السبت، 28 نوفمبر 2015

للكون قوانين تحكمه لكن من وضع تلك القوانين ؟

قوانين الطبيعةPhoto 

 يظن بعض الماديين أن الكون لا يحتاج لمن يسيره لأن فيه قوانين تحكمه و فسروا لنا كل شيء يحدث حولنا بتلك القوانين و أوهموا بعض الناس بأن تلك القوانين كافية لتسيير الكون و بهذا لا 

  لا تحتمل التبديل و لو 0.0001% ؟ نحن نتفق معكم في بعض ما قلتم بأن للكون قوانين تحكمه لكن من وضع تلك القوانين ؟ 
الصدفة ؟.....

يقول الدكتور العلامة المسلم وحيد خان 
قد يشاهد أحدكم القطار يجري على قضبان حديدية فيتبادر إلى ذهنه سؤال
كيف تجري هذه العجلات الثقيلة ؟و بعد قليل من المشاهدة يصل الرجل إلى الآلات و تروس القاطرة فيرى أن العجلات الثقيلة تتحرك بتحرك التروس و الآلات ...
أفبعد هذا الاكتشاف يحق لهذا الرجل أن يزعم أنا الآلات القاطرة لوحدها هي السبب في تحرك عجلاتها ؟من الواضح أن الأمر ليس كذلك بهذه البساطة ...,لأنه يجب أن نعترف بالسائق الذي يدير الماكينات ثم المهندس الذي صنع تلك الماكينات وأوجد القاطرة فلا وجود في الحقيقة للقاطرة و لا يمكن إحداث الحركة في آلاتها بدون عمل المهندس بل إن الحقيقة النهائية هي 
 العقل  الذي أوجد تلك الماكينات ثم أدارها و حركها وفق إرادة مرسومة
 إن الطبيعة لا تفسر الكون و إنما هي نفسها بحاجة إلى تفسير و ذلك لأن الطبيعة هي مجرد حقيقة من حقائق الكون و ليس تفسيرا له 
لو أنك سألت طبيبا مثلا : ما السبب وراء احمرار الدم ؟
لأجاب : لأن في الدم خلايا حمراء حجم كل خلية منها 1/700 من البوصة 
- حسنا و لكن لماذا تكون هذه الخلايا حمراء ؟
- في هذه الخلايا مادة تسمى ( الهميوجلوبين) و هي مادة تحدث لها الحمرة حين تختلط بالأكسجين في القلب 
- هذا جميل جدا لكن من أين تأتي هذه الخلايا التي تحمل الهيموجلوين ؟ 
- إنها تصنع في الكبد 
- عجيييب ! و لكن كيف ترتبط هذه الأشياء الكثيرة من الدم و الخلايا و الكبد

 و غيرها بعضها ببعض ارتباطا كليا و تسير نحو أداء واجبها المطلوب بهذه الدة الفائقة ؟
- هذا ما نسميه بقانون الطبيعة
- و لكن يا دكتور ما المراد نقانون الطبيعة هذا ؟
- المراد بهذا القانون هو الحركات الدإخلية العمياء للقوى الطبيعية و الكيماوية
-و لكن لماذا تهدف هذه القوى دائما إلى نتيجة معلومة ؟ و كيف تنظم نشاطها حتى تطير الطيور في الهواء و يعيش السلمك في لماء و يوجد الإنسان في الدنيا بجميع ما لديه من الإمكانات العجيبة و المثيرة ؟
( الدكتور  لا تسألني عن هذا فإن علمي لا يتحدث عن لماذا حدث ذلك بل فقط ماذا حدث 
__
الله عز و جل يجري إرادته في الكون بواسطة هذه القوانين التي اكتشفت علومنا الحديثة بعض أجزائها فقط حتى الآن فالقوانين إذن هي من خلق الله ...
(لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون ) 
سورة يس
لنفترض أن المؤمن يعتقد بأن الله عز وجل هو من يأتي بالمد و الجزر ثم يأتي عالم من العلماء فيقول لنا : إن المد و الجزر له سببا هما قوة جاذبية القمر و التكوين الجغرافي أي الوضع الجغرافي لأجزاء الأرض
- جمييل جدا هذا الاكتشاف لكن من قال لك بأنه يؤثر على صواب عقيدتنا !؟
إننا نسلم بأن حدوث المد و الجزر يقتضي قوة جاذبية و يقتضي وضعا جغرافيا لأجزاء معينة من الأرض و لكن ما هي قوة الجاذبية ؟ و ما هو الوضع الجغرافي للأرض ؟ إنهما ايضا من خلق الله و الله يستخدم هذه الوسائل لتنفيذ إرادته و لولا استخدامه لهذه الوسائل و الأسباب المحددة لحلت الفوضى في الكون و لانعدم النظام و كما يقول المثل المشهور عند علماء الكون
( أبعد القمر قليلا و انظر ماذا سيحدث لكوكبنا ) 
- الأرض معلقة في الفضاء تدور حول نفسها فيكون من ذلك تتابع لليل و النهار و هي تسبح حول الشمس مرة كل عام فيكون بذلك تتابع الفصول الذي يؤدي بدوره دورا فعالا في الحياة
- كوكبنا الأرض لو كان صغيرا كالقمر لعجز عن الاحتفاظ بغلافيه الجوي و المائي اللذان يحيطان به و لصارت درجة الحرارة قاتلة و لو كانت الأرض بحجم الشمس لتضاعفت جاذبيتها للأجسام 150 ضعفا و لنقص ارتفاع الغلاف الجوي و لأصبح تبخر المياه مستحيل
- لو نقصت المسافة التي بين الأرض و الشمس لبلغت لاحترق أهلها جميعا و لو ابتعدت قليلا لتجمدت الكائنات جميعها ..فإذا لم تكن الحياة قد نشأت بحكمة و تصميم و إرادة عليا فكيف نشأت إذن ؟ 
الملحد لن يستحي في القول إنها الصدفة التي صنعت !!...و أوجدت و جاءت بي و بك من العدم إلي الوجود فخلقت و أبدعت ...من هي هذه الصدفة ؟ هل من الممكن أن نتعرف عليها ؟ 
لنفترض مثلا أن عندك عشرة دولارات كل واحد دولار على حدة 
ثم قمت أنت بوضع فوق كل دولار أرقام متسلسلة من واحد إلى عشرة ثم وضعتها في قبعة ما و هززتها قليلا ما هي فرصة سحبك للدولارت بالترتيب الذي كتبتها فيها من وإحد إلى عشرة ؟ 
إن فرصة سحبك لدولار واحد هي 1/10
أما سحبك لرقم اثنان مباشرة بعد الرقم واحد يعادل 1/100 و لك واسع النظر في باقي الأرقام 
يقول الدكتور مصطفى محمود رحمه الله
لن تنتهي الأمثلة في علم النبات و الحيوان و الطب و الفلك و القول بأن كل هذا الاتساق و النظام حدث صدفة و اتفاقا هو السذاجة بعينها لوقلنا إن انفجارا حدث في مطبعة أدى إلى تأليف كتب اصطفت في صف منظم لسألنا الناس عن نوع المخدرات الذين نستعمله
أي صدفة هذه أيها الملحد التي تستدل بها الطيور و الأسماك المهاجرة على أوطانها على بعد آلاف الأميال و عبر الصحاري و البحار ؟ أي صدفة هذه التي تجعل الكتكوت يكسر البيضة عند أضعف نقطة في تكوينه للخروج من بيضته ؟ أي صدفة هذه التي تجعل مملكة النحل تشتغل بهذا النظام المعقد و تحول الرحيق إلى عسل ؟

 أي صدفه هذه ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق