الجمعة، 27 نوفمبر 2015

مقدمة



مقدمة

الحمد لله رب العالمين، فاطر السماوات والأرض، جاعل الظلمات والنور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا صل الله علية وسلم عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم وبارك على محمد النبي خاتم الأنبياء والمرسلين، وصل اللهم وسلم وبارك على أزواجه وآل بيته الأخيار الأطهار وأصحابه الكرام، ومن اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفى أثره صل الله علية وسلم إلى يوم الدين.

أما بعد:

نعجب جميعًا ممِّن تجرأ على الله تعالى، وأنكر وجوده، بل وصار مبارزًا ومُحاربًا له جل وعلا بدعوته إلى مثل ذلك الاعتقاد الفاسد والفلسفة الـمُنكرة، بل وصار طاغيةً مُتغطرسًا، إلى أن عذَّب شَعْبَه وأنهكهم جوعًا، إلى أن أكل بعضهم بعضًا، حيث انتشرت سرقة الصغار من الأطفال لأكلهم جوعًا، وحَصَد الملايين منهم قتلًا من أجل إفساد اعترافهم بخالقهم، وإجبارهم على إنكار وجوده، كما حدث في الاتحاد السوفيتي –سابقًا- ومن ناظرها من الدول الشيوعية وغيرها.

ولو نظر ذلك الجاحد المتغطرس في نفسه لعلم ضعفه وحقارته، وافتقاره إلى خالقه ونعمه عليه، لا سيما وقت حاجته ومرضه.

ونعجب مِمَّن قد استجاب له ورحَّب بما افتراه زورًا وبهتانًا، وذلك إمَّا لفساد قلبه وعقله، وإما جحودًا واتباعًا لأهوائه وشهواته، متناسيًا أو مُتغافلًا لمماته وانتهاء حياته، وما يلقاه بعد موته من سوء المصير والـمُنقلب، وسوء الحساب والعقاب، وندمه على تفريطه في جنب إلهه وخالقه.

ونعجب أكثر مِمَّن قد يُعْرض عليه الحق –الإسلام- والأدلة البينة عليه، فيُعْرِض عن سماعه وقبوله؛ لما قد ملأ قلبه من حبٍّ للشهوات واتباعٍ للهوى، وعدم استعدادٍ لتلقي الحق وقبوله.

ومثال ذلك: دولة مثل كوريا الشمالية، فنجد أنها لا تقبل إلا الشيوعية؛ حيث لا تعترف بوجود إله خالق، فلا تسمح لدعوة الحق –الإسلام- أن تصل إلى شعبها.

ولذلك...

فإنه ينبغي، بل يتوجَّب علينا الاستعانة بالله سبحانه وتعالى على أن نجتهد أكثر وأكثر في دعوة العباد إلى الله تعالى، والإيمان به وبوحدانيته، وعظيم ذاته جل وعلا، وجميل صفاته وكمالها، دون أن يُنسب إليها ما يَذُمُّها ويعيبها –كما في غير الإسلام- وذلك يعني –بمفهوم أشمل- الدعوة إلى الإسلام.

ولذا، فإن هذا البحث اليسير يتضمن:

- أدلة قاطعة وبراهين دامغة –متنوعة- على وجود الإله الخالق لهذا الكون، والخالق لكل شيء وثبوت وحدانيته وعظيم صفاته وأفعاله.

- صفات الإله الخالق عند المسلمين، وعظيم تمجيدهم وتنـزيههم له سبحانه وتعالى.

- صفات الإله الخالق عند غير المسلمين؛ كالنصارى واليهود والمجوس والهندوس وغيرهم، وبعض ما نسبوه إليه من نَقْصٍ وذمٍّ، وعيب وقدح، والردود عليها.

- أدلة علمية ثابتة شاهدة على طلاقة قدرة الله سبحانه وتعالى، وإن عجز العقل البشري عن استيعابها.

- وجوب الإيمان بأنبياء الله ورسله من منطلق الإيمان بالله تعالى، وعظيم صفاته وكمال حكمته.

- وجوب الإيمان بغيبيات أخرى من منطلق الإيمان بالله تعالى والإيمان بأنبيائه ورسله.

- أدلة قاطعة على أن الهداية فيما جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين محمدr، وموجز من البشارات به صل الله علية وسلم في التوراة والإنجيل، وفي كتب الأولين.

- أدلة قاطعة على أن رسالة النبي محمد صل الله علية وسلم هي الرسالة الخاتمة، وأنه ليس بعد بعثة رسول الله محمد صل الله علية وسلم أي نبي أو رسول آخر.

- صفات للفرقة الناجية، من حيث التزامها بما كان عليه النبي محمد صل الله علية وسلم وأصحابه.

- براهين دامغة على أن الدين الحق (الإسلام) هو العامل الرئيسي في انتشار السلام، والازدهار الاقتصادي والتقدم الحضاري، وأنه في حال غيابه يكون نقيض ما ذكرنا.

- حكمة الله سبحانه وتعالى في أن جعل من خلقه الموحدين المسلمين وغيرهم من المشركين والملحدين..، وعدم ظلمه جل وعلا لمن أوجدهم في غير بيئة الإسلام.

- حق الله تعالى على العباد، وحق العباد على الله تبارك وتعالى.

ثم يختم هذا البحث الموجز برسالة دعوية قصيرة.

وقد تم جمع اليسير من عدة كتب إسلامية، منها

1- الفيزياء ووجود الخالق، د/ جعفر شيخ إدريس.

2- منهج الجدل والمناظرة في تقرير الاعتقاد، للدكتور/ عثمان علي حسن.

3- الإسلام يتحدى، وحيد الدين خان.

4- وإنك لعلى خلق عظيم، للشيخ/ صفي الرحمن المباركفوري.

5- فقه العبادات، للشيخ العلامة/ محمد بن صالح العثيمين.

6- أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة، للشيخ/ محمود عبدالرازق الرضواني.

7- قضية الألوهية والدين، للدكتور/ محمد السيد الجليند.

وأسأل الله العظيم، رب العرش الكريم أن يتقبل منا ومن الجميع صالح الأعمال، وأن يُنميه لنا سبحانه وتعالى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق