الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015

عقيدة الثالوث هل هي من وحي الله ؟(4)



عقيدة الثالوث هل هي من وحي الله ؟(4)

       مزيد من الأدلة في تفنيد عقيدة الثالوث:

       "أما كأسي فتشربانها، وأما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي أن أعطيه إلا للذين أُعدّلهم من أبي". (متى 23:20). ففيما يخص نفسه يفتقد عيسى  القوة أو السلطان في منح أي شيء إلا ما يتقرر من قبل الله الذي يسميه "الآب".
"ثم تقدم قليلاً وخرَّ على وجهه وكان يصلي قائلاً يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس ولكن ليس كماأريد ولكن كما تريد أنت". (متى 39:26), وهنا يلتمس عيسى  عون الله الذي يدعوه "بأبتاه" مؤكداً أنه ليس كما يريد هو وإنما حسب إرادة الله، وواضح من هذا أن إرادة الله مستقلة عن إرادته.
"إلهي إلهي لماذا تركتني". (متى 46:27) "ياأبتاه في يديك استودع روحي". (لوقا 46:23) هذه الكلمات "إلهي" و "ياأبتاه" لا تصدر إلا من إنسان في شدة، فإذا كان عيسى إلهاً فمن ذا الذي يكون قد خذله؟ هل يكون قد خذل نفسه؟ كم يكون ذلك مضحكاً وسخيفاً ؟ الله لا يحتاج أن يخضع نفسه لإله آخر.
       "لماذا تدعوني صالحاً ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله". (مرقس 18:10), ويؤكد عيسى  أنه لا أحد أعظم في الصلاح والإستقامة من الله، وبذلك فصل نفسه عن الألوهية.
       "وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الإبن إلا الآب". (مرقس 32:13) فإذا كان عيسى حقاً مساوياً لله أو جزءًا من الثالوث لعلم مايعلمه الآب.
       "الحق الحق أقول لكم لايقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئا". (يوحنا 19:5).
       "أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا". (يوحنا 39:5). "تعليمي ليس لي بل للذي أرسلني". (يوحنا 16:7).    في التصريحات الثلاثة بعاليه أوضح عيسى أنه لاسلطان له ولاقدرة كامنة فيه، ومايدعو إليه فهو من تعاليم الله.
       "لأن أبي أعظم مني". (يوحنا 28:14) هذا البيان ينفي بشكل قاطع عقيدة الثالوث، طالما أن كلاهما من طبيعة مختلفة وأن أحدهما أعظم من الآخر.
       "وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته" (يوحنا 3:17). فعيسى  لم يشر أبداً إلى الله بصيغة الجمع، وإنما توجه إلي الله بلفظ أبي.
       "إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم". (يوحنا 17:20). لم يكن عيسى إلهاً لأنه كان له إله يسميه (الآب).
       "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد". (يوحنا 16:3) فإذا كان عيسى جزءاً من الثالوث وأن الثلاثة متساوون في الأزلية، وبدون بداية ولا نهاية، ومتساوون في الدرجة، فإذا كان هذا كذلك، فكيف يمكن أن يكون عيسى ابناً وفي نفس الوقت في نفس قِدَم أبيه؟ انظر ( متى 18:1), لوقا (26:1), يوحنا (9:4).
       "لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح". (1 تيموثاوس 5:2) يفسر هذا البيان نفسه أن الله وعيسى  متميزان بعضهما عن بعض. "إعلان (بمعنى الوحى إلى) يسوع المسيح الذي أعطاه إياه الله ليُرِىَ عبيده مالابد أن يكون عن قريب" (رؤيا يوحنا 1:1). الله الحقيقي ذو علم مطلق. وبالتالي هذا يبدد نظرية الثالوث.

هل يصادق عيسى  على مبدأ الروح القدس ؟

       كان الله المطلق في الحكمة والواسع في الرحمة يرسل من وقت لآخر أنبياء لتبليغ رسالته ولدعوة البشر إلى الطريق المستقيم (بمعنى طريق السلام والطاعة لله الإله الواحد الحق ),  وتسمى هذه الرسالة "الإسلام" (أي الإستسلام لإرادة الله ).
تم تبليغ (رسالة الله) إلى كافة الأمم والقبائل في العالم في أجيالها المتعاقبة لدعوة الناس للخضوع لإرادة الله, غير أن كل رسالات الوحي الأولى تم تحريفها وتشويهها على يد الأجيال التالية التي تنكرت للأنبياء واضطهدتهم. ولقد تعرض الوحي النقي الصافي لعمليات تطوير حيث اندست فيه الأساطير والخرافات وعبادة الأوثان والأيديولوجيات الغير عقلية والنظريات الغير منطقية. وهكذا ضاع دين الله الحق في خضم تعدد العبادات الباطلة.
       فتاريخ الإنسانية سلسلة من التذبذب بين النور والظلام، والله بواسع محبته ورحمته للبشر لم يتركنا وحدنا نعيش في الظلام ونسعى لاكتشاف الطريق المستقيم معتمدين على أنفسنا بتجربة الخطأ والصواب. بل إنه أرسل إلينا خاتم المرسلين النبي محمد  لهداية البشرية فيما يسمى بالعصور المظلمة.
       فالوحي الذي نزل على محمد  هو القرآن الكريم بواسطة الملك جبريل يمثل المصدر الأخير للهداية الإلهية التي بطبيعتها سهلة الفهم وعالمية الشمول.
       و هذه الهداية الربانية قد حددت معالم العلم والحقيقة بشأن الخالق صاحب القدرة المطلقة, وبشأن الكون والغاية من خلقنا ومن حياتنا في هذه الدنيا وفي الآخرة، مما يمهد الطريق للإنسانية نحو سبيل الحق والإستقامة والفلاح في الدنيا والآخرة.
       وقول صحيح تماماً تلك البشارات المنبئة عن قدوم "نبي آخر" يشبه موسى وعيسى (عليهم السلام) تحت أي مسمى مثل: فارقليط – مؤيد – معزي – ناصح – روح الحق.
       أما الزعم بأن "الروح القدس هو "النبي الآخر" فهو مستبعد تماماً في إنجيل يوحنا.
       ولاستيعاب رسالة عيسى  في هذا الموضوع يكفي أن نرجع إلى (1 يوحنا 1:2) حيث يُفهم أن عيسى كان (الفارقليط الأصلي) "يا أولادي اكتب إليكم هذا لكي لاتخطئوا وإن أخطأ أحد فلنا شفيع) advocate   فارقاليط (Paraclete  عند الآب يسوع المسيح البار".
       ولقد تنبأ عيسى  الذي كان "الفارقليط الأصلي" بقدوم فارقليط آخر، إلا أن مراجعي الكتاب المقدس ترجموا لفظ "الفارقليط الآخر" بألفاظ مختلفة كثيرة يقرؤها القاريء حسب طبعة الكتاب المقدس التي يستخدمها بألفاظ منها:( فارقليط – المؤيد – المعزي – المساعد – الناصح – الروح المقدس – روح القدس- روح الحق).
       واستُخدم نفس لفظ فارقليط في إنجيل يوحنا فيما يتعلق بنبوءة عيسى عن القادم بعده (الفارقليط الآخر) إذ قال "وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر فارقاليط (Paraclete) ليمكث معكم  إلى الأبد". (يوحنا 16:14).
       ولقد قال عيسى أيضا لتلاميذه إن هذا "الفارقليط" سوف يعلم كل شيء وسوف يُحضر لهم كل الأشياء لكي يتذكروا. فقال في يوحنا (26:14) "وأما المعزي (الفارقليط) الروح القدس (أى الروح المقدس) الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم".
       وفي (يوحنا 26:15) "ومتى جاء المعزي (الفارقليط) الذي سأرسله أنا إليكم من الآب حتى روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي".
       وسوف تلاحظون في النصوص السابقة أن طبعة (RSV) للكتاب المقدس استخدمت لفظ "المعزي" (Counselor) وفي نفس اللفظ في النص (25:14) استخدم لفظ الروح القدس (Holy Spirit)، ونفس اللفظ أُستبدل في (يوحنا 26:15) بعاليه إلى روح الحق (Spirit of truth), وأيضا في العبارة الآتية تجد الإشارة إلى المعزي (Counselor) ولكنك سوف تكتشف فيما بعد أنه أن اللفظ قد تحول مرة أخرى إلى روح الحق (Spirit of truth) في النص (يوحنا 13:16).
       " لكني أقول لكم الحق: إنه خير لكم أن أنطلق، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم. ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة."  (يوحنا 16-8:7), ولقد تأكد ذلك في القرآن حيث رفع الله عيسى ولكن بدون عملية الصلب المزعومة.
       وفي العبارة السابقة (يوحنا 16-8:7) يتوقف مجيء "المعزي" (Counselor) أو الفارقليط على رحيل عيسى فضلاً عن أن عيسى لم يوضح أن هذا "الفارقليط" سوف يأتي في زمانه.
       وفي يوحنا (16-15:12) يواصل عيسى نبوءته عن مجيء "فارقليط آخر" والذي سماه "الروح الحق" فقال  "إن لي أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم, ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن. وأما متى جاء ذاك, روح الحق (الفارقليط), فهو يرشدكم إلى جميع الحق, لأنه لايتكلم من نفسه, بل كل مايسمع يتكلم به, ويخبركم بأمور آتية. ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم. كل ماللآب هو لي. لهذا قلت إنه يأخذ مما لي ويخبركم".
       فالعبارة السابقة تقضي على اللبس الذي نشأ عن لفظ (روح القدس) الذي ادعاه المسيحيون لأنه طبقا ( للتكوين  2:1): هذا الروح القدس كان موجودًا على الأرض منذ أيام خلق الكون. كما كان حاضرًا عند نهر الأردن عندما عمَّد يحيى عيسى.فإذا كان هذا كذلك فكيف يستطيع عيسى أن يقول "ولكن إن ذهبت أرسله لكم" (أي روح القدس) (يوحنا 7:16) غير أن الذي كان يعنيه عيسى هو (فارقليط آخر) أو (نبي آخر) مثله سوف يأتي لأن إرسال (روح القدس) هو خارج الموضوع تمامًا لأنه كان بالفعل موجودًا على الأرض منذ يوم خلق الكون.
       فضلاً عن أن (روح القدس) و(روح الحق) لفظان منفصلان تماماً، وكينونتان مستقلتان أيضًا. ولقد كان عيسى  يقول لنا بصريح العبارة إن (المعزي) أو (روح الحق) أو (الفارقليط) الذي تنبأ بقدومه هو (رجل) ونبي مثله وابن إنسان سوف يعلمنا كل شيء.
       وكل الضمائر التي استخدمت في الإشارة إلى "روح الحق" هي (he) في المذكر المفرد وتتفق مع لفظ "المعزي" المذكور في (يوحنا 7:16) علماً بأن لفظ (Counsellor) لفظ وصفي تصويري (descriptive) مستخدم محل "روح الحق"، ومن الناحية النحوية ينبغي للضمير أن يتفق مع الإسم الذي يحل محله مما يثبت في النصين 13 و 15 من يوحنا 16 أن روح الحق  ليست له أية صلة بالثالوث.[i]
       ومن ناحية أخرى، ركز عيسى  بقوة في يوحنا (13:16) على (روح الحق) على أنه مجرد نبي سوف يتلقى التعاليم من الله تعالى وبأنه "لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به"، وباعتباره نبيا فقط "وليس كائناً إلهياً أو روح قدس"، فليست له سلطة خاصة به وإنما ينزل عليه الوحي من الله في السماء.
       ويلاحظ أن عيسى في يوحنا (13:16) يقول عن "روح الحق" إنه "يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم" ولهذا فإن القرآن الكريم وهو رسالة محمد  مجّد كلاً من عيسى وأمه مريم عليهما السلام، وقد تكرر اسم عيسى في القرآن خمس مرات أكثر من ذكر اسم محمد  كما أن السورة 19 في القرآن سميت (سورة مريم) ممايثبت بشكل بليغ صحة الحجج التي أوردناها من تمجيد القرآن الكريم لعيسى  تمجيداً عظيماً.
       ويقول عيسى  في يوحنا (26:14)  "وأما "المعزي الروح القدس" الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلّمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم", ولهذا فإن القرآن الكريم الذي هو رسالة محمد  هو رسالة كاملة تضم وتعزز رسالة عيسى  ورسالات الأنبياء السابقين جميعًا. فالواقع أن القرآن الكريم رسالة جامعة شاملة مفهومة تغطي جميع مظاهر النشاط الإنساني سواء على المستوى الفردي أو الإجتماعي أو السياسي أو الإقتصادي أو خاص بالعلاقات الدولية ويطلق عليها "الإسلام" بمعنى: (دين الخضوع لإرادة الله الإله الواحد الحق). إنه نظام كامل للحياة ورسالة عالمية موجهة للبشر أجمعين. تهدف إلى تصالح الإنسان مع الله تعالى ويحقق إرادة الله ويحصل على ثمار الخلاص.
       وكذلك في (1 يوحنا 6:4) يُستخدم اللفظان "روح الحق"  و "روح الخطأ" في شأن الإنسان, وفي الطبعة القديمة للكتاب المقدس "مخطوط سيراكوس" (MSS, Codex Syriacus) الذي اكتشف عام 1812 بجبل سيناء بمعرفه السيدتان أجنس لويس و  بنسلى  (Mrs. Agnes S. Lewis and Mrs. Bensley      (ورد نص (يوحنا 26:14) "فاراقليط- الروح" (Paraclete, the Spirit) وليس فاراقليط- "الروح القدس" (Paraclete the Holy Spirit) والمقصود بلفظ "الروح" (Spirit) المشار إليه بالطبعه (MSS) القديمة – هو "روح الحق" (Spirit of Truth) الوارد في يوحنا (26:15) في طبعة اليوم.
       وأخيراً أمعنْ التفكير في قول عيسى  في متى (21-43:42) "لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطي لأمة تعمل ثماره".
       فهذا التحذير موجه إلى اليهود بعد أن إرتدوا وعبدوا آلهة أخرى مع الله، وكان الله تعالى قد أنزل أصل هذا التحذير في التكوين (10:49) للنبي يعقوب لتحذير يهوذا (Judah). كان ذلك هو تحقق النبوءة القديمة التي ذُكرت في تثنية (21:32) حيث يقول الله: "هم أغاروني بما ليس إلهاً. أغاظوني بأباطيلهم, فأنا أغيرهم بما ليس شعباً, بأمة غبية أغيظهم".
       كان الغرب يصف أمة العرب قبل الإسلام بالأمة الغبية، ولقد صورهم أحد الكتاب بأنهم "بهائم بجلد إنسان". وبعد أن جاءهم الإسلام أصبحت أمة العرب (خير أمة أخرجت للناس). فقد أزال النبي محمد  كافة آثار الوثنية وعلّمهم وحدانية الله تعالى- الخالق.  إنه وحده الله الحافظ والرزاق للعالمين الذي لاشريك له أو مشارك أو رفيق أو عائلة أو ذرية أو مساعد في ألوهيته.
       وصارت أمة العرب بصفة عامة والنبي محمد  بصفة خاصة يمثلون تحقيق كل النبوءات السابقة.

    ماهو القرآن؟ وماذا يقول عن عيسى

وعن أمه عليهما السلام؟

       القرآن الكريم رسالة عالمية واضحة نزل به الوحي على النبي محمد  بواسطة الملاك جبريل  كعهد أخير وخاتم من الله إلى البشرية أجمعين. إنه رحمة وهداية من الله للناس. وهو نظام كامل للحياة الإنسانية يغطي كافة مظاهر نشاط الإنسان (كالسلوك الفردي والعلاقات الإجتماعية والسياسية والإقتصادية ونظام العلاقات الدولية). ولقد صمد هذا النظام أمام تجارب وتقلبات الزمن لأن الله تعالى نفسه حفظه. والقرآن الكريم هو (كتاب الله) الوحيد اليوم الذي ظل على نقائه وصفائه بعد أكثر من أربعة عشر قرناً. وهو يؤيد الكتب السابقة المنزلة من عند الله على أنبياء الله ورسله الأولين وهو أيضاً يصحح الإنحرافات التي قد تسربت إلى كتب الوحي السابقة. يقول الله تعالى:
     اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (٥) كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (٦) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى (٧) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (٨) .(العلق: ١ - ٨).

  تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ.  (السجدة: ٢).

   وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ . ( الأنعام: ٩٢).


 وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ  .  (النحل: 64)

 إنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ . (الزمر:41).

       والواقع أنه طبقاً لأقوال مفسري القرآن فإن هناك ثلاثة أهداف صريحة لنزول القرآن على النبي محمد :
       تحقيق الوحدة بين الطوائف المتنازعة, ونشر وحدانية الله الحق.
       أن الوحي هداية من أجل تحقيق السلوك المستقيم.
       أنه يجب فتح باب التوبة والخلاص لتحقيق الرحمة الواسعة للمذنبين الضالين. وما نزل القرآن إلا من أجل استقامة الرجال والنساء، فإن أعرضوا فالخسارة عليهم.[ii]

 

دور عيسى

 إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ .               (آل عمران: ٥٩).

 وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (١٥٧) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (١٥٨) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (١٥٩) . (النساء: ١٥٧ - ١٥٩).

 يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا . ( النساء: ١٧١).

 لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (٧٢) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٧٣) أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٧٤) مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (٧٥) قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٧٦). (المائدة: ٧٢ - ٧٦).

 وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (١١٦) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (١١٧) . (المائدة: ١١٦ - ١١٧) .

 ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (٣٤) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٣٥) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (٣٦) . (مريم: ٣٤ - ٣٦).

 وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (٨٨) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (٨٩) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (٩٠) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (٩١) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (٩٢) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (٩٣) . (مريم: ٨٨ - ٩٣).

       لم تدّع مريم أبداً أنها أم الله أو أن ابنها هو الله، لقد كانت امرأة تقية فاضلة، وعيسى هنا ينفي أي نوع من الأشياء التي ينسبها إليه من يستخدمون اسمه. إن عبادة مريم برغم أنها مرفوضة من البروتستانت فإنها منتشرة على أوسع نطاق في الكنائس السابقة سواء في الشرق أو الغرب.[iii]
       ومن جهة أخرى تيسر النصوص التالية من الكتاب المقدس فهم تعاليم عيسى   (متى 10:4) "حينئذ قال له يسوع ياشيطان لأنه مكتوب للرب إلهك نسجد وإياه وحده نعبد".
       وفي (يوحنا 1:20) قال لمريم المجدلية "إذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم".
       وفي (لوقا 19:18) حين اعترض على أحد الحكام لأنه وصفه بأنه المعلم الصالح "فقال له يسوع لماذا تدعوني صالحا ؟ ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله".
       وفي (مرقس 29:12) حيث قال: "إن أول كل الوصايا هي اسمع ياإسرائيل الرب إلهنا إله واحد".

قصة غريبة

       هذه قصة ثلاثة من المجوس صاروا نصارى وتلاميذ مخلصين لراهب، فعلّمهم عقيدة المسيحية وخاصة الثالوث. ولتحصيل مزيد من العلم بالعقيدة أقاموا مع الراهب، وبعد فترة من الزمن حضر صديق للراهب لزيارته وسأله عن تحول المجوس الثلاثة إلى المسيحية، وكان الراهب فخوراً بذكر المتنصرين ودراستهم لعقائد المسيحية، ونادى الراهب أحد الثلاثة لكي يظهر للزائر مدى مهارته في تعليمهم الثالوث.
       فقال الرجل الأول والسعادة تغمره "لقد علمتني أنه يوجد إله واحد في ثلاثة، أحدهم في السماء والثاني ولدته العذراء مريم، والثالث روح القدس الذي نزل على المسيح على شكل حمامة عندما بلغ الإله الثاني الثلاثين من عمره". ولما سمع الراهب هذا ضاق بالرجل وطرده قائلا إنه مجنون. وبعد ذلك نادى على الرجل الثاني وطرح عليه نفس السؤال فأجابه الرجل الثاني "لقد علمتني أنه كان يوجد في الأصل ثلاثة آلهة منهم واحد تم صلبه ومات، وظل الاثنان باقيان من بعده" إلا أن الراهب تضايق ودفعه للخارج. ثم نادى الراهب على الثالث الذي كان على درجة أعلى من الذكاء عن زميليه وكان قد درس العقيدة باتقان، فطلب منه الراهب أن يشرح عقيدة الثالوث فأجابه الرجل قائلاً: "لقد علمتني من خلال بركة المسيح، وعلمت بدقة بأن واحداً هو ثلاثة وثلاثة هي واحد، وواحد منهم تم صلبه ومات، وترتب على موت واحد موت الثلاثة آلهة جميعاً لأن الثلاثة جميعا واحد ومتحدون ولذلك فإن مات أحدهم هو موت لكل الثلاثة وإلا فلا يكون بين الثلاثة أي اتحاد". [iv]
       وهذا معناه أنه بناء على عملية الصلب المزعومة من المسيحيين فكل من الله وعيسى  يكونان قد هلكا وفنيا بموجب اعتقادهم بأن عيسى هو في وقت واحد الله ونبي. وبعد وفاة عيسى لم يعد لدى المسيحيين لا الله ولا النبي ولا روح القدس. إذن عن طريق الاتحاد مات الثلاثة آلهة بموت عيسى. وباختصار فإن كلاً من الاتحاد والثالوث أيضا قد فنيا باختفاء الله بسبب أن الاتحاد والثالوث يبقيان في وجود الله ومع اختفاء الله من على المسرح فمن الطبيعي أن صفاته العليا ايضا ينبغي أن تختفي.
  

تحذير إلى هؤلاء الذين يفسدون رسالة الله ويحرفونها

       إن خير الكتب كتاب الله تعالى وخير الهدى هدى محمد ، فلذلك وجه الله تحذيراً خطيراً إلى الذين يفسدون ويحرفون أصل رسالة الله للناس، فيقول الله تعالى:
   فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ .   (البقرة: ٧٩).

 إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ . (آل عمران: ١٠).

 إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ . (آل عمران: ١9).

 وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ . (آل عمران: ٨٥).

 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ         (آل عمران: ١٠٢).

سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ . (آل عمران: ١٥١).

 يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا .  (النساء: ١).

 إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا . (النساء: ١١٦).

   قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . (الأنعام: ١٤  ).

   فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ . (الأعراف: ٣٧).

   أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (١٩١) وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (١٩٢) . (الأعراف: ١٩١ - ١٩٢).

   إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا . (مريم: ٩٣).

   وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا    وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا . (الفرقان: ٣).

   وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ .  (العنكبوت: ٦٨).

   إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ . (الزمر: ٧).

   وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ .     (الأعراف: ١٧٩).


[i]  انظر هامش (1) ص 143.
(47) Victor Paul Wierwille: "Jesus Christ is not God", American Christian Press, The Way International, New Knoxville, Ohio 45871, p. 143.
[ii]  عبد الله يوسف، علي ترجمة ومعاني القرآن، ص 750.
(48) Abdullah Yusuf Ali: The Holy Qur'an, English Translation of the meanings and commentary, n. 2091, p. 750.
[iii]  المصدر السابق ص 310.
(49) Ibid, n.783, p. 311; n. 829 and n. 830, p. 327 with reference to (Cf. v. 72, and n. 782), p. 310.
[iv]  (الجواب الفصيح) ص 369. 
(50) Al-Jawab-ul-Fasih. P. 369)

جميع الحقوق محفوظة لموقع:
  www.islamic-invitation.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق