الجمعة، 27 نوفمبر 2015

رسـالة



رسـالة
علينا أن نعلم أنه:
بعد ما تحقق لدينا وجود الله تعالى، وثبوت وحدانيته، وعظيم نعمه الكثيرة التي لا تُعَدّ ولا تُحصى، وأولها نعمة الهداية: بأن مَنّ سبحانه وتعالى علينا بنعمة التوحيد والإسلام، يستلزم علينا: 
1 – مَحَبَّة الله سبحانه وتعالى:
فالله عز وجل هو الإله الذي تألهه القلوب وتألفه وتحبه، وتشتاق وتحن إليه، ولم لا!!
وهو سبحانه وتعالى الخالق لنا، بعد أن لم نكن شيئًا؛ حيث كنّا عَدَمًا، فمَنَّ علينا تبارك وتعالى بالقلب والعقل والروح والجسد ... إلى غير ذلك من نعمه تبارك وتعالى علينا، والتي لا تُعَدّ ولا تُحصى، بل إن النعمة الواحدة منه تبارك وتعالى لا تُعَدّ ولا تحصى.
وهو سبحانه وتعالى الذي مَنّ علينا بالهداية والرحمة، فهدانا إلى الإيمان به سبحانه وتعالى والإيمان بوحدانيته، وبأنبيائه ورسله، وأن جعلنا من خير أُمّة أُخرجت للناس، أُمّة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صل الله علية وسلم ، وليس هذا فحسـب، بل هدانا إلى حُبّه جل وعلا وحُبّ نبيه صل الله علية وسلم وحُبّ أصحابه الكرام من بعده، واتباعهم اعتقادًا وعملًا، لتمسكهم بهدي وسُنّة نبيهم صل الله علية وسلم.
- فالله سبحانه وتعالى قد وصف نفسه بعظيم وجميل الصفات، وسمّى نفسه بأحسن الأسماء، فله سبحانه وتعالى الأسماء الحسنى.
-فالله سبحانه وتعالى هو الرحمن الرحيم، حيث كتب على نفسه الرحمة، وأن رحمته تبارك وتعالى سبقت غضبه.
- وهو سبحانه وتعالى الحق، فلا يظلم أحدًا أبدًا وإن كان مثقال ذرّة أو أصغر من ذلك؛ فالله سبحانه وتعالى هو الحق ووعده حق.
- وهو سبحانه وتعالى الغفور، الودود، الكريم، المحسن، ........ إلى غير ذلك من صفات الله تعالى وأسمائه الحسنى التي قد اختص بها سبحانه وتعالى نفسه، لمن آمن به ووحده وأطاعه، وامتثل أوامره، مجتنبًا نواهيه.
- ومن كمال حكمته، أنه سبحانه وتعالى هو الجبّار القهار .... إلى غير ذلك من صفات الله تعالى وأسمائه الحسنى التي قد اختص بها سبحانه وتعالى نفسه لمن أعرض عنه ولم يؤمن به، ولمن أشرك به، ولمن يعصيه ويحيد عن طاعته والامتثال لأوامره.
- وهو سبحانه وتعالى الواحد الأحد، العظيم ، القدير، العليم، الحكيم، المجيد، ... إلى غير ذلك من صفات الله تعالى وأسمائه الحسنى التي تدل على عظمته المُطلقة سبحانه وتعالى.
لذلك: فإنه يتوجب علينا مَحبّة الله تعالى وتنـزيهه وتمجيده وتعظيمه، فلا نُحبّ أحدًا ولا شيئًا إلا له سبحانه وتعالى وابتغاء مرضاته، ولا نكره ولا نبغض أحدًا ولا شيئًا إلا له سبحانه وتعالى خشية عقابه وأليم عذابه، فلا نُحبّ إلا ما يحبه الله تبارك وتعالى، ولا نكره إلا ما يكرهه سبحانه وتعالى.
وكذلك أيضًا: محبة النبي محمد صل الله علية وسلم أكثر من أنفسنا التي بين جنبينا، حيث:
أ- إن النبي محمد صل الله علية وسلم هو أحب الخلق إلى الله تعالى، فكان خير نموذج يُقتدى به في تعبده لربه تبارك وتعالى.
لذلك، فإنه يجب علينا محبة النبي محمد صل الله علية وسلم أكثر من أنفسنا التي بين جنبينا؛ لأنه أحب الخلق إلى الله تعالى؛ حيث إن من محبة الله عز وجل محبة خاتم أنبيائه ورسله محمد صل الله علية وسلم.
ب- إن النبي محمد صل الله علية وسلم قد جعله الله تبارك وتعالى سببًا في هدايتنا وهداية العباد إلى الحق المبين، إلى ما يرتضيه سبحانه وتعالى، وإخراجهم من ظلمات الكفر والشرك إلى نور الإيمان والتوحيد.
جـ- إن النبي محمد صل الله علية وسلم يحب أُمَّته، ويشتاق إلى مَن لم يَرَهُ منها -من أمته صل الله علية وسلم -.
ليس هذا فحسب، بل يخاف ويخشى عليها أشد ما يكون الخوف والخشية، فلم يدع سبيلا للخير يقربنا من الله عز وجل ومن رحمته ومغفرته إلا وأمرنا به وحثنا عليه، ولم يدع سبيلا للشر يبعدنا عن الله تعالى وعن رحمته ومغفرته إلا ونهانا عنه، ونفَّرنا منه.
ولم يتعجل بدعوته على قومه حين كذبوه، بل ادخرها إلى يوم القيامة (يوم الحساب) للشفاعة في أمته صل الله علية وسلم.
2 – تعظيم الله سبحانه وتعالى:
حيث يجب علينا تعظيم الله تعالى في قلوبنا، ومن ثم تعظيم حُرُماته وتعظيم شعائره، ومن ثم تقوى الله سبحانه وتعالى في السرّ والعلن، وطاعته والامتثال لأوامره، والاجتناب لنواهيه، فقد قال تعالى:
﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾ [الحج:30].
﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج: 32].
3 – نُصْرة الله عز وجل، ونصرة دينه:
قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [محمد: 7].
لقد مَنَّ الله تبارك وتعالى علينا بأن جعلنا مِمن آمنوا به وبوحدانيته، وبأنبيائه ورسله، ومن ثمَّ فإنه يستلزم علينا أن ننصر الله عز وجل بأن:
أ – نُحكِّم كتابه (القرآن الكريم) ونلتزم شريعته ونقتدي بسُنة نبيه صل الله علية وسلم.
ب – الامتثال لأوامره جل وعلا، والاجتناب لنواهيه.
جـ - حفظ حدوده جل وعلا ورعاية عهوده.
د – نصر عباده الموحدين المؤمنين في كل مكان على أعدائهم، أعداء الدين، غير آخذين في الحُسبان لمثل تلك القوميات الجاهلية والحدود الجغرافية المصطنعة، فلا فرق بين مُسلم عربي ومسلم غير عربي، فالكل سواء في الإسلام.
هـ - نصر عباده الموحدين المؤمنين بنصحهم، والإصلاح بينهم.
قال الله تعالى:
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الحجرات:10].
وإلى غير ذلك من وسائل نصرة الله عز وجل.
ويستلزم علينا أيضًا: أن ننصر دين الله عز وجل بأن:
أ – نستمسك به، وأن ندعوا إليه بشتى أساليب الدعوة التي قد أتيحت في هذا العصر:
- من طباعة لكتب الدعوة والشريعة الإسلامية والسيرة والسُنّة النبوية بمختلف اللغات، العربية والأجنبية وتوزيعها على مراكز الاستشراق، والمكتبات العامة والجامعية حول العالم. 
- إنشاء مواقع على الإنترنت متخصصة في الدعوة الإسلامية باللغات المختلفة وبالأخص اللغة الإنجليزية.
- إنشاء قنوات فضائية وإذاعات ومجلات تتحدث عن الإسلام وتدعوا إليه باللغات المختلفة وبالأخص اللغة الإنجليزية.
ب – نرفع لواء العلم النافع شعارًا لنا، وأن نسعى جادّين في نشر ورفع مستوى العلم الديني لدى أفراد الأمة الإسلامية وغيرها بكافة صوره، من عقيدة وتفسير، وفقه، وسيره، وتاريخ إسلامي.
وأن نتصدّى للإعلام الغربي والصهيوني المضاد، والردّ على ما يُثيرونه من أباطيل.
وأن نتصدى لمثل تلك المواقع المصمّمة من أعداء الإسلام على شبكات الإنترنت، والتي تنسب وتلصق نفسها بالإسلام لمهاجمته، وأن نقوم بتوعية المسلمين وغيرهم بها.
جـ - ننتهج نهج سلفنا الصالح، وأن نسلك طريقهم، فهو الطريق الذي سلكه رسولنا محمد صل الله علية وسلم وصحابته الكرام، وأن نجتنب تلك الفرق والطرق الضّالة والمُضلّة، المُحَدثة، والمبتدعة، والتي تظهر وتتجدّد كل يوم.
د – أن نعرف لعلماء الدين المعتمدين -المُجمع عليهم، والموثوق بهم- قدرهم وعظم شأنهم، وأن ندافع عنهم وننتصر لهم.
هـ - ندافع عن هذا الدين العظيم – الإسلام – بكل ما هو ثمين من نفس ومال وجهد ... إلى غير ذلك.
و – نحمد الله تبارك وتعالى ليل نهار على نعمه العظيمة التي امتنّ علينا بها، وأن جعلنا موحدين، مسلمين، مؤمنين ندين بخير دين، ألا وهو الإسلام، الذي جاء به خاتم الأنبياء محمد صل الله علية وسلم ، فالحمد لله على نعمة الإسلام، والحمد لله على نعمة الإيمان.
وصل اللهم وسلم وبارك على رسولنا الأمين، خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صل الله علية وسلم ، وآته الوسيلة والفضيلة وابعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته.
وصل اللهم وسلم وبارك على آله وأصحابه الأخيار الأطهار وعلى من اهتدى بهديه واقتفى أثره واستن بسنته إلى يوم الدين.
والحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق