الأحد، 29 نوفمبر 2015

هل النصرانية هي الدين الحق ؟



هل النصرانية هي الدين الحق ؟

و النصرانية ليست هي الدين الحق
فهي دين يعتقد أن الإله واحد في أقانيم ثلاثة : الأب، والابن، والروح القدس ، و الاعتقاد بأن المسيح ابن الله أو الله و أن الروح القدس إله و المسيح إله اعتقاد كفري اعتقاد إلهين من دون الله .
و قال الدكتور بوست:
 طبيعة الله عبارة عن ثلاثة أقانيم متساوية: الله الأب، والله الابن، والله الروح القدس، فإلى الأب ينتمي الخلق بواسطة الابن، وإلى الابن الفداء، وإلى الروح القدس التطهير[1].
 أي
يعتقد النصارى أن كل واحد من الثلاثة هم الله وأنهم معا هم الله فالآب إله كلي القدرة و الابن إله كلي القدرة والروح القدس إله كلي القدرة ولكنهم ليسوا ثلاثة بل إله واحد كلي القدرة .
و إن الواحد منا ليتعجب من قولهم فإذا كان أقنوم الآب متصف بالالوهية والكمال المطلق و القدرة على كل شىء
فما فائدة أقنوم الابن والعكس صحيح ؟
و إذا كان أقنوم الروح القدس متصف بالالوهية والكمال المطلق و القدرة على كل شىء فما فائدة أقنوم الآب و الابن ؟
وكون النصارى يعتقدون أن كل أقنوم من الثلاثة يختص بعمل معين يؤكد أن الآب والابن والروح القدس ثلاثة آلهة تبرز برؤوسها و إذا كان لكل منهم وظيفة لا يستطيع الآخر القيام بها ، لا يكون أى منهم إله ، لأن الله كامل ، وعلى كل شيء قدير .
و إن كان لكل منهم و ظيفة محددة ، يكون كل منهم إله ناقص ، ولازم قولهم أن الله آب و ابن وروح قدس أن الله ثلاثة وليس واحد فالعطف بالواو يقتضي المغايرة و التغاير والتوحيد نقيضان لايجتمعان و يقول النصارى الجمع بين النقيضين في ذات الله هو منتهى كمال الإله ، وكذبوا فأي كمال يجمع بين النقيضين ؟!
و لم يدع أي رسول من الرسل أو نبي من الأنبياء قبل المسيح عليه السلام أو بعده شيئا بالتثليث ،و جميع الأنبياء والرسل دعوا بالتوحيد فكيف يكون التثليث دينا و اعتقادا في ذات الله ولم تعرفه رسل الله لنا ناهيك أن التثليث لم يكن معروفاً لاتباع المسيح عليه السلام الأوليين و أن التثليث قد تمت صياغته بعد القرون الثلاثة .
وفي دائرة المعارف الفرنسية :
(( وكان الشأن في تلك العصور أن عقيدة إنسانية المسيح كانت غالبة طيلة مدة تكون الكنيسة الأولى من اليهود المتنصرين ، فإن الناصريين سكان مدينة الناصرة وجميع الفرق النصرانية التي تكونت من اليهودية ، أعتقدت بأن المسيح إنسان بحت ، مؤيد بالروح القدس وما كان أحدهم يتهمهم إذ ذاك بأنهم مبتدعون وملحدون ، فكان في القرن الثاني في الكنيسة مؤمنون يعتقدون أن المسيح هو المسيح ، ويعتبرونه إنساناً بحتاً ، وإن كان أرقى من غيره من الناس ، وحدث بعد ذلك أنه كلما نما عدد من تنصر من الوثنيين ظهرت عقائد جديدة لم تكن من قبل )) [2] .
وفي الموسوعة الكاثولوكية :
(( إن صيغة الإله الواحد في ذوات ثلاثة لم تترسخ في الحياة المسيحية والممارسات الدينية قبل نهاية القرن الرابع هذه الصيغة هي التي أخذت في البداية اسم مبدأ التثليث ولا نجد لدى الآباء الحواريين أية فكرة أو تصور مشابه من قريب أو بعيد ))[3]


و يستدلون بما في كتبهم المقطوعة السند لكتابها فضلا عن عدم نبوة كاتبيها عند التحقيق :
( لما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء ،
وإذا السماوات قد انفتحت له ،
فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة ، وآتياً عليه ،
وصوت من السماء قائلاً : هذا هو ابني الحبيب والروح الذي سررت به )[4]
 و هذا النص دليل عليهم لا لهم
فقد جمع النص الآب ( صوت من السماء )
والابن الحبيب الذي صعد من الماء
و الروح النازل مثل الحمامة
فكيف يكون الله آب و ابن وروح قدس و شخص في السماء و شخص نازل من السماء وشخص خارج من الماء ؟!! .
و يستدلون بقول بولس :
 " بنعمة ربنا يسوع المسيح، ومحبة الله ، وشركة الروح القدس مع جميعكم . آمين " [5]
و هذا النص ينفي التثليث لا يثبته إذ في النص ثلاث ذوات تمايزت بالأسماء و الأعمال ، فكيف بعد ذلك يقولون عنها بأنها وحدة واحدة ؟ .
و يستدلون بقول يوحنا :
" فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة : الآب والكلمة والروح القدس ، و هؤلاء الثلاثة هم الواحد "[6] ، و هذا النص يبطل التثليث إذ في النص عطف بين الآب والابن وبين الابن والروح القدس ، و العطف يدل على المغايرة .
و يستدلون بقول المسيح للاتباعه كما في كتبهم:
 " كلمهم قائلاً : دفع إلي كل سلطان في السماء وعلى الأرض ، فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن وروح القدس ، وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر. آمين" [7]،
 و هذا النص يبطل التثليث
 فقول شخص أتكلم باسم فلان وفلان وفلان لا يعني أن الثلاثة واحد و يستدل النصارى على التثليث بكلام الله عن نفسه أحيانا بصيغة الجمع ، و صيغة الجمع قد يتكلم بها الواحد على سبيل العظمة و إذ كان فيها دلالة على وجود أكثر من الإله فلما قصروه على ثلاثة فربما أربع فيصير تربيعا وربما خمسا فيصير تخميسا و هذا باطل .
و يستدل النصارى على التثليث بقول الله في الكتاب المقدس عندهم ألوهيم ،
و الوهيم فى صيغة الجمع تعنى آلهة ولا تعنى أقانيم وهم يقولون إله واحد و أقانيم ثلاث ، و إذ كان فيها دلالة على وجود أكثر من الإله فلما قصروه على ثلاثة ، ومن الملاحظ في كتبهم أن المسيح لم يقل لاتباعه إني إله فأعبدوني بل قال لهم أنه مرسل من عند الله
ففي كتبهم : (( من يؤمن بي ليس يؤمن بي بل بالذي أرسلني ))[8] فالمسيح أخبر بأنه مرسَل من عند الله ، و الرسول غير من أرسله والرسول يكون من جنس قومه والقوم الذين بعث فيهم المسيح بشر فالمسيح إذاً بشر .
و في كتبهم أن المسيح عليه السلام قال :
(( أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته ))[9]
 فالمسيح أخبر أن الله هو الإله الحقيقي ،وبدلالة مفهوم المخالفة أن ما سوى الله ليس بإله حقيقي ،
والمسيح أخبر أنه مرسل ، وهذا يستلزم كونه بشر ،
وكان المسيح عليه السلام يعبر عن نفسه بابن الإنسان ، و ابن الإنسان لا يكون إلا إنساناً .
و من الغريب تمسك النصارى بألوهية المسيح ،
 و أن النصوص الدالة على بشرية إنما هي دالة على ناسوته لا لاهوته رغم أن المسيح لم يذكر أن له طبيعة لاهوتية وطبيعة ناسوتية فهل نسي المسيح أن يبلغهم أم غفل عن ذلك أم أن اعتقاد لاهوته ناسوته اعتقاد سري لم يرغب بإعلانها للناس؟
 و كيف عرفوا أن للمسيح طبيعة لاهوتية وطبيعة ناسوتية ،و المسيح لم يخبر بها أحدا ؟!!
و النصارى لا يمكن أن يكونوا موحدين
فقائل التثليث مشرك غير موحد جعل مع الله إله آخر فالواحد ليس له ثلث صحيح و الله واحد ، والثلاثة لها ثلث صحيح ، وهو الواحد ، و الثلاثة مجموع آحاد ثلاثة فيستلزم من قولهم أن الله ثلاثة أي أكثر من إله وهذا شرك بالله ووثنية و النصارى يسوون بين الله و من أرسله ( المسيح )
 فهم مشركون .
و من عقيدة النصارى الخطئية والفداء ،
 وهي أن المسيح عليه السلام جاء ليخلص البشرية من خطيئة آدم فقد ورث الناس ذنبه فتجسد الله في صورة بشر
 _ تعالى الله عما يقولون
 – و مكن أعداءه اليهود منه فصلبوه و مات ثلاثة أيام ثم قام من قبره وارتفع إلى السماء ، وهذا الاعتقاد اعتقاد كفري إذ لايليق بالله أن يتجسد في صورة إنسان و الله منزه عن أن يتجسد في صورة مخلوق من مخلوقاته .
و تجسد الإله في صورة بشر معروف في الديانات الوثنية كالهندوسية و الله يتوب عن المذنبيين ، وليس بحاجة إلى تجسد
و كيف يقال أن الله تمكنت أعدائه منه ،
و أن اليهود صلبوه والله هو القوي العزيز ؟
 فهذا كفر بالله إذ فيه وصف لله بالعجز و كيف يقال أن الله مات و الله لا يموت ؟!!
و الذنب لا يورث كما في الكتاب المقدس عندهم : (( النفس التي تخطيء هي تموت، الابن لا يحمل من إثم الأب، والأب لا يحمل من إثم الابن، بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون ))[10] و : (( لا يقتل الآباء عن الأولاد ، ولا يقتل الأولاد عن الآباء، كل إنسان بخطيئته يقتل ))[11] و : (( لا تموت الآباء لأجل البنين، ولا البنون يموتون لأجل الآباء، بل كل واحد يموت لأجل خطيته ))[12] .
وهل من العدالة الإلهية أن يحاسب الإنسان على فعل غيره ؟
و عقيدة الخطيئة و الفداء يشوبها العديد من الغموض
 فهل الله تجسد وأتى بنفسه إلى هذا العالم أم أنه أرسل ابنه الوحيد ؟
 و الاحتمالين كفر
فالأول ينسب لله التجسد في صورة المخلوق والعجز و الضعف والموت
و الأخرى تنسب لله الولد و الله لم يتخذ ولدا .
و إذا كان الكتاب المقدس عند النصارى
 ينص على أن جزاء الخطيئة الموت،
فلماذا لم يمت إبليس وهو سبب الخطيئة بينما يعاقب الناس مع أن أخطاءهم تأتي تبعا لخطيئة إبليس ؟ .
و إذا كان آدم هو الذي أخطأ في حق الله، فآدم عليه السلام هو الذي يعتذر و ليس الله
أما عند النصارى فالله هو الذي يضحي بابنه الوحيد عن ذلك الخطأ .
و هل لله ابن تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ؟
و إذا كان الهدف هو الغفران
 فلماذا لا يغفر الله لنا دون الحاجة لهذه التضحية من جانبه؟ أليس هو الخالق المتصرف ؟
أليس من السخف والإستهزاء بالعقول أن تغفر خطيئة آدم عندما أكل من الشجرة بخطيئة وجريمة أبشع وهي تعليق الإله على الصليب ليذوق الآلآم الكفارية كما تقول المسيحية ؟

أليس من السفه الفكري أن نقول ان الله سبحانه و تعالى لم يرضى ان ينتقم من المجرمين الظالمين وانتقم من ابنه البرىء كما فعل الملك السفيه ؟
ومن يقرأ في كتب التاريخ يجد أن عقيدة الخطيئة والفداء عقيدة معروفة لدى الديانات الوثنية
ففي البوذية يعتبر بوذا المخلص و هو الابن البكر الذي قدم نفسه ذبحية ليكفر آثام البشر و يجعلهم يرثون ملكوت السموات و قد كانت ولادته بسبب خلاص العالم من التعاسة ،
و المصريون القدماء اعتقدوا أن أوزريس مخلص الناس من شرورهم و آثامهم و أنه يلاقي في سبيل هذا الاضطهاد و العذاب ،
و عند الهنود الوثنيين يعتبر كرشنة البطل الذي صلب و قدم نفسه ذبيحة لفداء للبشرية ،
و في الديانة الفارسية يعتبر مثرا الوسيط بين الله والبشر و قد صلب في بلاد الفرس تكفيراً عن خطايا وآثام البشر .
♥و ليس عند النصارى كتاب منسوب للمسيح فضلا عن أن يكون متصل السند له
 فهي ديانة بلا كتاب سماوي كتابها قد ضيعه معتنقيها .

و دين النصرانية دين يدعو إلى شرب الخمر ،
والخمر أم الخبائث
قال بولس :
(( لا تكن فيما بعد شراب ماء بل استعمل خمراً قليلاً من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة ))[13] .
والنصرانية دين يدعو إلى هدم تعاليم الأنبياء
 قال بولس :
(( إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.))[14]
فإذا كان الإيمان فقط هو الذي ينجي العبد فما فائدة الأعمال الصالحة فتنتهك المحرمات و يفرط في الطاعات ولاحول ولا قوة إلا بالله .
ودين النصرانية ينسب لله الحماقة والضعف
قال بولس :
(( إن حماقة الله أعقل من الناس وضعف الله أشد قوة من الناس ))[15] ،
والنصرانية دين يدعو للرهبة فينسبون للمسيح عليه السلام أنه
قال : (( يوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السماوات، من استطاع أن يقبل فليقبل ))[16] .
ودين النصرانية يدعو للتكاسل والقعود فينسبون للمسيح عليه السلام أنه
قال : (( لاتهتموا لحياتكم بما تأكلون ، ولا للجسد بما تلبسون ، الحياة أفضل من الطعام ، و الجسد أفضل من اللباس، تأملوا الغربان إنها لا تزرع ولا تحصد ، وليس لها مخدع ولا مخزن ، والله يقوتها ... تأملوا الزنابق كيف تنمو لا تتعب ولا تغزل ... فلا تطلبوا أنتم ما تأكلون وما تشربون ، ولا تقلقوا ... بل اطلبوا ملكوت الله ، وهذه كلها تزاد لكم ))[17] .
و دين النصرانية دين يدعو لترك الأعمال الصالحة
 قال بولس :
(( إن كان بالناموس بر، فالمسيح إذا مات بلا سبب ))[18] .
و دين النصرانية دين يدعو للأكل من الخبائث و المحرمات قال بولس :
 (( أنا عالم ومتيقن في الرب يسوع أن لاشيء نجس في حد ذاته ، ولكنه يكون نجساً لمن يعتبره نجساً ))[19] .
وتنسب النصرانية للمسيح أن يسب ففي كتبهم أنه
قال لبطرس :
(( اذهب عني يا شيطان ))[20] .
و أخيرا النصرانية نسخت بالإسلام فلايصح الابقاء على الدين المنسوخ .


[1] - قاموس الكتاب المقدس
[2] - دائرة المعارف الفرنسية
[3]- الموسوعة الكاثولوكية
[4] - متى إصحاح 3 عدد 16- 17
[5]- كورنثوس (2) إصحاح 13 عدد 14
[6] - يوحنا(1) إصحاح 5 عدد7
[7] - متى إصحاح 28 عدد 18 - 20
[8] - يوحنا إصحاح 12 عدد 44
[9] - يوحنا إصحاح 17 عدد 3
[10] - حزقيال إصحاح 18 عدد 20 - 21
[11] - التثنية إصحاح 24 عدد 16
[12] - الأيام (2 ) إصحاح 25 عدد 4
[13] - رسالة إلى أهل تيموثاوس (1 ) إصحاح 5 عدد 23
[14] - غلاطية إصحاح 2 عدد 16
[15] - رسالة إلى أهل كورنثوس ( 1 ) إصحاح 1 عدد 25
[16] - متى إصحاح 19عدد 12
[17] - لوقا إصحاح 12 عدد 22 - 33
[18] - غلاطية إصحاح 2 عدد 21
[19] - رومية إصحاح 14 عدد 14
[20] - متى إصحاح 16 عدد 23



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق