أقيم لهم نبيًّا من وسط إخوتهم مثلك].
ومعلوم أن يوشع بن نون كان من أنبياء بني إسرائيل، ولكن النبي المُبشَّر به من إخوة بني إسرائيل، وليس منهم.
وكما أشرنا أنه لو كان النبي المُبشَّر به من بني إسرائيل لكان من الممكن أن يقول الله لهم: [أقيم نبيًّا منكم]، وذلك لأن أسباط بني إسرائيل الاثنى عشر كانوا موجودين مع موسى عليه السلام، لذلك فإن المراد من [إخوتهم] هم أولاد إسماعيل عليه السلام، وهذا هو ما يقبله العقل السليم الصريح.
وقد نصت التوراة: على أن إسحاق عليه السلام وأبناءه (بني إسرائيل) هم إخوة لإسماعيل عليه السلام كما جاء في سفر التكوين (16/ 12) [وأمام إخوته يسكن].
ويؤكد ذلك: قول الله تعالى لموسى [مثلك].
ومعلوم: أنه لا يقوم في بني إسرائيل نبي مثل موسى عليه السلام لما أخبرت التوراة بذلك، أي: أنه يقوم نبي مثل موسى عليه السلام، ولكنه ليس من بني إسرائيل، وبما أن يوشع بن نون هو من أنبياء بني إسرائيل، فإنه ليس النبي الـمُبشَّر به.
وكذلك عيسى عليه السلام، فإنه ليس مثل موسى عليه السلام؛ لأن موسى عليه السلام جاء بشريعة تامة، أما عيسى عليه السلام، فلم يأتِ بشريعة جديدة، حيث قال: [ما جئت لأنقض، بل لأكمل] [متى 5: 17].
وأيضًا؛ لأن عيسى عليه السلام خلقه الله تعالى بدون أب أصلا، فإنه ليس مثل موسى عليه السلام.
إذن، فليس هو النبي الذي قد بشَّرت به التوراة.
ولكن المماثلة بين النبي محمد صل الله علية وسلم  وبين موسى عليه السلام واضحة، حيث:
1- إن كلاهما قد جاء بشريعة تامة.
2- كذلك فإن كلا من النبي محمد صل الله علية وسلم وموسى عليه السلام هاجر من وجه أعدائه، فمحمد صل الله علية وسلم هاجر إلى المدينة، وموسى عليه السلام هاجر إلى مدين.
3- كلتا المدينتين اللتين هاجر إليهما كلٌّ من نبي الله محمد صل الله علية وسلم وموسى عليه السلام، بينهما توافق في اسم كل منهما، فبين المدينة ومدين توافق.
4- أن كلا من النبي محمد صل الله علية وسلم وموسى عليه السلام حارب أعداءه وظفر بنصر الله عز وجل.
5- أن الله عـز وجل قد مكَّن النبي محمد صل الله علية وسلم من أن يحكم بين الناس بكتاب الله عز وجل –القرآن الكريم- وكذلك مَكَّن الله عز وجل لموسى عليه السلام أن يحكم بين الناس بحكمه جل وعلا.
ولذلك فقد كان الأحبار –علماء اليهود- يعرفون جيدًا أن هذا النبي المنتظر بعثته في آخر الزمان هو من نسل إسماعيل عليه السلام –وهم العرب-.
لذلك، فإننا لا نعجب من وجود اليهود بالمدينة وانتقالهم إليها وجوارهم للعرب في مسكنهم؛ لعلمهم بهذا النبي المنتظر بعثته في آخر الزمان، والمكان الذي سيخرج منه لِمَا في كتبهم [وتلألأ من جبل فاران]، كما سنوضح بمشيئة الله تعالى.
وهذا هو السر في دخول أهل المدينة المنورة في الإسلام قبل هجرة النبي r إليها من كثرة ما سمعوا من يهود المدينة عن خروج هذا النبي المنتظر بعثته.
وكان من اليهود من كان يعلم بخروج هذا النبي المنتظر، ولكنه كان يظن أنه سيُبعث من بني إسرائيل، فلما بُعث هذا النبي المنتظر من العرب واتبعه أهل المدينة الذين كانوا في عداء مع اليهود، ما كان من اليهود إلا أن ازدادوا غيظًا وحقدًا على حقدهم، لخروج هذا النبي المنتظر بعثته من العرب وليس منهم –اليهود- ولَسبق أهل المدينة لهم –سَبْقهم لليهود- في الإيمان به r بعد أن كانوا هم –اليهود- يستفتحون على أهل المدينة بخروج نبي يتبعونه ويقاتلونهم معه.
وقد كان سلمان الفارسي رضي الله عنه ممن ذهبوا إلى بلاد العرب انتظارًا لبعثة النبي صل الله علية وسلم  وظهوره لما كان قد عَلِمه من المكان الذي سيُبعث فيه هذا النبي المنتظر خروجه وبعثته، وقد ترك رغد العيش في بلاد فارس والروم من أجل ذلك –اتباعه للحق، بعد بحثه الطويل عنه-.
2- وجاء في [سفر التثنية 33: 2]:
[جاء الرب من سيناء، وأشرق لهم من ساعير، وتلألأ من جبل فاران].
وساعير في التوراة: اسم لجبل في فلسطين.
وجبال فاران: هي جبال مكة المكرمة التي هاجر إليها إسماعيل عليه السلام، مع أمه السيدة هاجر.
ومما يؤكد أن جبال فاران هي جبال مكة، ما نصت عليه التوراة: [وأقام إسماعيل في برية فاران] [سفر التكوين 21: 21].
وفي ترجمة التوراة السامرية التي صدرت 1851: أن إسماعيل سكن برية فاران بالحجاز، وهذا يؤكد أن جبال فاران هي جبال مكة المكرمة.
ويؤكد ذلك أيضًا من كتبهم ما جاء في [سفر التكوين 21: 14- 21]:
[وعاد إبراهيم فأخذ الغلام وأخذ خبزًا وسقاء من ماء، ودفعه إلى هاجر وحمله عليها، وقال لها: اذهبي، فانطلقت هاجر ونفد الماء الذي كان معها، فطرحت الغلام تحت الشجرة وجلست مقابلته على مقدار رمية الحجر لئلا تبصر الغلام حين يموت، ورفعت صوتها بالبكاء، وسمع الله صوت الغلام حيث هو، فقال لها الملك: قومي فاحملي الغلام وشدِّي يدك به، فإنه جاعله لأمة عظيمة، وفتح الله عينها، فبصرت ببئر ماء، فسقت الغلام، وملأت سقاها، كان الله مع الغلام فتربى وسكن في برية فاران].
فبما أن الغلام هو: إسماعيل عليه السلام، والبئر: هي بئر زمزم.
إذن: فإن برية فاران هي التي بمكة المكرمة، وهذا هو الحق الذي لا مِرية فيه.
ونعود إلى ما جاء في [سفر التثنية 33: 2] في أول هذه النقطة:
- حيث إن ما نقلناه من سفر التثنية تُشبه نبوة موسى عليه السلام بمجيء الصبح [جاء الرب من سيناء].
وتشبه نبوة عيسى عليه السلام بإشراقه (الصبح) [وأشرق لهم من ساعير].
وتشبه نبوة محمد صل الله علية وسلم باستعلاء الشمس وتلألأ ضوؤها في الآفاق، فهو صل الله علية وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، فلا نبي ولا رسول بعده صل الله علية وسلم [وتلألأ من جبل فاران].
ومثل ما نقلناه من سفر التثنية في القرآن الكريم، فقد قال الله تعالى:
﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾ [التين: 1-3].
حيث إن:
"والتين والزيتون": إشارة إلى منبتهما، وهي الأرض التي ظهر فيها عيسى عليه السلام.

و "طور سينين": إشارة إلى المكان الذي كان فيه موسى عليه السلام.
و "هذا البلد الأمين": إشارة إلى المكان الذي بُعث فيه محمد صل الله علية وسلم  ، وهو مكة المكرمة، ومن قبله إسماعيل عليه السلام.
3- ومن وصف ونعت رسـول الله صل الله علية وسلم الذي بكتبهم بنص التوراة، في [سفر إشعياء 29: 12]: [يُدفع الكتاب إلى من لا يعرف الكتابة، فيقال له: اقرأ هذا، فيقول: لا أعرف الكتابة]. فمن يكون هذا النبي الأمي؟!
لا شك: أنه النبي محمد صل الله علية وسلم ، حيث إنه كما نعلم كان أُميًّا لا يقرأ ولا يكتب.
فكانت أمية رسول الله صل الله علية وسلم شاهدة بنبوته وصدق رسالته صل الله علية وسلم ، فهو الأمي الذي علم البشرية كلها، مُتعلمها وجاهلها.
وهو صل الله علية وسلم الذي علم البشرية قاطبة معنى التوحيد، والعبادة الخالصة لله عز وجل، وهو صل الله علية وسلم الذي جاء بهذا الشرع القويم والتعاليم السامية.
4-ومن وصف قوم النبي محمد صل الله علية وسلم الذي أرسل إليهم، كما بالتوراة:
[هم أغاروني بما ليس بإله، وأغضبوني بمعبوداتهم الباطلة، وأنا أيضًا أغيرهم بما ليس شعبًا، وبشعب جاهل أغضبهم] [إصحاح 32، سفر الاستثناء 11].
لا شك أن هذا الوصف هو وصف لقوم النبي محمد صل الله علية وسلم قطعًا، حيث إنهم لم يكونوا شعبًا، بل كانوا قبائل مُتناحرة مُتفرقة بغير ملك أو سلطان أو رئيس...، غير أنهم كانوا جاهلين بالقراءة والكتابة إلا القليل.
ولكن بعد مجيء النبي محمد صل الله علية وسلم أصبحوا إخوانًا مُتحابين، مُتكاتفين، وأصبح لهم دولة عظيمة، وهي دولة الإسلام، حيث إن قائدها هو النبي محمد صل الله علية وسلم ، وقد ذلَّت لها أعظم إمبراطوريتين آنذاك –الفرس والروم- وتقدَّمت في شتى مجالات العلوم آنذاك وقت تمسكها بِهَدي نبيها محمد صل الله علية وسلم وما حثهم عليه.
وقد حاول بعض علماء اليهود كذبًا وحقدًا وغلًّا، أن ينسبوا تلك الجاهلية إلى الشعب اليوناني، ولكنهم فشلوا في ذلك؛ لأن اليونان قبل ظهور عيسى عليه السلام بمئات السنين كانوا متفوقين في العلوم والفنون، وكانوا واقفين على أحكام التوراة وسائر كتب العهد القديم التي يزعمونها.
البشارة برسول الله محمد صل الله علية وسلم في الإنجيل
1- إنجيل يوحنا، إصحاح 16: 4-11:
قال عيسى عليه السلام: [وأما الآن، فأنا ماضي إلى الذي أرسلني، وليس أحد منكم يسألني أين تمضي؟ لكن لأني قلت لكم هنا قد ملأ الحزن قلوبكم، ولكن أقول لكم الحق أنه خير لكم أن أنطلق؛ لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم الفارقليط]. وذلك في طبعة لندن 1821، 1831، 1844.
2- وفي إنجيل يوحنا أيضًا يخبرهم المسيح عيسى ابن مريم قائلا:
[ابن البشر ذاهب والفارقليط من بعده يجيء لكم بالأسرار، ويُفسر لكم كل شيء وهو يشهد لي كما شهدت له].
يتضح مما أوردناه: أن إنجيل يوحنا يبشر برسول يأتي بعد عيسى ابن مريم عليه السلام في قوله: [إنه خير لكم أن أنطلق؛ لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم الفارقليط].
وأيضًا في: [ابن البشر ذاهب، والفارقليط من بعده يجيء].
ولفظ [الفارقليط] يعني: الذي له حمد كثير، وذلك في اللغة اليونانية، وهو يوافق معنى: أحمد، مثلما قال الدكتور (كارلو دلينو) الحاصل على دكتوراه في آداب اللغة اليونانية القديمة.
وقال غيره: إن لفظ الفارقليط في القاموس العبري بمعنى الحمد، ويُشتق من الحمد: أحمد، محمد، وهما يصدقان في رسول الله صل الله علية وسلم.
فمحمد وأحمد من أسماء رسول الله صل الله علية وسلم.
فرسول الله صل الله علية وسلم محمود في الأرض ومحمود في السماء، وقد آتاه الله عز وجل المقام المحمود في الآخرة.
3- في إنجيل يوحنا 12- 14:
يقول عيسى ابن مريم بعد بشارته بالفارقليط الذي سوف يأتي من بعده، فيصفه قائلا: [إن لي أمورًا كثيرة لأقول لكم، ولكن لا تستطيعوا أن تحتملوا الآن، وأما متى جاء ذاك روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه لا يأتيكم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم بأمور آتية، ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم].
وكل هذه المواصفات التي وردت في إنجيل يوحنا تنطبق على النبي محمد صل الله علية وسلم ، فهو صل الله علية وسلم:
- يُبكت الذين لا يؤمنون برسالة عيسى عليه السلام على خطيئتهم.
- ويرشد إلى جميع الحق [فهو يرشدكم إلى جميع الحق].
- لا يتكلم إلا بما يوحى إليه ربه عز وجل [لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به].
- يخبر بغيبيات في المستقبل وحقائق علمية لم يكن لأحد أدنى معرفة بها في ذلك الوقت والتي لم تكتشف إلا في العصر الحديث [ويخبركم بأمور آتية].
- ويُمجد عيسى ابن مريم عليه السلام،
فلقد أنـزل الله تعالى على نبيه محمد صل الله علية وسلم  قوله عز وجل: ﴿إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾ [آل عمران: 45].
4- في إنجيل متى 1: 42:
يُخبر عيسى ابن مريم عليه السلام عن أمة هذا النبي صل الله علية وسلم المبشر به، فيقول: [ألم تروا أن الحجر الذي أخره البناؤون صار أسًّا للزاوية من عند الله، كان هذا عجيبًا في أعيننا، ومن أجل ذلك أقول لكم: إن ملكوت الله سيؤخذ منكم، ويُدفع إلى أمة أخرى، ومن سقط على هذا الحجر ينشدخ].
ونوضح ما ذكره إنجيل متى، مُفصلًا:
أ- لقد قال رسول الله صل الله علية وسلم:
((مثلي ومثل الأنبياء قبلي كمثل رجل بنى دارًا، فأكملها، وأتمَّها إلا موضع لبنة منها، فجعل الناس يطوفون بها ويعجبون منها ويقولون: هلا وضعت تلك اللبنة؟! فكنت أنا تلك اللبنة)) [صحيح الجامع الصغير].
فما قاله رسول الله صل الله علية وسلم يتوافق مع ما ذكره إنجيل متى في:
[ألم تروا أن الحجر الذي أخره البناؤون صار أسًّا للزاوية من عند الله، كان هذا عجيبًا في أعيننا].
ب- لقد كانت العرب قبائل مُتناحرة مُتقاتلة، مُتفرقة بغير مَلك أو سلطان أو رئيس، ولكن بعد مجيء هذا الرسول الخاتم محمد صل الله علية وسلم ألَّف الله عز وجل بين قلوبهم وجمع شملهم بقيادة نبيه محمد صل الله علية وسلم ، الذي آمنوا به وصدقوا برسالته، فأصبح للمسلمين دولة عظيمة مُتسعة الرقعة شمالا وجنوبًا، شرقًا وغربًا، بفضل من الله عز وجل ونصره لهم.
وهذا يوافق ما ذكره إنجيل متى في [إن ملكوت الله سيؤخذ منكم ويُدفع إلى أمة أخرى].
جـ- لقد قال رسول الله صل الله علية وسلم:
((مثل المسلمين واليهود والنصارى، كمثل رجل استأجر قومًا يعملون له عملا إلى الليل على أجر معلوم، فعملوا إلى نصف النهار، فقالوا: لا حاجة لنا إلى أجرك الذي شرطت لنا، وما عملنا باطل، فقال لهم: لا تفعلوا، أكملوا بقية عملكم وخذوا أجركم كاملا، فأبوا وتركوا، واستأجر آخرين بعدهم، فقال: أكملوا بقية يومكم هذا، ولكم ما شرطت لهم من الأجر، فعملوا حتى إذا كان العصر قالوا: لك ما عملنا باطل، ولك الأجر الذي فعلت لنا فيه، فقال لهم: أكملوا بقية عملكم، فإن ما بقي من النهار شيئًا يسيرًا، واستأجر قومًا أن يعملوا له بقية يومهم، فعملوا بقية يومهم حتى إذا غابت الشمس واستكملوا أجر الفريقين كليهما، فذلك مثلهم وما قبلوا من هذا النور)) [صحيح البخاري].
فما قاله رسول الله صل الله علية وسلم يتوافق مع ما ذكره إنجيل متى في: [ويُدفع إلى أمة أخرى تأكل ثمرتها].
د- أنه بعد مجيء النبي محمد صل الله علية وسلم ، وإيمان أصحابه رضوان الله عليهم به، أخذ يقوم بالغزوات والحروب لنشر التوحيد، والدعوة إلى عبادة الله عز وجل وحده دون أن يُشرك به شيئًا، ودون أن يُعتقد فيه جل وعلا اعتقادًا باطلا أو يُوصف بما هو قَدْح ونقص في ذاته جل وعلا، ولإقامة دولة الإسلام.
ولقد نصر الله عز وجل نبيه صل الله علية وسلم وأقر عينه بدولة الإسلام القائمة على توحيد الله عز وجل والتعاليم السامية والمعاملات الحكيمة الرشيدة على أسس من الخير والفضيلة، ثم تولى أصحابه صل الله علية وسلم الكرام مهام نشر دين الله عز وجل في الأرض، ولم تمضِ سوى سنوات قلائل تم فيها فتح البلاد شمالا وجنوبًا، شرقًا وغربًا، وانكسر جميع من وقف لصد نشر دعوة الحق –الإسلام- وهُزم، حيث انهزمت كل من إمبراطورية الفرس والروم على أيدي المسلمين الفاتحين، ولم تعد لأي من الإمبراطوريتين قائمة، فكان ذلك موافقًا لما ذُكر في إنجيل متى [ومن سقط على هذا الحجر يَنْشدخ].
وغير ما ذكرنا الكثير من البشارات بالنبي محمد r في الإنجيل، ولكن نكتفي بما أشرنا إليه في هذا الموضوع.
البشارة برسول الله  في كتب الأولين
قال الله تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ﴾ [الشعراء: 196].
فرسول الله محمد صل الله علية وسلم  قد بشرت به الكتب التي تقدسها الديانات الأخرى، وإن كان الذي بين أيديهم بقايا من بقايا كلام الأنبياء الأولين بعد التحريف والتضييع والتبديل، ولكنها إرادة الله عز وجل ومشيئته أن تبقى البشارات بالنبي محمد صل الله علية وسلم  في كتبهم التي يقدسونها.
ومن كتب الأولين التي بشرت برسول الله محمد صل الله علية وسلم  :
1- كتاب [السامافيدا]:
أحد الكتب المقدسة لدى البراهمة: حيث تقول: [أحمد تلقى الشريعة من ربه، وهي مملوءة بالحكمة، وقد قُبست من النور كما يُقبس من الشمس].
2- كتاب [ندا أفستا]:
بشارة عن رسول يُوصف بأنه [رحمة للعالمين] (سوشيانت)، ويتصدى له عدو يسمى بالفارسية أبو لهب، ويدعو إلى إله واحد، لم يكن له كفوًا أحد (هيج جيزبار ونمار).
3- في الكتب [الزرادشتية]:
[إن أمة زرادشت حين ينبذون دينهم يتضعضعون، وينهض رجل في بلاد العرب أتباعه فارس، ويخضع الفرس المُتكبرين، وبعد عبادة النار في هياكلهم، يولون وجوههم نحو كعبة إبراهيم التي تطهرت من الأصنام، يومئذ يصبحون –وهم أتباع النبي- رحمة للعالمين، وسادة لفارس ومديان وطوس وبلخ وهي الأماكن المقدسة للزرادشتيين ومن جاورهم، وإن نبيهم ليكونن فصيحًا يتحدث بالمعجزات].
4- كتاب بفوشيا برانم [بهوش برانم]:
[في ذلك الحين يبعث أجنبي مع أصحابه باسم (محامد) المُلقب بأستاذ المحامد، والملك يطهره بالخمس المطهرة].
5- كتاب أورو أفيدم [ادهروويدم]:
[أيها الناس، اسمعوا وعوا، يبعث المحمد بين أظهر الناس... وعظمته تحمد حتى في الجنة ويجعلها خاضعة له وهو المحامد].
6- كتاب [بنوشيا برانم]: فيه وصف لأصحاب النبي صل الله علية وسلم  :
[هم الذين يختتنون ولا يربون القزع، ويُربون اللحى، وينادون الناس للدعاء بصوت عالٍ، ويأكلون أكثر الحيوانات إلا الخنزير].
فمن أولئك الذين ينادون بالدعاء (الصلاة) بصوت عالٍ (الآذان)؟
إنهم المسلمون حيث يؤذنون في كل حين، ويدعون الناس إلى خالقهم وخالق كل شيء.

البشارة برسول الله محمد صل الله علية وسلم في كتب الهندوس
لقد جمع عدد من علماء الهندوس البشارات بالنبي محمد صل الله علية وسلم الموجودة في كتبهم، وقاموا بشرحها مع بقائهم على الديانة الهندوسية، إلا أنهم مالوا إلى  المسلمين ولانوا لهم أكثر من غيرهم.([1])
وهذه البشارات كثيرة جدًّا، وبمشيئة الله تعالى نذكر منها:
1- لقد بشَّرت الكتب الهندوسية بشخصية فذَّة، ذات خصائص مُميزة، وسُميت هذه الشخصية بـ (نراشنس).
وهذه الكلمة مُكونة من لفظين هما: (نر) ومعناه الإنسان و(أشنس) ومعناه الذي يُحمد ويُثنى عليه بكثرة، أي أن هذا  اللفظ معناه: مُحمد.
ولم يقم في التاريخ الإنساني أحد من الأنبياء والرسل سُمِّي بهذا الاسم سوى النبي محمد صل الله علية وسلم الذي جاء بالإسلام دينًا للعالمين.
ولو لم يكن أي دليل إلا هذا الدليل لكفى.
2- [اسمعوا أيها الناس باحترام، إن نراشنس يُحمد ويُثنى عليه، ونحن نعصم ذلك المُهاجر –أو حامل لواء الأمن- بين ستين ألف عدو وتسعين عدوًا، ويكون مركبه الإبل].
نلاحظ أن قول: (يُحمد ويثنى عليه) بصيغة المستقبل يُفيد أن المبشر به لم يكن قد بُعث إلى زمن تأليف هذا الكتاب، حيث إن أهم الكتب لدى الهندوس أربعة، حيث يعتقدون أنها مُنزَّلة من عند الله تعالى، وهذا الكتاب (أتهرويد) الذي ذُكرت به البشارة هو آخر هذه الكتب المؤلفة، حيث إنه متأخر جدًّا عن بقية الكتب الثلاثة التي قبله، ولقد دلَّ مضمون تلك الكتب الأربعة على أن تأليف كتاب (أتهرويد) كان متأخرًا عن زمن عيسى ابن مريم عليه السلام، وأنه كان في زمن بعثة الرسول محمد  صل الله علية وسلم وهذا يؤكد أكثر أن المقصود بـ (نراشنس) هو النبي محمد صل الله علية وسلم.
ولقد هاجر رسول الله محمد صل الله علية وسلم إلى المدينة محفوظًا من الله عز وجل، وهذا يوافق: [ونحن نعصم ذلك المهاجر].
ولقد كان العرب قبل بعثة النبي محمد صل الله علية وسلم الذين خرجوا واستعدوا للغزو أو المعركة على التفصيل:
أ- عددهم من قريش ومن انضم إليهم، ومن بني غطفان ومن انضم إليهم كان قد بلغ عشرة آلاف مقاتل.
ب- وعدد أعدائه صل الله علية وسلم من اليهود من قبائل شتى كان أيضًا عشرة آلاف مقاتل.
جـ- وعدد أعدائه صل الله علية وسلم من النصارى في غزوة تبوك بلغ أربعين ألف مقاتل.
د- وعدد أعدائه صل الله علية وسلم من المنافقين كان تسعين، ثمانون منهم (المنافقين) بقوا في المدينة أثناء غزوة تبوك، واثنا عشر أو ثلاثة عشر منهم خرجوا إلى تبوك مع النبي صل الله علية وسلم ، وهم الذين همّوا بقتله صل الله علية وسلم في الطريق، ولكن الله عز وجل عصمه منهم، ثم وفَّق الله تعالى اثنين أو ثلاثة للتوبة، وبقي منهم عشرة على نفاقهم.
وبهذا التحقيق الدقيق يتم مجموع عدد أعداء النبي صل الله علية وسلم ستين ألفا وتسعين رجلا بالضبط.([2])
وما ذكرناه يوافق: [ونحن نعصم ذلك المهاجر بين ستين ألف عدو وتسعين عدوًا].
وقد كان رسول الله صل الله علية وسلم يركب الإبل، وهذا يوافق: [ويكون مركبه الإبل]، أي أن زمن هذا النبي لا يتأخر إلى زمن السيارات والطائرات، وأن هذا النبي لا يُولد

في الهند، ولا يكون من سلالة البراهمة، أو الآريين كما يزعم الهندوس؛ لأن هذا النبي سوف يولد في منطقة صحراوية، وفي بلد صحراوي؛ لأن الإبل –التي هي مركب النبي- تُقتنى وتستخدم للركوب في مثل هذه المناطق، وأيضًا فإن هذا النبي لا يكون على الشريعة الهندوسية؛ لأن الشريعة الهندوسية تُحرِّم على رسلهم لحوم الإبل وألبانها، وتُحرِّم على البراهمة ركوبها وأن البرهمن لو ركـب الإبل أو الحمار برضاه –أي بدون إكراه- فإنه يصير نجسًا حسب عقيدتهم([3]).
3- وورد أيضًا في كتاب [أتهرويد] باب 20 فصل 127 ما ترجمته:
[إنه أعطى للرسول (مامح) مئة دينار ذهبي وعشر قلائد وثلاثمائة جواد وعشرة آلاف بقرة].
ويدل ذلك على أن المذكور بـ (نراشنس) في هذا الفصل سوف يكون رسولًا، ويكون اسم هذا الرسول (مامح).
والعجيب أن اسم (مامح) فيه احتمالان:
أولهما: أن تكون كلمة (مامح) لهجة سنسكرتية لكلمة (محمد) بالعربية، وأن يكون هذا الفرق بين الكلمتين نتيجة الفرق بين اللغتين أو اللهجتين، مثل اسم يحيى بالعربية صار يوحنا ويحنس بالعبرية، وكذلك اسم إلياس بالعربية صار إيلياه، وكذلك اسم يونس بالعربية صار يوناه أو يونان بالعبرية.
الاحتمال الثاني:
أن تكون كلمة (مامح) كلمة سنسكرتية خالصة، وعلى هذا التقدير تكون مكونة من: مادة (ما) ومعناها: العظيم، ومادة (مح) ومعناها: من يُحمد ويُثنى عليه كثيرًا، فيكون معنى مجموع المادتين (محمد العظيـم) وهذا يعني أن المُبشَّر به هو رسول الإسلام: محمد صل الله علية وسلم  - ولقد كان عدد المهاجرين إلى الحبشة يبلغ إلى واحد ومائة مهاجر، فارتد منهم عبيد الله بن جحش، فيكون عدد المهاجرين إلى الحبشة مائة، وهذا يوافق: [مائة نشك] أي أن الله أعطى لمحمد صل الله علية وسلم مائة دينار ذهبي خالص، فهو تشبيه لأصحاب  النبي محمد صل الله علية وسلم المخلصين الذين هاجروا إلى الحبشة بالدينار الذهبي الخالص.
-ولقد كان أفضل الصحابة –مع خيرية جميع الصحابة- هم العشرة الذين بشرهم رسول الله صل الله علية وسلم بالجنة واحدًا تلو الآخر في حديث واحد، وهذا يوافق: [وعشرة قلائد]، أي أن الله أعطى لهذا الرسول مامح عشرة قلائد، وهو تشبيه للصحابة العشرة المبشرة بالجنة بالقلائد وهي أفضل الحلي وأنفسها.
ولقد حارب مع رسول الله صل الله علية وسلم في غزوة بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر أو أربعة عشر صحابي، وكانت غزوة بدر أول حروب المسلمين، وقد ألحق المسلمين بالمشركين هزيمة نكراء في هذه الغزوة المباركة، واستُشهد من المسلمين ثلاثة عشر أو أربعة عشر رجلا من الصحابة وبقي ثلاثمائة يصاحبون رسول الله صل الله علية وسلم وينصرونه في غزواته، ومعلوم لدى المسلمين أن أفضل صحابة رسول الله صل الله علية وسلم هم الذين شهدوا بدرًا، وهذا يوافق [وثلاثمائة جواد]، أي أن الله تعالى أعطى هذا الرسول ثلاثمائة جواد –يعني فارس-.
ولقد رافق رسول الله صل الله علية وسلم في غـزوة فتح مكة، بلد رسول الله r التي بها بيت الله الحرام –الكعبة المشرفة- وبذلك تم تطهير الكعبة من جميع الأصنام التي كانت عليها وحولها، وهذا يوافق: [وعشرة آلاف بقرة] أي أن الله عز وجل أعطى لهذا الرسول عشرة آلاف بقرة، والبقرة حيوان مُقدَّس عند الهندوس، ويطلق على سبيل الاستعارة والتشبيه على الرجل الصالح الحر الكريم.([4])
*لقد جاءت البشارات بالنبي محمد صل الله علية وسلم كثيرًا في كتب الهندوس، ولمن أراد الاطلاع على مزيد منها: الرجوع إلى كتاب: "وإنك لعلى خلق عظيم" للمباركفوري.
وبذلك نكـون قد أشـرنا إلى بعض من البشـارات بالنبي محمـد صل الله علية وسلم ، مع التنبيه على:
يوجد غير ما ذكرنا الكثير من البشارات بالنبي محمد صل الله علية وسلم في التوراة والإنجيل وكتب الأولين وفي كتب الهندوس.
ويُدلِّل ذلك كله على:
أن رسالة النبي محمد صل الله علية وسلم ليست كأي رسالة أخرى، ولكنها رسالة عالمية إلى البشرية كافة، خاتمة لجميع الرسالات السابقة.
فقد كان الأنبياء والرسل يبعثون إلى أقوامهم خاصة، ولكن رسول الله صل الله علية وسلم بُعث إلى الخلق أجمعين، بُعث برسالته إلى الإنس والجن، لذلك كانت كل هذه البشارات بحامل هذه الرسالة الخاتمة لكل الرسالات السابقة، وخاتم الأنبياء والمرسلين، محمد صل الله علية وسلم.


([1] ) كتاب: "وإنك لعلى خلق عظيم" لصفي الرحمن المباركفوري.
([2] ) كتاب: وإنك لعلى خلق عظيم، للمباركفوري.
([3] ) كتاب: وإنك لعلى خلق عظيم، للمباركفوري.
([4] ) "وإنك لعلى خلق عظيم"، للمباركفوري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق