الأحد، 29 نوفمبر 2015

الإسلام هو الدين الحق



الإسلام هو الدين الحق

الإسلام هو الملة التي يدين بها أمة محمد صلى الله عليه وسلم ،أمره الله بإبلاغ دينه للناس
قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيرا ﴾[1] ،
و قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾[2]
 و هو آخر الأنبياء فلا نبي بعده
 قال تعالى : ﴿ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ﴾[3] .

و الإسلام هو الدين المقبول عند الله فلا يقبل الله دين سواه
قال تعالى : ﴿ و َمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾[4] ،
 و قال تعالى : ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾[5] .

و الإسلام هو الدين الناسخ لما قبله من الشرائع السماوية و قد أظهره الله على كل الأديان
 قال تعالى : ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾[6] .

و دين الإسلام لجميع الناس
 قال تعالى : ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾[7]
 و قال تعالى : ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾[8] .

وقد أيد الله النبي صلى الله عليه وسلم يالمعجزات الباهرة التي أجلها و أعظمها القرآن فالقرآن من جنس ما تكلم به العرب ورغم ذلك يستحيل أن يأتي أحدا بمثله في البيان والحلاوة والحسن والكمال والعذوبة وأداء المعنى المراد مع حرص العرب، وغير العرب على معارضته
فلما عجزوا عن الإتيان بمثله علم أنه ليس قول البشر
 قال تعالى : ﴿ أمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [9] .

وقد تكفل الله بحفظ القرآن
قال تعالى : ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾[10] .

و القرآن متصل السند للنبي محمد صلى الله عليه وسلم فقد نقله إلينا الالاف عن الالاف بحيث يستحيل تواطئهم على الكذب فالقرآن مأخوذ بالسماع و ليس السماع وحسب بل السماع والكتابة .

و ليس القرآن فقط الذي حفظه المسلمون بل حفظوا أيضا أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم و شددوا في رواية الأحاديث النبوية بأرقى ما وصل إليه علم النقد ،و اعتنى العلماء بتصحيح الأخبار والتثبت فيها و نقدها من جهة السند و من جهة المتن ، وامتازت الرواية في الإسلام بدقة الضبط و التحري من حيث صدقها و مطابقتها للواقع و من حيث اتصال سندها بنقل العدل الضابط عن مثله حتى يصل به إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم و اعتنى العلماء بعلم الإسناد ونقد الرواة إذ به يعرف التمييز بين الصحيح و الحسن و الضعيف من المرويات والمقبول والمردود منها و هذا من خصوصية أمة محمد صلى الله عليه وسلم فلم يعرف عن أمة من الأمم السابقة العناية بما جاء عن نبيها فضلا عن العناية بكلام ربها كما حصل لهذه الأمة .

و قال بعض المنصرين رواية القرآن لم يتوافر في نقلها شروط الرواية المتواترة، إذ إن الصحابة الذين نقلوا القرآن عن الرسول عددهم أربعة أو ستة أنفار على أكثر تقدير ، واستدلوا بحديث :
 ( جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أربعة، كلهم من الأنصار: أُبيُّ بن كعب ، و معاذ بن جبل ، و زيد بن ثابت ، و أبو زيد )[11]
و حديث : ( جمع القرآن على عهد رسول الله ستة نفر: أُبيُّ بن كعب ، و معاذ بن جبل ، و أبو الدرداء ، و زيد بن ثابت ، و سعد ، و أبو زيد )[12] ،
والجواب على هذه الشبهة أن هذين الحديثين
 يجب عدم أخذهما بمنأى عن الروايات المصرحة بكثرة الحفاظ من الصحابة إذ قُتِل يوم بئر معونة سبعون مِمَّن جمع القرآن ، وليس كل من جمع القرآن مما يدل على أنهم أكثر من ذلك
فعَنْ أَنَسِ رضي الله عنه قَالَ: (( جَاءَ نَاسٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: أَنِ ابْعَثْ مَعَنَا رِجَالاً يُعَلِّمُونَا الْقُرْآنَ وَالسُّنَّةَ. فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ سَبْعِينَ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُمُ الْقُرَّاءُ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ، وَيَتَدَارَسُونَ بِاللَّيْلِ يَتَعَلَّمُونَ، وَكَانُوا بِالنَّهَارِ يَجِيئُونَ بِالْماءِ فَيَضَعُونَهُ فِي الْمسْجِدِ، وَيَحْتَطِبُونَ فَيَبِيعُونَهُ وَيَشْتَرُونَ بِهِ الطَّعَامَ لأَهْلِ الصُّفَّةِ وَلِلْفُقَرَاءِ فَبَعَثَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ فَعَرَضُوا لَهُمْ فَقَتَلُوهُمْ ))[13] ،
و في موقعة اليمامة قتل الكثير ممن جمع القرآن ، وقال عمر رضي الله عنه : (( إِنَّ الْقَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِقُرَّاءِ الْقُرْآنِ وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ بِالْموَاطِنِ ))[14] فما جاء عن الذين قتلوا من جامعي القرآن في حادثة بئر معونة و في موقعة اليمامة، فكيف الظن بِمن لم يُقتل مِمَّن حضر موقعة اليمامة ، ومن لم يحضر موقعة اليمامة وبقي بالْمدينة أو بمكة أو غيرهما .

و كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص أن يتعلم كل من التحق بدار الإسلام بالْمدينة القرآن، فكان يختار لهم من يعلِّمهم فعن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِت ِقَالَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُشْغَلُ، فَإِذَا قَدِمَ رَجُلٌ مُهَاجِرٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَفَعَهُ إِلَى رَجُلٍ مِنَّا يُعَلِّمُهُ الْقُرْآنَ[15] .

وكما يقال الجمع بين الدليلين أولى من إهمال أحدهما ، ولذلك يمكن أن يكون لم يجمع القرآن إلا أربع أي لم يجمعه على جميع الوجوه والقراءات التي نزل بِها إلا أولئك أو لم يجمع القرآن إلا أربع أي لم يجمع ما نسخ منه بعد تلاوته، وما لم ينسخ غيرهم أو لم يجمع القرآن إلا أربع أي من تلقاه من فِي النبي صلى الله عليه وسلم بغير واسطة، هم هؤلاء بخلاف غيرهم يمكن أن يكونوا تلقوه بالواسطة .

و الإسلام دين يدعو لعبادة الله الواحد الديان
 قال تعالى : ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾[16] ونهى الله عن عبادة من سواه
قال تعالى : ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾[17]

و الإسلام دين يدعو إلى توحيد الله و ينهى عن الشرك
 قال تعالى : ﴿ و َإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾[18] و قال تعالى : ﴿ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾[19] .

و قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم :
يا معاذ هل تدري حق الله على عباده وما حق العباد على الله ؟ قلت ( أي معاذ ) الله ورسوله أعلم
قال : فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا[20]
و الله المنفرد بالصفات العلى
قال تعالى : ﴿ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾[21]
و المنفرد بالأسماء الحسنى
قال تعالى : ﴿ وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾[22] .

و دين الإسلام من عند الله فكتاب المسلمين الذي يأخذون منه دينهم من عند الله
قال تعالى : ﴿ وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾[23]
أي : و إن كنتم - أيها الكافرون المعاندون - في شَكٍّ من القرآن الذي نَزَّلناه على عبدنا محمد صلى الله عليه وسلم, وتزعمون أنه ليس من عند الله, فهاتوا سورة تماثل سورة من القرآن, واستعينوا بمن تقدرون عليه مِن أعوانكم, إن كنتم صادقين في دعواكم[24] ،
 و كلام محمد صلى الله عليه وسلم سواء القرآن أو السنة[25] وحي من عند الله
قال تعالى : ﴿ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾[26]
 أي : ما القرآن وما السنة إلا وحي من الله إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم[27].
و البشر مهما كانوا من العلم والفهم فلابد أن يقع منهم الخطأ و السهو ، و النقص ،
 و لو كان هذا الدين و هذا الكتاب المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم من عند غير الله لحصل فيه أنواع من الاختلاف و النقص
قال تعالى : ﴿ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَ لَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً ﴾[28] .

و ما يتوهم منه الاختلاف والتعارض فهو في ذهن القاريء و عند الرد لأهل العلم يجد المعنى الصحيح المراد كتقييد مطلق و تخصيص عام أو نسخ حكم أو دليل ضعيف لا يصح و من لم يعرف أوجه الجمع و الترجيح و النسخ و التصحيح والتضعيف آتى بالعجائب و الغرائب و هذا حدث كثيرا في كتابات المستشرقين لجهلهم الفادح بعلم التعارض والترجيح و الجرح و التعديل .

و مما يدل على أن دين الإسلام من عند الله ما اشتمل عليه هذا الدين من التشريعات ، والأحكام ، والقصص ، والعقائد ، الذي لا يمكن أن يصدر عن أي مخلوق مهما بلغ من العقل و الفهم ، فمهما حاول الناس أن يسنوا تشريعات وقوانين لتنظيم حياتهم ، فلا يمكن أن تفلح ما دامت بعيدة عن هدي الإسلام ، و المشهور أن أرقى البشر عقلا و رأيا في شئون العالم رجال السياسة الدولية في الغرب و إنك لتجد غاية سياستهم أن يسخروا ثروة شعوبهم ونتائج علومها و فنونها لعداوة بعضهم لبعض و إعدادها للتقتيل و التدمير [29] .

و الإسلام مبلغه محمد صلى الله عليه وسلم رسول من رسل الله ،
قال تعالى : ﴿ و َمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾[30] ،
و قال تعالى : ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ﴾[31]
 و قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾[32] ،
و دين الإسلام مبلغه النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي بعث في مكة
قال تعالى : ﴿ ُهوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴾[33] ،
وقال تعالى : ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ﴾[34] .

و الإسلام عقائد و أعمال و أخبار متصلة السند لنبي محمد صلى الله عليهه وسلم و من ثم لله فقد قيد لهذا الدين من يحفظون القرآن و الأحاديث حفظ صدر وحفظ كتابة .

و دين الإسلام يحوي ما يليق بالله من صفات و لا يوجد به صفات تنتقص من الله
قال تعالى : : ﴿ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾[35] ،
و نفى الإسلام عن الله ما لا يليق به مع إثبات كمال ضده
 قال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ ﴾[36]
أي : ولقد خلقنا السموات السبع والأرض وما بينهما من أصناف المخلوقات في ستة أيام, وما أصابنا من ذلك الخلق تعب ولا نَصَب.
 وفي هذه القدرة العظيمة دليل على قدرته -سبحانه - على إحياء الموتى من باب أولى[37].
 وقال تعالى : ﴿ اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾[38]
 أي : الله الذي لا يستحق الألوهية والعبودية إلا هو, الحيُّ الذي له جميع معاني الحياة الكاملة كما يليق بجلاله, القائم على كل شيء, لا تأخذه سِنَة أي: نعاس, ولا نوم, كل ما في السموات وما في الأرض ملك له, ولا يتجاسر أحد أن يشفع عنده إلا بإذنه, محيط علمه بجميع الكائنات ماضيها وحاضرها ومستقبلها, يعلم ما بين أيدي الخلائق من الأمور المستقبلة, وما خلفهم من الأمور الماضية, ولا يَطَّلعُ أحد من الخلق على شيء من علمه إلا بما أعلمه الله وأطلعه عليه. وسع كرسيه السموات والأرض, والكرسي: هو موضع قدمي الرب -جل جلاله- ولا يعلم كيفيته إلا الله سبحانه, ولا يثقله سبحانه حفظهما, وهو العلي بذاته وصفاته على جميع مخلوقاته, الجامع لجميع صفات العظمة والكبرياء[39].

و دين الإسلام يحوي ما يليق بالأنبياء و الرسل و لا يحوي ما ينتقص منهم ، و الإسلام يدعو إلى الإيمان بجميع الرسل و الأنبياء وعدم التفريق بينهم
 قال تعالى : ﴿ قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾[40]
 و قال تعالى : ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾[41]
 قال تعالى : ﴿ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُون أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ ﴾[42]
 أي : وتلك الحجة التي حاجَّ بها إبراهيم عليه السلام قومه هي حجتنا التي وفقناه إليها حتى انقطعت حجتهم.
 نرفع مَن نشاء من عبادنا مراتب في الدنيا والآخرة.
 إن ربك حكيم في تدبير خلقه, عليم بهم.ومننَّا على إبراهيم عليه السلام بأن رزقناه إسحاق ابنًا ويعقوب حفيدًا, ووفَّقنا كلا منهما لسبيل الرشاد,
وكذلك وفَّقنا للحق نوحًا -من قبل إبراهيم وإسحاق ويعقوب- وكذلك وفَّقنا للحق من ذرية نوح داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون عليهم السلام, وكما جزينا هؤلاء الأنبياء لإحسانهم نجزي كل محسن.وكذلك هدينا زكريا ويحيى وعيسى وإلياس, وكل هؤلاء الأنبياء عليهم السلام من الصالحين
 وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِه وهدينا كذلك إسماعيل واليسع ويونس ولوطا, وكل هؤلاء الرسل فضَّلناهم على أهل زمانهم
وكذلك وفَّقنا للحق من شئنا هدايته من آباء هؤلاء وذرياتهم وإخوانهم, واخترناهم لديننا وإبلاغ رسالتنا إلى مَن أرسلناهم إليهم, وأرشدناهم إلى طريق صحيح, لا عوج فيه, وهو توحيد الله تعالى وتنزيهه عن الشرك.ذلك الهدى هو توفيق الله, الذي يوفق به من يشاء من عباده. ولو أن هؤلاء الأنبياء أشركوا بالله -على سبيل الفرض والتقدير- لبطل عملهم ; لأن الله تعالى لا يقبل مع الشرك عملا.أولئك الأنبياء الذين أنعمنا عليهم بالهداية والنبوة هم الذين آتيناهم الكتاب كصحف إبراهيم وتوراة موسى وزبور داود وإنجيل عيسى, و آتيناهم فَهْمَ هذه الكتب , و اخترناهم لإبلاغ وحينا, فإن يجحد - أيها الرسول - بآيات هذا القرآن الكفارُ من قومك, فقد وكلنا بها قومًا آخرين
أي : المهاجرين والأنصار وأتباعهم إلى يوم القيامة
- ليسوا بها بكافرين , بل مؤمنون بها, عاملون بما تدل عليه.أولئك الأنبياء المذكورون هم الذين وفقهم الله تعالى لدينه الحق, فاتبع هداهم
 -أيها الرسول- واسلك سبيلهم . قل للمشركين : لا أطلب منكم على تبليغ الإسلام عوضًا من الدنيا, إنْ أجري إلا على الله, وما الإسلام إلا دعوة جميع الناس إلى الطريق المستقيم وتذكير لكم ولكل مَن كان مثلكم, ممن هو مقيم على باطل, لعلكم تتذكرون به ما ينفعكم[43] .

و الإسلام دين يخلو التعارض ، و من توهم حدوث بعض التعارض فهذا لقلة علمه و لو رجع الأمر لأهل العلم المختصين لعرفه أن موهم التعارض هذا سببه عدم جمع ما يستحق الجمع أو عدم ترجيح ما يستحق الترجيح أو عدم القول بالنسخ لما قامت عليه الأدلة بنسخه أو عدم تضعيف ما لا يجمع شروط الحسن و الصحة في الحديث .

و الإسلام عندما يحرم شيئا ينهى عن الأسباب الموصلة إليه و عندما يأمر بشيء يأمر بالأشياء المعينة على أدائه ، والإسلام ينهى عن المباحات إذا كانت طريقا موصلا للحرام .

و في اتباع تعاليم الإسلام صلاح البشرية فهو يدعو لعبادة الله ، وعدم عبادة من سواه ،وعبادة الله وحده تبعد الإنسان عن المعاصي و المعاصي تضر بالإنسان نفسه و المجتمع الذي فيه ،
قال تعالى : ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَ الْمُنكَرِ وَ لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾[44] .

و عبادة الله تعطي الإنسان قوة على مجابهة الشدائد والمحن في الدنيا فلا ييأس ولا يكتئب بل يجد ويعمل
 قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾[45] .

و عبادة الله تحبب إلى العبد فعل الخيرات وترك المنكرات و بالتالي يصلح نفسه والمجتمع الذي فيه ،و المؤمن بالله يستشعر مراقبة الله له في كل شيء مما يدفعه إلى فعل الصالحات و تجنب المفاسد و يسعى الى نفع أخوانه مما يحقق له الطمأنينة و الراحة النفسية و نفع الآخرين ، و الإسلام يأمر بالفضائل وينهى عن الرذائل .

و الإسلام يأمر بالعدل و يدعو للتعاون على البر و التقوى وعدم التعاون على الاثم و العدوان و يدعو للتواصي بالحق و الصبر
 قال تعالى : ﴿ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون ﴾[46]
 و قال تعالى : ﴿ و َتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾[47] و قال تعالى : ﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾[48] .

و الإسلام دين يدعو لإعطاء الفقراء و المساكين و العفو عن الناس
 قال تعالى : ﴿ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾[49] .

و الإسلام دين يدعو إلى الرفق
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما كان الرفق في شيء إلا زانه ، ولا نزع من شيء إلا شانه » [50]

و الإسلام دين يدعو إلى حسن الأخلاق و الأعمال
قال تعالى : ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾[51] .

و الإسلام دين يدعو لحفظ العقول فحرم ما يؤدي لتدميرها قال تعالى: « كل مسكر خمر ،وكل مسكر حرام »[52] .

و الإسلام دين يدعو حفظ الأموال فنهى عن القمار و ما يفسد الأموال
 قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمـَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسـِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِـنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبـُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾[53] .

و الإسلام دين يدعو للرحمة بالآخرين
 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء »[54] .

و الإسلام دين يدعو إلى عدم الإسراف في الطعام والشراب و بذلك تحفظ الصحة
قال تعالى : ﴿ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾[55] .

و نهى الإسلام عن التبذير في إنفاق الأموال
قال تعالى : ﴿ وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً ﴾[56] .

و الإسلام دين يدعو للشورى مما يؤدي إلى توحيد الأمة واجتماعها على كلمة واحدة
قال تعالى : ﴿ فبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾[57] .

و الإسلام دين يدعو إلى الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لردع نفوس أهل الإسلام الضعيفة عن التهاون في الواجبات و ارتكاب المحرمات
قال تعالى : ﴿ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾[58] .

و الإسلام دين وضع كيفية توزيع المال على الورثة حسب قرب النفع ، وما يحب العبد أن يصل إليه ماله ، وما هو أولى ببره وفضله مرتبا ترتيبا تشهد العقول بحسنه
قال تعالى : ﴿ يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيماً ﴾[59] .

والإسلام دين يحوي الجواب عما أراده الخالق من الإنسان و من أين أتي و إلى أين المصير
قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾[60]
أي : يا أيها الناس خافوا الله والتزموا أوامره, واجتنبوا نواهيه; فهو الذي خلقكم من نفس واحدة هي آدم عليه السلام, وخلق منها زوجها وهي حواء, ونشر منهما في أنحاء الأرض رجالا كثيرًا ونساء كثيرات, وراقبوا الله الذي يَسْأل به بعضكم بعضًا, واحذروا أن تقطعوا أرحامكم. إن الله مراقب لجميع أحوالكم[61] فبينت الآية أن الله هو خالق الإنسان و أن الله خلق جميع البشر من نفس واحدة آدم عليه السلام ،
و قال تعالى : ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾[62] أي : وما خلقت الجن والإنس وبعثت جميع الرسل إلا لغاية سامية, هي عبادتي وحدي دون مَن سواي[63]
 قال تعالى : ﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾[64] .

و الإسلام دين يوافق العلم و لا يخالفه بل قد شهدت الاكتشافات العلمية للإسلام بالصحة
 قال تعالى : ﴿ و َلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ ﴾[65] ، و ثبت علميا أن العناصر التي يتكون منها الإنسان هي نفس العناصر التي تتكون منها الأرض .
و قال تعالى : ﴿ وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً ﴾[66]
والوتد في كلام العرب هو ما يكون منه جزء ظاهر على سطح الأرض ومعظمه غائر فيها ، وقد ثبت علميا أن للجبال جذور ممتدة تحت الأرض ، والتي ثبت أخيراً أنها تزيد على الارتفاع الظاهر بعدة مرات .

وقال تعالى : ﴿ و َجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً﴾[67]
 فقد وصف الله سبحانه وتعالى النهار بأنه مبصر ، و قد ثبت علميا أن ضوء الشمس ينعكس على الأشياء ثم تدخل أشعة النور إلى العين فتبصر فالعين تبصر بالضوء الذى ينعكس على الأشياء الموجودة أمامها فيدخل إلى العين فإذا ذهب هذا الضوء وجاء الظلام فإن العين لا تبصر .

و قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- :
« ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله وإذا علا مني المرأة مني الرجل آنثا بإذن الله »[68] ، و قد ثبت علميا أن الماء الذي يحمل البويضة لونه أصفر ،و المسئول عن تحديد جنس الجنين هي النطفة القادمة من الأب ، و معنى الحديث أن ماء الرجل أى المنى الذي يكون منه الرجل و هو النطفة المذكّرة ( أي التي تحمل الصبغي الجنسي Y ) إذا علا و سبق ماء المرأة أى المنى الذي تكون منه المرأة وهو النطفة المؤنثة ( وهي التي تحمل الصبغي الجنسي X ) يكون المولود ذكرا و العكس بالعكس و هو ما أثبته العلم الحديث .

و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينتزعه فإن في إحدى جناحية داء وفــي الأخرى شفاء »[69]
و ثبت علميا أن الذباب يحمل أنواعاً كثيرة من البكتريا والفيروسات والجراثيم الممرضة، و لكنه أيضا يحمل على سطح جسده مواد مضادة لهذه الجراثيم، وإن أفضل طريقة لاستخلاص المواد الحيوية المضادة من الذبابة تكون بغمسها في السائل.

ومن هنا نجد أن الإسلام قد جمع جميع صفات الدين الحق فهو من عند الله و آخر الأديان السماوية والناسخ لجميع الشرائع التي قبله ،ومبلغه رسول من عند الله و الرسول الذي بعث في الأمة الإسلامية ،و هو دين يدعو لعبادة الله و توحيده ، و تعاليمه متصلة السند بالنبي المبلغ ،و الإسلام يحوي ما يليق بالله من صفات و لا يوجد به صفات تنتقص من الله ،و الإسلام يخلو من التعارض ويوافق العلم و يدعو لمحاسن الأخلاق و جميع الفضائل و ينهى عن المنكرات وجميع الرذائل ، وفي اتباع الإسلام صلاح البشرية ، و الإسلام يحوي ما يليق بالأنبياء والرسل و لا يحوي ما ينتقص منهم والإسلام يحوي الجواب عما أراده الخالق من الإنسان و من أين أتي و إلى أين المصير ،ويوافق العلم و العلم الحديث شهد له بالصحة فهيا أيها الإنسان بادر بشهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله و أقم الصلاة و أت الزكاة و صم رمضان و حج البيت الحرام إن استطعت و اتبع تعاليم الإسلام تفوز بالجنان و محبة الرحمن و تنعم بعدل الإسلام وراحة البال .


[1] - الأحزاب الآية 45
[2] - المائدة 67
[3] - الأحزاب الآية 40
[4] - ال عمران الآية 85
[5] - ال عمران الآية 19
[6] - التوبة الآية 33
[7] - الأنبياء 107
[8] - سبأ الآية 28
[9] - يونس الآية 38
[10] - الحجر الآية 9
[11] - رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما
[12] - الطبقات لابن سعد
[13] - رواه البخاري في صحيحه رقم 2801 و مسلم في صحيحه رقم 677
[14] - رواه البخاري في صحيحه رقم 4986
[15] - رواه أحمد في مسنده رقم 22260
[16] - الذاريات الآية 56
[17] - النحل الآية 36
[18] - البقرة الآية 163
[19]- يوسف الآية 39
[20] - رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما
[21] - النحل الآية 60
[22] - الأعراف الآية 180
[23] - البقرة الآية 23
[24] - التفسير الميسر
[25] - السنة : ما أضيف للنبي صلى الله عليه وسلم من الأقوال والأفعال والتقريرات
[26] - النجم الآية 3 - 4
[27] - التفسير الميسر
[28] - النساء الآية 82
[29] - الوحي المحمدي لمحمد رشيد رضا ص 45
[30] - ال عمران الآية 144
[31] - الكهف الآية 110
[32] - المائدة الآية 67
[33] - الجمعة الآية 2
[34] - ال عمران من الآية 164
[35] - النحل الآية 60
[36] - ق الآية 39
[37] - التفسير الميسر
[38] - البقرة الآية 255
[39] - التفسير الميسر
[40] - البقرة الآية 136
[41] - البقرة الآية 285
[42] - الأنعام الآية 83 - 90
[43] - التفسير الميسر
[44] - العنكبوت 49
[45] - البقرة الآية 149
[46] - النحل الآية 90
[47] - المائدة من الآية 2
[48] - العصر الآية 3
[49] - ال عمران 134
[50] - صححه الألباني في صحيح الجامع رقم 5654
[51] - الأعراف الآية 199
[52] - رواه مسلم في صحيحه 3735
[53] - المائدة الآية 141
[54] - صححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود رقم 4941
[55] - الأعراف الآية 31
[56] - الإسراء الآية 26
[57] - ال عمران الآية 159
[58] - ال عمران الآية 104
[59] - النساء الآية 11
[60] - النساء الآية 1
[61] - التفسير الميسر
[62] - الذاريات الآية 56
[63] - التفسير الميسر
[64] - سورة الزلزلة
[65] - المؤمنون الآية 12
[66] - النبأ الآية 7
[67] - الإسراء الآية 12
[68] - مسند أبى عوانة رقم 843 وحديث رقم: 5500 في صحيح الجامع
[69] - رواه البخاري في صحيحه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق