الاثنين، 30 نوفمبر 2015

حكاوى صلب المسيح


حكاوى صلب المسيح


يسير مسلسل الأحداث، خلال الثماني والأربعين ساعة الأخيرة، بصورة عامة حسب حكاوى الأناجيل - وعلى خلاف بينها - على النحو التالي:
يسأل التلاميذ معلمهم - المسيح - عن المكان الذي يريد أن يأكل فيه عشاء الفصح، وهو عيد جعل تذكارًا لخروج بني إسرائيل من مصر، تذبح فيه خراف الفصح مساءً نحو غروب الشمس، ثم يؤكل اللحم مشويًّا بالنار في ليلته ولا يبقى منه شيء إلى الصباح، ويوم ذبح الخراف هو بداية أسبوع الفطير.

يقول لهم المسيح: اذهبوا إلى المدينة [أورشليم] إلى فلان، وقولوا له: المعلم يقول: إن وقتي قريب. عندك أصنع الفصح مع تلاميذي، ففعل التلاميذ كما أمرهم يسوع وأعدوا الفصح.


لقد اتفقت الأناجيل الثلاثة: متى ومرقس ولوقا على أن العشاء الأخير الذي حضره المسيح مع تلاميذه كان عشاء الفصح، لكن إنجيل يوحنا جعله عشاء عاديًّا يؤكل قبل الفصح بعدة أيام.

وأثناء العشاء ينبأ المسيح أن أحد تلاميذه سيخونه، ويسأله التلاميذ عن علامة ذلك التلميذ الخائن، فيقول المسيح في بعض الأناجيل: "الذي يغمس يده معي في الصحفة"، بينما يقول في إنجيل آخر: "الذي أغمس أنا اللقمة وأعطيه".

لقد كانت خيانة ذلك التلميذ بسبب دخول الشيطان فيه قبل العشاء الأخير؛ إذ يقول لوقا: "قرب عيد الفطر... دخل الشيطان في يهوذا الذي يدعى الإسخريوطي"، بينما يقول يوحنا: إنه أثناء العشاء الأخير: "غمس [يسوع] اللقمة وأعطاها ليهوذا سمعان الإسخريوطي؟ فبعد اللقمة دخله الشيطان".

وبعد أن أكل المسيح الفصح مع تلاميذه "خرجوا إلى جبل - جبل الزيتون... إلى ضيعة يقال لها: جثسيماني"، حيث بدأ يصلي لكي ينجو من الخطر الذي شعر به. وقال لتلاميذه: "نفسي حزينة جدًّا حتى الموت. اسهروا معي... وكان يصلي قائلاً: إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس، ولكن ليس كما أريد أنا، بل كما تريد أنت".

وهناك والوقت متأخر ليلاً، جاء يهوذا الخائن ومعه جند وخدام "من عند رؤساء الكهنة بمشاعل ومصابيح وسلاح"، وكان يهوذا قد أعطاهم علامة قائلاً: الذي أقبله هو هو. أمسكوه... ذلك أنهم لم يكونوا يعرفون المسيح شخصيًّا.

لكن إنجيل يوحنا لا يعرف شيئًا عن القُبلة التي كانت علامة للتعرف على المسيح؛ ولهذا أعطى صورة مخالفة لعملية القبض؛ إذ يقول: تقدم إليهم "يسوع وقال لهم: من تطلبون؟ أجابوه: يسوع الناصري. فقال لهم يسوع: أنا هو. فلما قال لهم: إني أنا هو، رجعوا إلى الوراء، وسقطوا على الأرض!".

وأخيرًا تمت عملية قبض بعد عشاء الفصح، أي مساء الخميس حسب مرقس ومتى ولوقا، أما حسب يوحنا فقد كان القبض مساء الأربعاء قبل يوم الفصح؛ إذ جاؤوا بالمقبوض عليه صباح اليوم التالي [الخميس] إلى دار الولاية. فهو يقول: "ثم جاؤوا بيسوع من عند قيافا إلى دار الولاية. وكان صبح. ولم يدخلوا هم إلى دار الولاية لكيلا يتنجسوا فيأكلون الفصح 18: 28".

ولقد ترتب على هذا الخلاف بين يوحنا من جانب والثلاثة الآخرين من جانب آخر، أن كانت عملية الصلب التي تمت في اليوم التالي لعملية القبض، قد حدثت يوم الخميس حسب يوحنا، وهو اليوم الذي يؤكل فيه الفصح مساء؛ إذ إنه يقول: "فلما سمع بيلاطس هذا القول أخرج يسوع... وكان استعداد الفصح... فصرخوا: خذه اصلبه... حينئذ أسلمه إليهم ليصلب - 19: 13 - 16".

إن أبسط القضايا في حياة البشر اليومية حين تعرض على القاضي وقد تضاربت فيها شهادة الشهود، فإنه يمتنع الحكم إلى أن يحدث تعزيز لأحد الجانبين، فهناك قاعدة أصيلة تقول: كل ما تسرب إليه الاحتمال سقط به الاستدلال.

فما بالنا والقضية تتعلق بأساسيات عقيدة دينية يتوقف عليها المصاير الأبدية لملايين البشر!

هذا، ولقد اتفقت الأناجيل أنه في ساعة المحنة التي حلت بالمسيح، وأصابه فيها ما أصابه من فزع واضطراب، فقد "تركه التلاميذ كلهم وهربوا"!

العشاء الأخير وعملية القبض
مسلسل عام
نقاط البحث
مرقس
متى
لوقا
يوحنا
1
توقيت العشاء الأخير
عشاء الفصح

12:14
عشاء الفصح

17:26
عشاء الفصح

7:22
عشاء عادي قبل الفصح 1:13
2
دور التلاميذ في إعداد العشاء
أرسل اثنين منهم

13:14
أرسل التلاميذ جميعًا
26: 18 - 19
أرسل اثنين منهم (بطرس ويوحنا)
22: 8 - 13
...... [1]
3
علامة التلميذ الخائن
الذي يغمس مع المسيح في الصحفة
20:14
الذي يغمس مع المسيح في الصحفة
23:26
الذي يده مع المسيح على المائدة
21:22
الذي غمس المسيح اللقمة وأعطاه إياها
26:13
4
متى دخل الشيطان في يهوذا الخائن
قبل العشاء الأخير (بيوم على الأقل)
14: 10 - 12
قبل العشاء الأخير (بيوم على الأقل)
26: 14 - 17
قبل العشاء الأخير (بيوم الأقل)
22: 3 - 7
أثناء العشاء الأخير بعد أن أعطاه المسيح اللقمة
27:13
5
كيف تعرف الجند على المسيح؟
بعد قُبلة يهوذا

14: 45 - 46
بعد قبلة يهوذا

26: 49 - 50
بعد أن دنا يهوذا من المسيح ليقبِّله
47:22
قدم المسيح نفسه متحديًا، بلا قبلة
18: 4 - 8
6
توقيت القبض
بعد عشاء الفصح (مساء الخميس) 43:14
بعد عشاء الفصح (مساء الخميس) 47:26
بعد عشاء الفصح (مساء الخميس) 47:22
قبل عشاء الفصح (مساء الأربعاء) 28:18
7
سلوك التلاميذ عند القبض
تركه الجميع وهربوا
50:14
تركه التلاميذ كلهم وهربوا
56:26

......

......

يبدأ التمهيد لعملية الصلب بعدد من المحاكمات، اختلفت فيها الأناجيل، فقد ذكر مرقس ومتى ويوحنا أنه حدثت محاكمة بعد القبض مباشرة عند منتصف ليلة عيد الفصح.

لكن لوقا لا يعرف شيئًا عن تلك المحاكمة الليلية، ويستبدلها بمحاكمة نهارية صباح الجمعة.

كما أن لوقا انفرد - دون بقية الأناجيل - بذكر محاكمة حدثت أمام هيرودس حاكم الجليل؛ ولهذا ذكر ثلاث محاكمات وخمس رحلات جعلها كلها تحدث نهار الجمعة خلال فترة نحو خمس ساعات، وفي أماكن متفرقة.

ثم كان يوم الصلب - يوم آخر محاكمة؛ إذ اقتِيد بعدها المقبوض عليه إلى موضع الصلب - يوم الجمعة حسب مرقس ومتى ولوقا، أما يوحنا فقد جعله يوم الخميس، وهو اليوم الذي تذبح فيه خراف الفصح.

[انظر بيانات: المحاكمات، وعدد المحاكمات، ويوم الصلب، والتحركات منذ القبض حتى الصلب].

المحاكمات
مسلسل عام
نقاط البحث
مرقس
متى
لوقا
يوحنا
8
المحاكمة الأولى
- التوقيت

هيئة المحكمة

ليلاً بعد القبض مباشرة (ليلة عيد الفصح)

رئيس الكهنة والمجمع
14: 53 - 55

ليلاً بعد القبض مباشرة (ليلة عيد الفصح)

رئيس الكهنة والمجمع
26: 57 - 59

نهارًا في اليوم التالي للقبض (الجمعة)

رئيس الكهنة والمجمع
22: 13

ليلاً بعد القبض مباشرة (الليلة السابقة لليلة عيد الفصح)

حنان حموقيافا ثم قيافا رئيس الكهنة
18: 12 - 13
9
المحاكمة الثانية
- التوقيت
- هيئة المحكمة

صباح اليوم التالي (الجمعة) بيلاطس الوالي 1:15

صباح اليوم التالي (الجمعة) بيلاطس الوالي 1:27

صباح اليوم التالي (الجمعة) بيلاطس الوالي 1:23

صباح اليوم التالي (الخميس)
بيلاطس الوالي 18: 28 - 33
10
المحاكمة الثالثة
- التوقيت

- هيئة المحكمة

......

......

صباح اليوم التالي (الجمعة) هيرودس حاكم الجليل
23: 7 - 10

......

عدد المحاكمات
مسلسل عام
الوقت
مرقس
متى
لوقا
يوحنا
11
ليلاً بعد القبض مباشرة
1
1
......
1
12
نهار اليوم التالي للقبض
1
1
3
1
13
المجموع الكلي
2
2
3
2

يوم الصلب
مسلسل عام
نقاط البحث
مرقس
متى
لوقا
يوحنا
14
يوم آخر محاكمة (هو يوم الصلب)
الجمعة



15: 15، 20
الجمعة



27: 26، 31
الجمعة



23: 24، 33
الخميس يوم تذبح خراف الفصح "وكان استعداد الفصح"
19: 14 - 18

التحركات منذ القبض حتى الصلب
مسلسل عام
نقاط البحث
مرقس
متى
لوقا
يوحنا
15
الرحلة الأولى
مساء الخميس "إلى رئيس الكهنة"


53:14
مساء الخميس "إلى قيافا رئيس الكهنة"


57:26
مساء الخميس "إلى بيت رئيس الكهنة"


54:22
مساء الأربعاء "إلى حنان أولاً؛ لأنه كان حما قيافا رئيس الكهنة"
13:18
16
الرحلة الثانية
صباح الجمعة "إلى بيلاطس"

1:15
صباح الجمعة "إلى بيلاطس"

1:27
صباح الجمعة "إلى بيلاطس"

22: 66، 23: 1
مساء الأربعاء "إلى دار رئيس الكهنة"

18: 15، 18
17
الرحلة الثالثة
نهار الجمعة "إلى موضع جلجثة" مكان الصلب

22:15
نهار الجمعة "إلى موضع يقال له: جلجثة"

33:27
نهار الجمعة "إلى هيرودس في أورشليم"

7:23
صباح الخميس "إلى دار الولاية (إلى بيلاطس) وكان صبح"

18: 28 - 29
18
الرحلة الرابعة

......

......
نهار الجمعة "رده (هيرودس) إلى بيلاطس"
11:23
نهار الخميس "مضَوْا به إلى موضع جلجثة"

19: 16 - 17
19
الرحلة الخامسة

......

......
نهار الجمعة "مضوا إلى الموضع الذي يدعى جمجمة"
33:23

......
20
عدد الرحلات
3
3
5
4

وإذا تتبعنا أحداثَ الصَّلب التي أعقبت المحاكمات، نجدها تبدأ باستهزاء العسكر بالمقبوض عليه، وضربه، ووضع إكليل من الشوك فوق رأسه، وكان هؤلاء جنود بيلاطس حسب مرقس ومتى ويوحنا، أما حسب لوقا فقد كانوا جنود هيرودس.

ثم كان سمعان القيرواني هو حامل الصليب حسب مرقس ومتى ولوقا، بينما قال يوحنا: إن المقبوض عليه "خرج وهو حامل صليبه".

وقد اختلفت الأناجيل في علة المصلوب، التي قيل: إن العرف جرى على كتابتها على الصليب، فكانت "ملك اليهود" حسب مرقس، بينما جعلها يوحنا: "يسوع الناصري ملك اليهود"، وبلُغات ثلاث، هي: العبرانية، واليونانية، واللاتينية، وأن الذي كتب ذلك كان هو الحاكم الروماني بيلاطس!

وقد صلب معه لصان كانا يعيرانه حسب مرقس ومتى، أما حسب لوقا فقد كان أحدهما يعيره، بينما كان الآخر يواسيه ويدافع عنه.

ثم كانت صرخةُ اليأس على الصليب عتابًا يائسًا بين المصلوب وربه؛ إذ قال: "إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟!" حسب مرقس ومتى، أما لوقا فقد استبدلها بقوله: "في يديك أستودع رُوحي".

وكانت الساعة الثالثة هي وقت الصلب حسب مرقس، أما حسب يوحنا فكانت نحو السادسة.

* ولقد كان شهود الصلب "نساء ينظرن من بعيد".

[انظر بيان: أحداث الصلب].

أحداث الصلب
مسلسل عام
نقاط البحث
مرقس
متى
لوقا
يوحنا
21
استهزاء العسكر قبل الصلب
(إكليل الشوك -
الضرب -
البصق)

"جنود بيلاطس"


15: 16 - 20

"جنود بيلاطس"


27: 27 - 31

"جنود هيرودس"


23: 11

"جنود بيلاطس"


19: 1 - 5
22
حامل الصليب
سمعان القيرواني
15: 21
سمعان القيرواني
27: 32
سمعان القيرواني
23: 26
المصلوب نفسه
19: 17
23
شراب المصلوب قبل صرخة اليأس
خمر ممزوجة بمر فلم يقبل
15: 23
خلاًّ ممزوجًا بمرارة ولما ذاق لم يشرب
27: 34

......

......
24
علة المصلوب
"ملك اليهود"
15: 26
"هذا هو يسوع ملك اليهود"
27: 37
اليهود [يونانية - رومانية - عبرانية]
23: 38
ملك اليهود [عبرانية - يونانية - لاتينية]
19: 19 - 20
25
اللصان والمصلوب
"كانا يعيرانه"

15: 32
"كانا يعيرانه"

27: 44
كان أحدهما يعيره والآخر يدافع عنه
23: 39 - 40

......
26
وقت الصلب
الساعة الثالثة
15: 25
......
قبل الساعة السادسة
23: 33 - 44
الساعة السادسة
19: 14 - 16
27
صرخة اليأس على الصليب
"إلهي، إلهي لماذا تركتني"

15: 34
"إلهي، إلهي لماذا تركتني"

27: 46
"يا أبتاه، اغفر لهم؛ لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون
23: 34

28
شهود الصلب
"نساء ينظرن من بعيد"

15: 40
"نساء كثيرات ينظرن من بعيد"

27: 55
"جميع معارفه ونساء واقفين من بعيد ينظرن"

23: 49
أمه وأخت أمه ومريم المجدلية واقفات عند الصليب (عن قرب)
19: 25



[1] هذه النقاط الست (......) تحت أي إنجيل في أي من الجداول تعني أن هذا الإنجيل لم يذكر شيئًا محددًا يتعلق بنقطة البحث.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق