الاثنين، 30 نوفمبر 2015

بولس وتلاميذ المسيح

بولس وتلاميذ المسيح


لما جاء شاول إلى أورشليم حاول أن يلتصق بالتلاميذ، وكان الجميع يخافونه غير مصدقين أنه تلميذ، فأخذه برنابا وأحضره إلى الرسل - أعمال 9: 26 - 27".

لكن بولس لم يلبث أن انقلب على برنابا، كما انقلب على غيره من التلاميذ؛ فقد حصل بينهما (بولس وبرنابا) مشاجرة، حتى فارق أحدهما الآخر، وبرنابا أخذ مرقس وسافر في البحر إلى قبرص، وأما بولس فاختار سيلا... فاجتازا في سورية - أعمال 15: 39 - 41".

ولقد استجوبته كنيسة أورشليم - وهي مجمع رسل المسيح، وكان أول أساقفتها يعقوب الصغير الذي ذكره متى في عداد إخوة المسيح، وهم: (يعقوب، ويوسى، وسمعان، ويهوذا - 13 - 55"، وقد سماه بولس: "يعقوب أخا الرب - غلاطية 1: 19" فقد كان هناك شكوى ضد بولس أمام مشايخ أورشليم من أنه "يعلم جميع اليهود الذين بين الأمم الارتداد عن موسى قائلاً: أن لا يختنوا أولادهم، ولا يسلكوا حسب العوائد - أعمال 21: 20 - 21".

ولقد حفظ بولس هذا الموقف في نفسه، فطفق يكرر في رسائله أنه ليس أقل من أعظم رسل المسيح وتلاميذه الذين عاشروه وتتلمذوا عليه: "ليتكم تحتملون غباوتي قليلاً... لأني أحسب أني لم أنقص شيئًا عن فائقي الرسل" - (2) كورنثوس 11: 1 - 5".

قد صرت غبيًّا، وأنا أفتخر. أنتم ألزمتموني؛ لأنه كان ينبغي أن أمدح منكم؛ إذ لم أنقص شيًئا عن فائقي الرسل (2) - كورنثوس 12 - 11".

فكر بولس:
كان بولس يظن أن عنده روح الله: "أظن أني أنا أيضًا عندي روح الله - (1) كورنثوس 7: 40".
وأنه سيدين ملائكة: "ألستم تعلمون أننا سندين ملائكة - (1) كورنثوس 6: 3".
وقد جعل كل الأشياء تحل له، فكرر هذا الزعم كثيرًا في رسائله: كل الأشياء تحل لي - (1) كورنثوس 6: 12، 10: 23".

ونسب بولس إلى الله جهالة - أي حماقة - وضعفًا!... تعالى الله عما يقول علوًّا كبيرًا... "جهالة الله أحكم من الناس، وضعف الله أقوى من الناس - (1) كورنثوس 1: 25".

وكان بولس يعتقد أن شيطانًا قد وكل إليه أن يضربه، فيؤدبه؛ لكي يتجنب الغرور! رسول الشيطان وكل إليه بأن يلطمني لئلا أتكبر - (2) كورنثوس 12: 7"[1].

ولقد كان بولس يدعو العبيد إلى الخضوع لسادتهم، باعتبار أن هذه السيادة قد جاءت من الله: جميع الذين هم عبيد تحت نير فليحسبوا سادتهم مستحقين كل إكرام، لئلا يفترى على اسم الله وتعظيمه - (1) تيموثاوس 6: 1".

لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة؛ لأنه ليس سلطان إلا من الله، والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله، حتى إن من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله، والمقاومون سيأخذون لأنفسهم دينونة - رومية 13: 1 - 2".

لقد كان هذا شيئًا يرضي الحكام الرومان تمامًا، وكان هذا المفهوم سائدًا في فجر المسيحية: فها هو بطرس - رئيس التلاميذ - يقول: "أيها الخدام، كونوا خاضعين بكل هيبة للسادة، ليس للصالحين المترفقين فقط، بل للعنفاء أيضًا، لأن هذا فضل، إن كان أحد من أجل ضمير نحو الله يحتمل أحزانًا متألمًا بالظلم (1) بطرس - 2: 18 - 19".

ولقد أدى الإيمان بمبدأ الخضوع للسلاطين - باعتبارهم يستمدون سلطانهم من الله - إلى ما عرفته أوربا المسيحية فيما بعد من الزعم بأن الملك هو ظل الله على الأرض، وأنه يحكم الشعب بتفويض إلهي.


[1] حسب الترجمة العربية للكاثوليك، المأخوذة عن الترجمة الفرنسية المسكونية التي تقول: " Un ange de Satan charge de me frapper, pour m,eviter "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق