الجمعة، 27 نوفمبر 2015

حق الله عز وجل على العباد



حق الله عز وجل على العباد
وحق العباد على الله تبارك وتعالى
جديرٌ بنا أن نعرف حق الله عز وجل علينا بعد أن مَنَّ علينا سبحانه وتعالى بالهداية إلى الإيمان بوحدانيته، والتعّرف على عظيم صفاته وكمالها، وبعد أن مَنَّ علينا سبحانه وتعالى بالإيمان بأنبيائه ورسله والإيمان بكل ما جاءوا به، وبكل ما أخبروا عنه، وأن جعلنا من أمَّة النبي محمد صل الله علية وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين؛ حيث إنها خير أمَّة أُخرجت للناس، والتي تكفّل ربنا تبارك وتعالى بحفظ كتابها – القرآن الكريم – وحفظ سنة نبيها صل الله علية وسلم ، ومن ثَمَّ حفظ شريعته وحفظ دينه العظيم، الإسلام.
ويجب علينا أيضًا معرفة حق الله عز وجل علينا لنؤديه، فالمقصد من حياتنا على هذه الأرض أداء حق الله عز وجل.
ومن عظيم فضل الله تبارك وتعالى ومَنّه وكرمه: أن جعل مُقابلًا لمن يؤدّي حقه جل وعلا، وجزاءً وأجرًا حسـنًا، مع أن الله عـز وجل هو الإله الخالق الذي لا يُسئل عن شيء، والبشـر هم عبـاد مخلوقين كغيرهم من المخلوقـات، ويُسئلون منه جل وعلا عن كل شيء – يوم الحساب -.
فالأصل: أن العباد ليس لهم حق على ربهم؛ لأنه لا فضل لأحد عليه جل وعلا، ولكنه الفضل والكرم من الله تبارك وتعالى على خلقه.
ولمعرفة حق الله عز وجل على عباده، وحق العبـاد على الله تعـالى، نذكر ما أخبر به النبي محمد صل الله علية وسلم في حديثه الشريف، الذي رواه الإمام البخاري من حديث مُعاذ، قال رسول الله صل الله علية وسلم:
((يا معاذ: هل تدري حق الله على عباده وما حق العباد على الله؟))
قلت – قال معاذ -: الله ورسوله أعلم.
قال صل الله علية وسلم: ((فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولايُشركوا به شيئًا، وحق العباد على الله أن لا يُعذب من لا يشرك به شيئًا)) [رواه البخاري].
ونشير إلى جانبًا من حق الله تعالى على عباده، بإيجاز شديد:
أ – التوحيد:
فمن حق الله تعالى على عباده أن يُوحدّوه توحيدًا كاملًا، بأن:
- يعقتد الإنسان ويتيقن بأن الله سبحانه وتعالى هو الرب الخالق له ولكل شيء، وأنه سبحانه وتعالى هو البارئ المصوّر، القادر ، الرازق ... إلى غير ذلك من صفات الربوبية، وأن هناك أفعالًا لا يفعلها ولا يستطيع فعلها إلا الله سبحانه وتعالى.
وهذا الذي ذكرناه هو ما يُسمى بتوحيد الربوبية.
- أن يعلم الإنسان تمام العلم أن الرّب الخالق سبحانه وتعالى هو وحده المتصف بكل صفـات الكمال، وأنه سبحانه وتعالى له الصفات والأسماء الحسنى؛ فلا يُنسب إليه ما يُذمّ من الصفات أو الأسماء، وأن يقر بذلك تمام الإقرار  وهو ما يُسمّى بتوحيد الأسماء والصفات.
ب – العبادة والطاعة:
فكما أن حق الله تعالى على عباده أن يوحّدوه ولا يُشركوا به شيئًا، فإن من حقّه جل وعلا على عباده أن يعبدوه وحده جل وعلا، وأن لا يطيعوا أحدًا سواه.
فلا يُشركوا في عبادتهم مع الله تعالى أحدًا، وأن يمتثلوا لأوامره، مجتنبين نواهيه، مُبتغين في ذلك رحمته ورِضاه تبارك وتعالى عليهم، وأن يُصرف عنهم عقابه وعذابه وهو ما يُسمّى بتوحيد الألوهية.
حق العباد على الله تعالى:
كما أشرنا، فإن الأصل: أن العباد ليس لهم حق على ربهم؛ لأنه ليس لأحد فضل عليه جل وعلا، ولكنّه الفضل والكرم والمِنَّة من الله تعالى على خَلْقِه.

وموجز لحق العباد على الله تعالى: هو ما أخبر به الرسول صل الله علية وسلم  وأشـار إليه من أن الله سـبحانه وتعالى لا يُعذّب من يوحده في الاعتقاد والعبـادة، فلا يُشرك به جل وعلا شيئًا.
بل إن الله تبارك وتعالى جعل جنته، ودار نعيمه لعباده الموحدين المؤمنين الصالحين الطائعين له جل وعلا؛ حيث يُنعمّون فيها نعيمًا أبديًا، لا زوال له بفضلٍ من الله تبارك وتعالى؛ حيث يُحْلِل (جل وعلا) عليهم رضوانه، ولا يسخط عليهم أبدًا.
ولا نجد ما يُقال في فضل الله تعالى إلا كما قال ثاني الخلفاء الراشدين المهديين، عمر بن الخطاب: كَثُر خير الله وطاب.
وصدق الله تعالى إذ يقول: ﴿ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا﴾ [النساء:70].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق