الاثنين، 30 نوفمبر 2015

بولس الرسول الشخصية المحورية في النصرانية(3)


بولس الرسول أو شاول الطرسوسي

الشخصية المحورية في النصرانية

(3)


1 - الروايات الإنجيلية

تقول الرِّواية في سِفر أعمال الرُّسل:
إنَّه عندما اقترب بولس الرسول من دمشق، باغَتَه برقٌ أو نورٌ من السماء، فسقط على الأرض[1]، وسمع صوتًا يقول له: "شاول شاول، لماذا تضطهدني؟ فقال: من أنت يا سيِّد؟ فقال الرَّب: أنا يسوع الذي أنت تضطهده، صعبٌ عليك أن ترفس مناخس، فقال: وهو مرتعد ومتحير، يا رب، ماذا تريد أن أفعل؟ فقال له الربُّ: قم وادخل المدينة، فيقال لك ماذا ينبغي أن تفعل، وأمَّا الرجال المسافرون معه، فوقفوا صامتين يسمعون الصوت، ولا يَروْن أحدًا، فنهض شاول عن الأرض، وكان مفتوح العينين لا يُبصر أحدًا، فاقتادوه بيده وأدخلوه إلى دمشق، وكان ثلاثةَ أيام لا يبصر، فلم يأكل ولم يشرب"[2].

ونجد في هذه الرِّواية أنَّ "بولس" سمع صوتًا يكلمه، وأنَّ الرجال المسافرين معه سمعوا الصوت أيضًا[3].

أمَّا في الرواية الثانية من الإصحاح الثاني والعشرين، فإنَّ المسافرين مع بولس يرون النور؛ لكنَّهم لا يسمعون الصوت، حيث تقول الرواية:
"فحدث لي وأنا ذاهب ومتقرِّب إلى دمشق، أبرق بغتةً حولي من السماء نور عظيم، فسقطتُ على الأرض، وسمعت صوتًا قائلاً لي: شاول شاول، لماذا تضطهدني؟ فأجبت من أنت يا سيِّد؟ فقال لي: أنا يسوع الناصري الذي أنت تضطهده، والذين كانوا معي نظروا النور وارتعبوا؛ ولكنَّهم لم يسمعوا صوت الذي كلَّمني، فقلت: ماذا أفعل يا رب؟ فقال لي الرب: قم واذهب إلى دمشق، وهناك يُقال لك عن جميع ما ترتب لك أن تفعل، وإذ كنت لا أبصر مِن بهاء ذلك النور، اقتادني بيدي الذين كانوا معي، فجئت إلى دمشق."[4].

أمَّا الرواية الثالثة الواردة في الإصحاح السادس والعشرين، فنجد الخِطاب الموجَّه لبولس أطولَ مما في الروايتين السابقتين، وفيها يُكلِّمه الرب بالعبرية، وهذا غير وارد في الروايتين السابقتين، ويُعلن أنَّه انتخبه خادمًا وشاهدًا،[5] وهي أيضًا إضافة جديدة، كما نلاحظ أيضًا أنَّ لفظة الرب تختفي في الرواية الأخيرة، وتستبدل بلفظة السيِّد، وبالرواية إشارة إلى تعيينه رسولاً، ليس فقط إلى اليهود؛ بل وإلى باقي الأمم، بالإضافة إلى أنَّها لا تَذكر إصابته بالعمى، بل إنَّها توحي بأنَّه قام ومشى فورًا؛ امتثالاً للأمر: "قم وقف"، ومن غير المعقول أن يطلب إليه ذلك ويدعه أعمى.

وتقول الرواية:
"ولمَّا كنت ذاهبًا في ذلك إلى دمشق بسلطان ووصية من رؤساء الكهنة، رأيت في نصف النهار في الطريق أيُّها الملك، نورًا من السماء أفضل من لمعان الشمس قد أبرق حولي وحول الذاهبين معي، فلمَّا سقطْنا جميعُنا على الأرض سمعتُ صوتا يكلِّمني، ويقول باللغة العبرانية: شاول شاول، لماذا تضطهدني؟ صعب عليك أن ترفس مناخس، فقلت: مَن أنت يا سيِّد؟ فقال: أنا يسوع الذي أنت تضطهده، ولكن قم وقف على رجليك؛ لأني لهذا ظهرت لك لأنتخبَك خادمًا وشاهدًا بما رأيت، وبما سأظهر لك به، منقذًا إيَّاك من الشعب، ومن الأمم الذين أنا الآن أرسلك إليهم، لتفتحَ عيونَهم كي يرجعوا من ظلمات إلى نور، ومِن سلطان الشيطان إلى الله، حتى ينالوا بالإيمان بي غفرانَ الخطايا ونصيبًا مع المقدسين"[6].

2- النظريتان المتعلقتان بإيمان الرسول بولس

الأولى: النظرية النفسية:
وأصحاب هذه النظرية يُفسِّرون هذا التحوُّل بأسباب باطنية لا شعورية، ويعتبرونه لحظةَ انفعال نفسي ورُوحي عنيف، نتيجةَ تفاعلات نفسيَّة ورُوحيَّة وفِكريَّة ودِينيَّة، أخذت في التراكُم المطَّرِد البطيء في اللاشعور لَدَى بولس منذ نشأته، إلى أن بلغت ذِرْوتَها في صورة انفجار مفاجئٍ على طريق دمشق[7].

وجديرٌ بالذِّكر أن شارل جنيبير قد بذل جهدًا كبيرًا في تحليل هذا الحدث، الذي ينظر إليه باعتباره معجزةً دِينية أو رُوحية، وينتهي من هذا التحليل إلى أنَّ هذا الحدث كان نتيجةَ صدام حادٍّ، وقع في أعماق بولس بين طبيعته المتقلِّبة النازعة إلى الهزات والتهيؤات الصوفية، نتيجةَ تأثيرات من أساتذته الفريسيين، التي جعلته يتعلَّق بالأمل اليهودي في حلول مملكة الله أو شعبه المختار[8].

وعليه؛ فالخلاصة التي ينتهي إليها جنيبير هي:
أنَّ باطن بولس كان موضوعًا لنوعين من التأثيرات الممهدة للأزمة الرُّوحية، هما: فكرة المنقذ التي كانت ملازمة لذكريات طفولة بولس، وكذا التربية الفريسية اليهودية التي زرعت في نفسه الرَّهبة والقلق أمامَ الخطايا المحيطة به من كلِّ جانب، ولم يكن من الممكن إغفالُها أو تجنُّبها؛ لأنَّها جعلت منه مسيحيًّا بالقوة، وداعيًا للمسيحية بالإرادة[9].

وقد تحوَّل إليها منذ اليوم الذي اقتنع فيه بأنَّ النصارى على حقٍّ، تلك الرسالة التي كاد المشركون أن يلمحوا بعضَ جوانبها؛ ولكن أعماهم عن إدراكها غشاءٌ فظنُّوها من عمل شياطينهم، تلك الرِّسالة أيضًا وعدت بها إسرائيل منذ زمن بعيدٍ في النصوص المقدسة[10].

غير أنَّ هذه النظرية تصطدم بمجموعةٍ من الصُّعوبات، من قبيل عدم منطقية سلوك بولس بعد التحوُّل، وفي هذا الصدد يقول شارل جنيبر: "إنَّ رؤيا طريق دمشق لم تغيِّر من ذات بولس، بل دفعته إلى تطبيق مبادئه القديمة في اتِّجاه جديد، وراح يُعمل فكرَه وخياله، ويطبق أساليبَه التي اعتادها باعتباره يهوديًّا وفريسيًّا من أهل المهجر، وحتى في دفاعه عن عقيدته الجديدة وهجومه على الشريعة اليهوديَّة قد بقي يهوديًّا كما كان من قبل"[11].

بَيْدَ أنَّ الغموض الذي يكتنف هذه النظريةَ لا يحتاج إلى معلومات جديدة، بقدر ما يحتاج إلى نظرة جديدة ومنهج جديد، خصوصًا وأنها نظرية تستند إلى عاطفةٍ دِينيَّة وإيمان مسبق، أو هوى معيَّن في بولس، وتبدأ البحث في مُسَلَّمة، هي صِدق بولس فيما يدعيه[12].

الثانية: نظرية الدوافع:
تنطلق هذه النظريةُ من أنَّ "بولس" كان يعمل بإرادة مسبقة، وخطَّة مرسومة؛ لتحقيق أهداف معينة، وأنَّ هذا التحوُّل المفاجئ كان وسيلةً لجأ إليها لإنجاح خطته.

وتلك النظرية يُشايعها كثير من المفكرين وعلماءُ تاريخ الأديان، ومن أبرزهم: الإمام ابن حزم الأندلسي، الذي يفسِّر تحوُّل بولس بدوافع شخصيَّة وبتحريض من أحبار اليهود؛ لإفساد دعوة عيسى - عليه السلام - فأعلن هذا التحوُّل المفاجئ ليسهل تحقيق أهدافه في طَمْس دعوة عيسى، باسم عيسى نفسه، بينما يعتمدُ ابن حزم في تأييد مذهبه هذا بما سمعه بنفسه من المعاصرين له مِن علماء اليهود أنفسِهم، حيث يقول: "وفيما سمعنا علماءَهم يذكرونه ولا يتناكرونه: أنَّ أحبار الدِّين أخذوا عنهم دِينَهم التوراة، وكتب الأنبياء - عليهم السلام - اتفقوا على أنْ رَشَوْا "بولس البنياميني" - لعنه الله - وأمروه بإظهار دين عيسى - عليه السلام - وأن يضلَّ أتباعَه ويدخلهم إلى القول بإلهيته، وقالوا: نحن نحتمل إثمَك في هذا، فافعل وبلغ من ذلك حيث قد ظهر"[13].

ويعزِّز ابن حزم هذه الشهادةَ لمعاصريه من اليهود بالقِياس على ما حَدَث في الإسلام من عبدالله بن سبأ، الذي تحوَّل من اليهوديَّة إلى الإسلام لهدف مماثل، وهو إفساد المسلمين في دِينهم فيقول: "وهذا أمرٌ لا نبعده عنهم؛ لأنَّهم راموا ذلك فينا وفي دِيننا، وذلك بإسلام عبدالله بن سبأ، المعروف بابن السوء اليهودي الحِميري؛ ليضلَّ مَن أَمكنَه من المسلمين"[14].

وكذلك نَجِد أيضًا الإمام القُرطبيَّ الذي يتفق مع ابن حزم فيما ذهب إليه، معتمدًا في ذلك على وثائقَ تاريخيَّة، يهوديَّة وإسلاميَّة، فيقول في معرِض استدلاله على تحريف دعوة عيسى - عليه السلام -: "وممَّا يدلُّ على أنَّهم في كتابهم وشرعهم على غير عِلم، ما استفاض في كتب التواريخ عندنا وعندهم، وذلك بأنَّ عيسى - عليه السلام - لمَّا بعثه الله – تعالى - ودَعا بني إسرائيل للإيمان، فأجابه مَن شاء الله منهم[15].

ولعلَّ أوَّل مَن أسَّس هذه النظرية هو الحواري الجليل برنابا، الذي كان معاصرًا لبولس، ومعجبًا بحماسه الدِّيني في الدعوة، إلى درجة أن قدَّمه بنفسه إلى المجتمع النصراني في الوقت الذي كانوا يتوجسون منه[16]، وفي هذا الصدد جاء في إنجيل برنابا: "لمَّا جاء شاول إلى أورشليم حاول أن يلتصق بالتلاميذ، وكان الجميع يخافونه، غير مصدِّقين أنَّه تلميذ، فأخذه برنابا وأحضره إلى الرسل، وحدَّثهم كيف أبصر الرب في الطريق وكلمه"[17].

ولكن عندما اكتشف زيف بولس ونواياه في إبطال رسالة عيسى - عليه السلام - ألَّف إنجيله الذي هو عندَ التحقيق شهادة حاسمة في مغزى بولس وأهدافه،[18] ثم هي مِن جهة أخرى تُعتبر بمثابة تزكيةٍ لِمَا نقله إلينا ابن حزم والقرطبي عن معاصريهم من اليهود في هذا الشأن.

يقول برنابا في مقدمة إنجيله:
"أيُّها الأعزاء، إنَّ الله العظيم العجيب قد افتقدنا في هذه الأيام الأخيرة بنبيه يسوع برحمة عظيمة؛ للتعليم والآيات التي اتخذها الشيطان ذريعةً لتضليل كثيرين بدعوى التقوى، مبشِّرين بتعليم شديد الكفر، داعين المسيح ابن الله، ورافضين الخِتان الذي أمر به الله دائمًا، مجوِّزين كلَّ لحم نجس، الذي ضلَّ في عدادهم أيضًا بولس الذي لا أتكلَّم عنه إلاَّ مع الأسى، وهو السبب الذي لأجله أُسطِّر ذلك الحق، كما رأيتُه وسمعته أثناءَ معاشرتي ليسوع، لكي تخلصوا ولا يُضلكم الشيطان، فتَهلِكوا في دينونة الله، وعليه فاحذروا كلَّ أحد يُبشِّركم بتعليم جديد مضادٍّ لِمَا أكتبه؛ لتخلصوا خلاصًا أبديا، ولكن ليكُن الله العظيم معكم، وليحرسكم من الشيطان، آمين"[19].

ويتحدَّث برنابا عن مدى الاضطراب الذي أحدثه القول بألوهية عيسى وأسبابه، فيقول: "وَحَدث في هذا الزمن اضطرابٌ عظيم في اليهوديَّة كلِّها لأجل يسوع؛ لأنَّ الجنود الرُّومانية أثارت بعمل الشيطان العبرانيين قائلين: إنَّ يسوع هو الله، قد جاء ليفتقدَهم، فحدثت بسبب ذلك فتنةٌ كبرى، حتى إنَّ اليهوديَّة كلَّها تدججت بالسلاح مدة الأربعين يومًا، فقام الأب على الابن، والأخ على الأخ؛ لأنَّ فريقًا قال: إنَّ يسوع هو الله، قد جاء إلى العالَم، وقال فريقٌ آخرُ: كلاَّ بل هو ابن الله، وقال آخرون: كلاَّ؛ لأنَّه ليس لله شبهٌ بشري، ولذلك لا يلد، بل إنَّ "يسوع الناصري" نبي الله، وقد نشأ هذا عن الآيات العظيمة التي فعلها يسوع الناصري نبي الله"[20].

ومَن ينظر في سفر "أعمال الرُّسل" ورسائل بولس، يتضح له بجلاءٍ صِدقُ ما رواه برنابا على لسان المسيح عن إثارة فتنة تأليهه من جديد وإبطال تعاليمه، فتلك الأسفار مملوءةٌ بالنِّزاعات والمشاحنات بين بولس وتلاميذ المسيح حولَ ما أثاره من تأليه وإبطالٍ للعمل بالناموس[21]، وهذا مضمونُ نظرية الدَّوافع في تفسير تحوُّل بولس، وعلى الرَّغم من اختلاف النظريتين في تفسير تحوُّل أو إيمان بولس.

إلاَّ أنَّهما تتَّفقان في أمرين:
1- تحوُّل بولس من يهودي فريسي متعصبٍ ضدَّ المسيح وأتباعه، إلى إعلان نفسه عبدًا للمسيح ورسوله إلى العالَمين.

2- أنَّ بولس أحدث بتحوُّله تغييراتٍ عميقةً، بل انقلابًا في دِين عيسى - عليه السلام - وبشَّر بإنجيل يختلف اختلافًا جوهريًّا عن إنجيل عيسى نفسه.

ولكن على أيِّ سلطةٍ اعتمد بولس في هذا التغيير؟ وهنا تفترق النظريتان:
الأولى: تُرجع هذا التغيير إلى سُلطان المسيح نفسه، بإلهامات أو بوحيٍّ منه، أمَّا النظرية الثانية، فترى أنَّ التغيير تمَّ بسلطان الهوى، وبباعث خاصٍّ من بولس، وليس بإلهامات المسيح[22].

غير أنَّ الآخذ بتفسير النظرية النفسيَّة يوقع صاحبها في مجموعة من التناقضات، مِن قبيل العجز عن تقديم الدَّليل على صِدق بولس في اتِّصاله بعيسى - عليه السلام - وتكليفه أن يكون رسولاً إلى الأُمم، فهي نظرية لا تعتمد سوى ادِّعاء بولس وشهادته الشخصية، ولا تدعو أن تكون سوى العبارة الواردة في الإنجيل: "الله الذي أعبده برُوحي في إنجيل ابنه شاهد لي"[23].

وتعدُّ هذه النقطة من النِّقاط الحاسمة في ترجيح نظرية الدوافع واعتمادها في تفسير تحوُّل بولس، فإعلانه إلهيةَ المسيح هي حجرُ الزاوية في تحقيق مشروعه، وهي في الوقت ذاته التي اعتمد عليها في إعلان نفسِه رسولاً عنه[24].

وللإشارة فإنَّ "بولس الرسول" شاع بين معاصريه بـاسم: "المرتد"[25]، ومِن الثابت الذي لا يُماري فيه أحدٌ: أنَّ "بولس" بدأ دعوته مستقلاًّ عن الحواريِّين، ولم يلتقِ بهم بعد تحوُّله إلاَّ فترات قليلة، كانت تنتهي بفراره خوفًا على نفسه من بطشهم وكشفهم لزيفه، ومن الثابت أيضًا - طبقًا لرسائله نفسها - أنَّه واصل طريقَه بعد تحوُّله على طريق دمشق بإنجيله الجديد، وأنَّه لم يَعدْ إلى القدس إلاَّ بعد ثلاث سنوات، وحين عاد لم يمكثْ بالقدس أكثرَ من خمسة عشر يومًا كانت حافلةً بالخلاف والجدل والقلاقل، وأنَّه لم يَجدْ من مجتمع الحواريِّين بالقدس إلاَّ الصدودَ والحذر، والشكَّ والخوف، من الفِتنة التي أثارها بين الناس من جديد في شخص عيسى ورسالته[26].

وعلى الرَّغم من إطلاق رسول المسيح على بولس، فإنَّ ذلك لم يُغيِّر من حقيقة أنَّه لم ير المسيح في حياته، بالرَّغم من ادِّعائه أنَّ المسيح قد أتى له عن طريق الوحي، فقد كان يحتاج إلى شخص كان يعيش مع المسيح لكي يُصاحبَه في رحلاته بين الأُميِّين[27].

إنَّ "بولس الرسول" لم يكسبْ غضبَ أتباع المسيح فقط، بل وغضب اليهود أيضًا؛ لأنَّه كان يناقض تعاليم المسيح وموسى معًا[28]، بميله لتغيير تعاليم المسيح، وجعلها مستساغةً للعامَّة [29].

ولذلك يتضح لماذا اختار أن ينشر تعاليمَه بين الذين كانوا يكرهون اليهودَ، ولم يسمعوا عن حقيقة المسيح[30]، وبرهن "بولس" على مذهبه الجديد بهذا المثل الوارد في الإنجيل: "أم تجهلون أيُّها الإخوة؛ لأنِّي أُكلِّم العارفين بالناموس أنَّ الناموس يسود على الإنسان ما دام حيًّا، فإنَّ المرأة التي تحت رجلٍ هي مرتبطة بالناموس بالرجل الحي، ولكن إن مات الرجل، فقد تحرَّرت من ناموس الرَّجل، فإذًا ما دام الرجل حيًّا تُدعى زانية إن صارت لرجلٍ آخر، ولكن إن مات الرَّجل فهي حُرَّة من الناموس، حتى إنَّها ليست زانيةً إن صارت لرجل آخر، إذًا يا إخوتي، أنتم أيضًا قدَّمتم للناموس بجسد المسيح؛ لكي تصيروا للآخر الذي قد أُقيم من الأموات لنثمر لله"[31].


[1] الملحق رقم: 4، القسم: الأول، الصورتان رقم: 32 – 33.
[2] أعمال الرسل (9/3 - 9).
[3] بولس وتحريف المسيحية، هيم ماكبي، م س، (ص: 41).
[4] أعمال الرسل، (22/6 - 12).
[5] بولس وتحريف المسيحية، هيم ماكبي، م س، (ص: 42).
[6] أعمال الرسل: (26/12- 18).
[7] تحقيق القول في تحوُّل بولس، حمدي عبد العالي، م س، (ص: 33).
[8] المسيحية نشأتها وتطورها، شارل جنيبر، م س، (ص: 97 - 98).
[9] المرجع نفسه، (ص: 98).
[10] المرجع نفسه، (ص: 96).
[11] - نفسه، (ص: 99).
[12] - تحقيق القول في تحول بولس، حمدي عبد العالي، م س، (ص: 36 – 37).
[13] الفصل في الملل والأهواء والحل، الشهرستاني، مكتبة المثنى، بغداد، (1/221).
[14] المرجع نفسه.
[15] الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام، القرطبي؛ تحقيق: أحمد حجازي السقا، دار التراث الغربي، القاهرة 1980، (ص: 242 - 243).
[16] تحقيق القول في تحوُّل بولس، حمدي عبد العالي، م س، (ص: 40).
[17] أعمال الرسل: الإصحاح: 23، الفقرات من:6، 27.
[18] - تحقيق القول في تحول بولس، حمدي عبد العالي، م س، (ص: 40).
[19] - إنجيل برنابا: دراسات حول وحدة الأديان، تحقيق؛ سيف الله أحمد فاضل، دار القلم الكويت، ط: 2، 1983.
[20] - إنجيل برنابا، الفصل: 91: 1 - 7.
[21] - تحقيق القول في تحول بولس، حمدي عبد العالي، م س، (ص: 40).
[22] المرجع نفسه، (ص: 44).
[23] رومية: 1:9.
[24] تحقيق القول في تحول بولس، حمدي عبد العالي، م س، (ص:44 - 45).
[25] إظهار الحق، رحمت الله الهندي؛ تحقيق عمر الدسوقي، مكتبة الوحدة العربية، الدار البيضاء، (ص: 288).
[26] تحقيق القول في تحول بولس، حمدي عبد العالي، م س، (ص: 46).
[27] عيسى المسيح والتوحيد: عرض تاريخي للمسيحية والأناجيل والموحدين المسيحيين الأوائل والأواخر، محمد عطا الرحيم، ترجمة عادل حامد محمد، منشورات: مركز الحضارة العربية، (ص: 69).
[28] المرجع نفسه، (ص: 71).
[29] نفسه، (ص: 65).
[30] نفسه، (ص: 71).
[31] الرسالة إلى أهل رومية الإصحاح:1 الفقرات من: 4 - 7.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق