الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

8-التناقض والاختلاف في النهي عن الفحشاء: هل الله يأمر بالفحشاء أم ينهى عنها؟



8-التناقض والاختلاف في النهي عن الفحشاء: هل الله يأمر بالفحشاء أم ينهى عنها؟
الشبهة:
الله ينهى عن الفحشاء
الله يأمر بالفحشاء ليهلك قريه
- وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللهَ لَا يَأْمُرُ بِالفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَالا تَعْلَمُونَ  (سورة الأعراف 28).
- وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً (سورة الإسراء 16)
من المعروف الله عادل فى أحكامه كيف يأمر بالفسق ثم يعاقب الناس بما أمر به – وتؤمن الأديان كلها أن الذى يأمر بالفسق ويشجع على الفجور هو الشيطان أصل كل شر – ولكن الذى يأمر بالتدمير والحرب والهلاك هو الآلهة الوثنية وليس الله.

الرد على الشبهة:
حقيقة لا أصدق الأسلوب الواهي للنصارى والمدى السخيف الذي وصلوا اليه في  التحدث عن الشبهات الآية الأولى صريحة حول النهي عن الفحشاء ولا إشكال فيها، الآية 16 من سورة الإسراء تتحدث عن قرية أمرها الله بالعدل والخير  فرفضت ففسقوا فيها فدمرها الله، أمرناهم بالطاعات ففعلوا الفواحش، فاستحقوا العقوبة، رواه ابن جريج عن ابن عباس، وقاله سعيد بن جبير أيضاً.
(وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها) منعميها بمعنى رؤسائها بالطاعة على لسان رسلنا (ففسقوا فيها) فخرجوا عن أمرنا (فحق عليها القول) بالعذاب (فدمرناها تدميرا) أهلكناها بإهلاك أهلها وتخريبها، وهذا المعنى الذي  ذهب إليه كثير من المفسرين، وهناك قول  آخر أن الله جل وعلا إذا أراد هلاك قرية ظالمة عاصية أصلا جعل فساقها الذين هم فسقة من قبل يتسلطون فيها ويعيثون في الأرض فسادا ويفسقون فيعذبهم الله، فهنا الله جل وعلا  لم  يأمرهم بالفسق فهم فسقة من قبل، ولم يحرضهم عليه، يقول النصراني صاحب الشبهة: (وتؤمن الأديان كلها أن الذى يأمر بالفسق ويشجع على الفجور هو الشيطان أصل كل شر)، فمن الذي جعله يأمر بالفسق ويشجع على الفجور أي من الذي خلق الشيطان وخلق  فيه الشر، أليس الله ، إذن بمفهومك يكون الله يأمر بالفسق ويشجع على الفجور وهو أصل  كل  شر، فعلا  أعيت الحماقة كل من يداويها ، إن خلق الله للشيطان أو الشر بالمفهوم الصحيح هو امتحان للناس لمعرفة من  يستحق الجنة من النار، والمعنى الثاني للآية والذي ذكرته هنا هو أن الله لايحمي هذه القرية  فيتسلط عليها الفساق والظلمة فيفسقوا فيها ، إذا أراد الله أن يهلك قرية من القرى الظالمة، ويستأصلها بالعذاب، أمر مترفيها، أمرا قدريا، ففسقوا فيها، واشتد طغيانهم، وهؤلاء أمم كثيرة أبادهم الله بالعذاب ، من بعد قوم نوح، كعاد ، وثمود ، وقوم لوط ، وغيرهم، ولابد من ملاحظة أن الحق  جل وعلا قال "أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا"، هل قال مثلا  وجعلنا  أهلها (أي القرية هذه) فسقة يفسقون فيها؟، لا  بل  قال جل وعلا  أمرنا  (مترفيها) أي  الفسقة والعصاة فيها من الأول والظالمين فيها من الأول .. إلخ فيتسلطوا  على هذه القرية  فيفسقوا فيها فيعذبها الله بمن فيها، وهذا مثل من يقول أنت يا فلان مقصر  بحق الله وعاصي له فإن الله سلط عليك واحد مجرم لايرحمك يقعد يعذب فيك . إذن أين أمر الله بالفحشاء في  هذه الآية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق