الجمعة، 27 نوفمبر 2015

صفات الإله الخالق عند غير المسلمين (2)


صفات الإله الخالق عند غير المسلمين (2)

لقد نسب أهل النصرانية واليهودية النقائص والعيوب إلى إلههم وخالقهم، والذي كان من المفترض أن يعظموه ويمجدوه وينزهوه عن مثل تلك الافتراءات والأكاذيب.

فبعد أن جاءتهم أنبياؤهم بالتوحيد الخالص لله جل وعلا ما كان منهم إلا أن انحرفوا على مدى الزمن عنه، وهبطوا في تصوراتهم إلى مستوى الوثنيات، بل وأثبتوا في كتبهم التي يقدسونها أساطير وتصورات عن الإله –سبحانه- لا ترتفع عن أحط التصورات الوثنية للوثنيين الذين لم يتلقوا رسالة سماوية، ولا كان لهم من عند الله كتاب.

فلقد تعرضت جميع الرسالات السابقة للضياع التام، وبقيت من بعضها ذكريات متناثرة، ظلت تتناقل شفاها تفسرها الأهواء، تضيف إليها وتحذف منها، وتحرفها كيفما تشاء، حتى تم إخراجها عن إطارها الرباني وإلقاؤها في أحضان عدد من الوثنيات القديمة والفلسفات الوضعية التي جعلتها عاجزة عن هداية أتباعها.

وهذا هو السبب الحقيقي من وراء المظالم التي تسود الأرض في زماننا.

وحين تم التدوين لبعض تلك الذكريات القديمة –لا سيما النصرانية واليهودية- تم بلغات غير لغات الوحي، وبواسطة أقلام متفرقة في أماكن متعددة وفي أزمنة متباعدة، وصلت إلى العديد من القرون بعد موت أو رفع الرسول الذي تلقى الرسالة الأصلية، والتي فقدت أصولها السماوية بالكامل.

والشاهد على ذلك:

أنه قد تعددت الأسفار والأناجيل –لليهود والنصارى- والتي قد حُرفت وضُيِّعت.

ليس ذلك فحسب، بل تناقضت المعلومات بها وكثرت المراجعات إلى يومنا الراهن، وستظل كذلك إلى ما شاء الله، حيث قد صارت دراسة مثل ذلك التناقض تسمى عندهم بالنقد الأعلى.

ويشهد بذلك: البروفيسور موريس بوكاي، وقد هداه الله تعالى للإسلام، حيث قـال:
إنه لا يستطيع عاقل أن ينكر تضييع أهل الكتاب –اليهود والنصارى-

لما استحفظوا من كتاب الله، التوراة والإنجيل،

فالتوراة التي يقولون كتبها موسى، تقول لهم: [ولما مات موسى رجل الرب، ودُفِن في أرض موآب] [سفر التثنية: إصحاح 5: 34].

أما الأناجيل: فيكفي نظرة واحدة إلى الأنساب التي ينسبونها للمسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، وتضاربها، واختلافاتها... وكل ذلك وهم يُقرُّون أن المسيح عيسى عليه السلام وُلِد من مريم بدون أب أصلا!!

ولما ذكرنا: فإن القرآن الكريم الذي أنزل على النبي محمد صل الله علية وسلم بقي هو المصدر الوحيد للهداية الربانية.

وشاهد ذلك:

أن القرآن الكريم هو كتاب واحد، لم يتعدد كغيره، تجتمع عليه الأمة الإسلامية شمالا وجنوبًا وشرقًا وغربًا، وتلتف حوله، وذلك لأنه ليس بعد نزول القرآن الكريم على أي كتاب سماوي آخر، وليس بعد بَعْثة النبي محمد صلالله علية وسلم أي نبي أو رسول، فكان الذي تعهد بحفظه هو الله سبحانه وتعالى.

ويشهد بذلك: الدكتور/ موريس بوكاي ي كتابه (القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم)، حيث يذكر في مقدمة الكتاب:
لقد قُمت بدراسة القرآن الكريم، وذلك دون أي فكر مسبق، وبموضوعية تامة، باحثًا في درجة اتفاق نص القرآن ومعطيات العلم الحديث، إلى أن يقول: استطعت أن أحقق قائمة أدركت بعد الانتهاء منها:

- أن القرآن الكريم لا يحتوي أي مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم الحديث، ويستطرد وبنفس الموضوعية: قمت بنفس الفحص على العهد القديم –التوراة- والأناجيل، فقد وجدت مقولات لا يمكن التوفيق بينها، ناهيك عن التناقض بين الأناجيل واصطدامها بحقائق التاريخ.

لذلك، فإننا لا نعجب مما قد وَصَف اليهود والنصارى –لعنهم الله- به إلههم من عيب ونقص، وذم وقدح في كتبهم التي يقدسونها مع أنهم أهل كتاب، وذلك لتحريفها وتضييعها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق