الاثنين، 30 نوفمبر 2015

إبطال عقيدة التثليث من الكتاب المحرف(4)



إبطال عقيدة التثليث من الكتاب المحرف(4)
أولاً من العهد القديم:
إن العقيدة التي دعا إليها موسى عليه السلام هي عقيدة التوحيد: عبادة الله الواحد المنزه عن الشركاء، فقد أوردت التوراة وصية الله عز وجل لموسى عليه السلام:
 "ثم تكلم الله بجميع هذه الكلمات قائلاً: أنا الرب إلهك، الذي أخرجك من أرض مصر من بين العبودية، لا يكن لك آلهة أخرى أمامي"(1).
وفي سفر التثنية ـ من التوراة ـ نجد هناك إشارات ناطقة بتوحيد الله عز وجل وتفرده، وهي كثيرة منها:
 "اسمع يا إسرائيل، الرب إلهنا رب واحد"(2)،
 ومنها: "لأن الرب إلهكم هو إله الآلهة ورب الأرباب الإله العظيم الجبار المهيب"(3)،
في إشارة واضحة أن الإله المعبود بحق هو إله واحد، وما عداه آلهة ضلال وشرك وطواغيت عبدت من دونه، ولهذا جاء التحذير في نفس هذا السفر لبني إسرائيل من عبادة تلكم الآلهة حيث
ورد القول: "فاحترزوا من أن تنغوي قلوبكم؛ فتزيغوا وتعبدوا آلهة أخرى وتسجدوا لها"(4)،
كما ورد على لسان داود عليه السلام في سفر أخبار الآيام الأُوَل: "يارب لستُ مثلك ولا إله غيرك حسب كل ما سمع بآذاننا"(5)، وورد عن حزقيا (أحد أنبياء بني اسرائيل) مثل ذلك، حيث قال كما في سفر الملوك الثاني: "أنت هو الإله وحدك بكل ممالك الأرض، أنت صنعت السماء والأرض"(6)،
وفي التوراة أن الله نفى الألوهية عن الكل ثم أثبتها لنفسه: "أنا الأول وأنا الآخر ولا إله غيري"(7)،
و تكرر هذا المعنى في موضع أخر من التوراة: "أنا الرب وليس آخر لا إله سواي، نطّقتك وأنت لم تعرفني لكي يعلموا من مشرق الأرض ومن مغربها أن ليس غيري، أنا الرب وليس آخر، مصور النور، وخالق الظلمة، صانع السلام، وخالق الشر، أنا الرب صانع كل هذه"(8).
ثانياً من العهد الجديد:
جاءت بعض إصحاحات الإنجيل وآياته بإثبات وحدانية الله تعالى وتفرده، وذلك بإشارات صريحة لا غموض فيها،
ومن هذه الإشارات قول الانجيل:
 "وهذه الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته"(9)،
 فهذا نص لا يكذبه النصارى، وهو حجة عليهم في إثبات وحدانية الله تعالى ونفي ما يدعونه من التثليث، فها هو عيسى عليه السلام يعرف الناس الطريق الصحيح لحياة أبدية، وهذه الطريق هي إفراده جل وعلا بالألوهية و العبودية دون شريك معه، ولو كان عيسى إلها لقال أنت وأنا إلهان متساويان، لكنه قال: أنت الإله الحقيقي وحدك، ليخرج نفسه ـ عليه السلام ـ من أن يكون شريكاً لله تعالى في ألوهيته، كما صرح في أخر هذا النص على أنه عبد مرسل من عند الله جل وعلا لا يتعدى هذا المقام بأية حال.
كما جاء في موضع آخر من الأنجيل:
 "فجاء واحد من الكتبة وسمعهم يتحاورون، فلما رأى أنه أجابهم حسناً سأله أية وصية هي أول الكل، فأجابه يسوع إن أول كل الوصايا هي: اسمع يا إسرائيل، الرب إلهنا إله واحد"(10)،
فهذا النص فيه إشارة واضحة لوحدانية الله، وفيه نفي قاطع لكل شريك، كما أنه يحوي دحضاً لقول النصارى بالتثليث.
كذلك ورد في رسالة بولس الأولى إلى ثيموثاوس:
 "لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس: الإنسان يسوع المسيح"(11)،
ويظهر من هذا النص التناقض البيِّن بين أوله الذي يدل على التوحيد وآخره الذي جعل فيه يسوع المسيح بمنزلة الروح القدس (الوسيط).
يقول العلامة أحمد ديدات ـ رحمه الله ـ: "إن علماء المسيحية أنفسهم قد أزالوا شعار التثليث هذا من الجملة السابعة من الإصحاح الخامس من رسالة يوحنا الأولى، وهي الجملة التي كانت تتضمن شعار التثليث المسيحي، إذ كانت تقول: "فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الأب والكلمة والروح القدس، هم واحد"، وأصبحت الجملة السابعة المشار إليها بالطبعات المنقحة من الإنجيل تحتوي أربع كلمات إنجليزية فقط
تقول: "يوجد ثلاثة شهود". إن تعبير "الأب والكلمة والروح القدس هم واحد" قد تم حذفه من الإنجيل بإعتبار أنه كان تزييفاً،
لماذا حذفوا الشعار الدال على التثليث من الانجيل في الموضع المشار إليه"(12).
وبعد فهذا غيض من فيض الإشارات التي وردت في الكتاب المقدس، وهذه الإشارات حجة على القوم، حيث جاءت واضحة المعالم في بيان تفرده جل وعلا بالوحدانية المطلقة، وأنه لا إله غيره ولا ثاني أو ثالث له ـ كما يدعون ـ وأنه لا شريك ولا مساو ولا مثيل له، بل إنه الرب الخالق الإله المعبود بحق المتحكم في مقاليد السموات والأرض وما بينهما، فتعالى الله عما يقول المبطلون، وهذا كله باعتبار أن هذه النصوص صحيحة ومقبولة عندهم، أما في الاسلام فمعناها صحيح لكنه مشكوك في ثبوتها.
----------
(1) سفر الخروج:20/1-2، وسفر التثنية: 5/6.
(2) سفر التثنية: 6/4.
(3) سفر التثنية: 10/17.
(4) سفر التثنية : 11/16.
(5) أخبار الأيام الأول: 17/20.
(6) أخبار الملوك الثاني: 19/15.
(7) سفر أشعياء: 44/6.
(8) سفر أشعياء: 445/5-7.
(9) إنجيل يوحنا: 17/3.
(10) إنجيل مرقض: 12/28-29.
(11) رسالة بولس الأولى إلى ثيموثاوس: 2/5.
(12) مناظرتان في أستكهولم بين أحمد ديدات واستانلي شوبيرج، ترجمة على الجوهري، القاهرة، دار الفضيلة، 1992م، ص164-165.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق