الخميس، 26 نوفمبر 2015

موجز عن حياة يسوع و تعاليمه

موجز عن حياة يسوع و تعاليمه

بسم الله الرحمن الرحيم

.


لم تشكل حياة يسوع على الأرض، لغزاً محيراً لأحد من المتابعين وقارئي الأناجيل ، نظراً لِما انفردت به حياته الشاذة التي ذكرها العهد الجديد وأعلنها أقرباؤه من خلاله بأنه مختل عقلياً (مرقص3:21) ولعنه بولس في (غلاطة3:13) ، وسوء أخلاقه التي لم يشهد لها تاريخ الانسانية مثيلاً، وتعالي وتكبر غريب على من حوله وفقدانه الإحساس بالحسيات والماديات التي تعاني منها فئات فقيرة من البشر منذ خلق آدم وحتى يومنا هذا، حيث أنه َفضل مداعبة العاهرات له وتدليك جسده بالطيب لقضاء شهوته الجنسية عن أن يباع هذا الطيب غالي الثمن ليوزع ثمنه على الفقراء (يو 12:8) الذين يبحثون عن دينار ليسدوا به بكاء أطفالهم بسبب الجوع القارص أو الدفئ من برد الشتاء أو الدواء لعلاج المرضى.

فهو على سبيل المثال أشار لتلاميذه ببيع ملابسهم وملابس أهل بيتهم لشراء سيفاً (لو 22:36) ، وحمل الكرباج وطاح في البائعين الفقراء بهمجية وقطع أرزاقهم الذين كرهوا كسب المال من حرام مفضلين المال الحلال (يو 2:15) ، وهو الذي أباح الملكوت للزواني (مت 21:31) ، وهو الذي ارتدى زي القتل والإبادة (تث 9:14) ونشر الدعارة (هوشع4: 14) وزنا المحارم بالعهد القديم (2 صم 12: 11) ، حتى في مجال الإعتداء أمر تلاميذه بحمل السيوف ويتبعوه (لو 22:38) في زمن كان الناس ينتظرون من يخلصهم من بطش قيصر ، ولكن تحول يسوع ليعلن أنه ملك اليهود (يو 19:12) ولا تدفع الجزية إلا له بدلاً من قيصر(لو 23:2) . بل ووبخ كل من يعارضه ويشتمهم (لو 11:45) وسب أهل كفر ناحوم عندما طردوه لأنه كان يحتضن الأطفال ويقبلهم بقبلات تثير الأقاويل (مرقس 9: 36) ، حتى في مجال حمل السيوف كان يسوع يرتدي ملابس القتال ويحمل السيف ويقاتل كإله للعهد القديم (يهوديت 5:16) .

كما أن يسوع ما كان يملك دينار واحد ، وقام بتأجير اثنى عشر شخصاً لحمايته (يو 11:54) وكان يدفع لهم أجورهم من صندوق النذور (يو 13:29)حيث كان يدعي للناس انه مخصص للفقراء وكانت النساء تنفق عليه وعلى تلاميذه من اموالهن .

.

وعندما طلب منه الناس آية من السماء عجز وسبهم في شرف نسائهم (مت 12:39) ، لذلك تحرش به بطرس وكاد أن يفتك به (مرقس 8:32) ، وكان تلاميذه تشمئذ منه ومن افعاله كما حدث في كفر ناحوم (مرقس 10: 13) ، وكذا لعلاقته مع العاهرات (لو 7:39) .

وعلى الرغم من كثرة الحروب والإعتداءات ما سمعنا في يوم من الأيام أن يسوع غزا بغزوة ضد أحد ، وكيف يغزوا وقد قام يسوع في العهد القديم بتسليط شعب اسرائيل بإبادة كل من هم يمثلون عداء لبني اسرائيل وقتل أطفالهم الذكور خاصة لكي لا يكبروا فيحاربون اليهود (عد 31:17) ، فأين هي الأمم التي كانت سيغزوها يسوع علماً بأنها أبيدت أجمع في العهد القديم ولم يكن لها وجود تحت السماء (تث 9:14) ولم يتبقى منهم شخص واحد؟

وشهدنا ليسوع شرب الخمر (مت 26:27) وقدرته على صُنع أجود الخمور (مر 2:22) علماً بأن البشارة بيوحنا المعمدان كانت أكثر سمو من يسوع (لو 1:15) ، وكانت تغلب عليه حبه للشهرة مهما كانت العواقب حتى ولو تسبب في قطع أرزاق الناس وتشريد اطفالهم (مر 5:13) ، فما دخل قرية أو مدينة إلا وطرد منها (لوقا 9:52) و(لوقا 4: 29 ) و(متى 8: 34 ) .

كما احتارت العقول في إله يولد في زريبة ولم يملك لنفسه شبر على الأرض ولا في السماء يأويه (لو 2:7)!، فكان يكره الزواج ويكتفي بتدليك العاهرات جسده بالطيب غالي الثمن ذو الرائحة النفاذة ليستفذ شعور الفقراء التي تتسول من أجل الكسب الحلال (يو 12:3) ، فكانت شهوته تتغلب عليه فقال شهوة اشتهيت (لو 22:15) ، فطلب من الجميع بتر اعضائهم الجنسية لينالوا ملكوت السماء (مت 19:12) .

وقد اشارت الأناجيل بأن ليسوع معجزات ولكنه تهرب لعجزه من إحياء يوحنا بعد قتله (مر 6:28) ، وأعلن بأنه لا يُدين كل من لم يؤمن به (يو 12:47) ، وانه والأب اثنان وليسوا واحد (يو 8:18) ، وانه ليس صالح (لو 18:19) ، وانه لا يقدر ان يفعل شيء (يو 5:30) ، فليست له مشيئة أو قدرة (يو 6:39) ، وبطلت عقيدة من عبدوه لأن اليهود ما عبدوه من قبل (مر 7:7) .

اخيراً

لذلك يسوع هو الوحيد الذي كانت تعاليمه ليس مجرد مثاليات تقال ، بل حياة عبث ، ويراها الناس ، فتتعجب وتقول لم نرى كمالاً وطهراً وبراً وتقوى وصلاحاً وقداسة بل نرى فساداً وهمجية وقتل وذبح وسرقةاتان (مت 21:2)وكبرياء وتعالي وبغض للفقراء وإفساد حياة الأخرين وتعاليم لا تحث على الفضيلة بل تحث على بغض الآباء والأمهات والأولاد والأحباء (لو 14:26) وإعلان العداء بين الشخص واهله (مت 10:36) لأن يسوع قال أنه ما جاء ليلقي سلاماً على الأرض بل { نارا} بل { سيفا} بل { انقساما} .. 

فهذا هو يسوع المحبة وهذا هو يسوع النعمة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق