الجمعة، 27 نوفمبر 2015

صفات الإله عند غير المسلمين –عُبَّاد الأصنام والأوثان-(هـ)


صفات الإله عند غير المسلمين –عُبَّاد الأصنام والأوثان-(هـ)
لقد كان مُنتشرًا قديمًا في العرب قبل بعثة النبي محمد صل الله علية وسلم عبادة الأوثان، حيث كانوا ينحتون تماثيلا وأصنامًا كثيرة –من الحجارة- فيعبدونها ويتقربون إليها بالذبائح والقرابين مع علمهم بأنها لا ترى ولا تسمع، ولا تنفع ولا تضر، ولكنها الأهواء والشهوات التي تتلاعب بهم.

وكـان أحدهم –من عُبَّاد الأصنام والأوثـان- إذا أراد أن يُسافر حمل إلهه -الصنم أو التمثال أو الحجر- معه، فأي عقل هذا؟! إلى أن جاء رسول الله محمد صل الله علية وسلم ودعاهم إلى عبادة الله عز وجل، ونشر دينه جل وعلا.

وعندما دخل صل الله علية وسلم مكة فاتحًا ومنتصرًا وجد على الكعبة المشرفة –أول بيت بُني لعبادة الله تعالى في الأرض- وحولها 360 صنمًا، فأخذ صل الله علية وسلم يطعنها ويقول قول الله تعالى: ﴿جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ [الإسراء: 81]، ﴿جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ﴾ [سبأ: 49] والأصنام تتساقط على وجوهها.

والعجيب: أننا نجد الآن في زمن العلم وتطوره، وتقدم وسائل الاتصالات السمعية والمرئية، من يعبد أصنامًا وتماثيلا، لا تنفع ولا تضر مثل من يعبد [بوذا]، ويتخذه إلهًا يُعبد، تعالى الله عن كل ذلك الباطل علوًا كبيرًا، ولكننا نجد أن مشركي العرب كانوا أفضل حالا من عُبَّاد الأصنام والتماثيل اليوم، وإن كانوا جميعًا في ضلال مبين.

حيث إننا نجد أن العرب كانوا يُقرِّون بوجود الله تعالى في السماء –أي فوقها- وإذا ما نزلت بأحدهم مصيبة فإنه يدعو الذي في السماء –أي فوقها- ولكنهم كانوا يتخذون مثل تلك الأصنام والتماثيل التي يعبدونها وسيلة للوساطة وللتقرب إلى الله تعالى.

ومع أن ذلك كله شرك وكفر بالله جل وعلا، إلا أننا أردنا أن نشير إلى إقرارهم بوجود الله تعالى كتفاضل بينهم وبين غيرهم، ممن فسدت فطرتهم وعقولهم.

كل ذلك يؤكد لنا أن العقيدة التي جاء بها رسول الله محمد صل الله علية وسلم هي العقيدة الصحيحة التي يقبلها أي عقل سليم يُريد أن يعرف إلهه، فينزهه ويمجده ويعبده، وهي العقيدة التي تقبلها الفطرة السليمة السوية بدون أي تركيبات أو تعقيدات أو شوائب، ومن ثم فإن كل ما جاء النبي محمد صل الله علية وسلم من كتاب سماوي ورسالة وشرع حكيم هو الحق المبين الذي بُني على أساس –العقيدة- راسخ، قوي متين.

فالعقيدة التي جاء بها النبي محمد صل الله علية وسلم هي العقيدة الصافية التي يسهل فهمها وقبولها بدون أية مشقة أو تعنت.
فهي النور الذي أنار الله سبحانه وتعالى بها الظلمة، فمحا بها ظلمات الشرك والإلحاد.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق