الاثنين، 14 ديسمبر 2015

إن الدين عند الله الإسلام



إن الدين عند الله الإسلام
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الورى محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

إن الدين عند الله الإسلام ..
 فليس عند الله ديانة يهودية ولا ديانة مسيحية ، إنما هي مسميات أطلقها أتباع موسىٰ وأتباع عيسىٰ عليهما السلام .. أطلقوا تلك المسميات بعد وفاة موسىٰ ورفع عيسىٰ ولم يُقرّها لهم أحد منهما أثناء حياته بينهم .. وقد سمىٰ الله عز وجل هاتين الأمتين سّماهما باليهود والنصارىٰ، قال تعالىٰ :
} وَقَالَتِ اليَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ اليَهُودُ عَلَىٰ شَيءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الكِتَابَ { 113-البقرة .
إن الدين عند الله الإسلام ..
ذلك منذ أنزل الله تعالىٰ أبونا آدم إلىٰ الأرض ومن جاء بعده من الرسل وحتىٰ آخرهم وخاتمهم محمد صلىٰ الله عليه وسلم .. كان دينهم جميعهم الإسلام ، قال تعالىٰ : } مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِياًّ وَلاَ نَصْرَانِياًّ وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ { 67- آل عمران، كان جميعهم دينهم الإسلام: لماذا ؟.. رب سائلٍ يسأل لماذا دينهم كلهم الإسلام ؟ .. فنجيبه بكل بساطة : لأن الله تعالىٰ واحد فالدين عنده واحد .. فما من إلهٰ واحد خالق كل أولئك الخلق من السابقين والحاضرين والقادمين فيجعل بينهم عدة أديان مختلفة وهم جميعهم يدينون إلىٰ إلهٰ واحد.. فالله واحد لذا الدين عنده واحد .
إن الدين عند الله الإسلام ..
وقال تعالىٰ :} وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنه وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ { 85 - آل عمران ..
أما اليهودية والنصرانية فما هما إلا رسالات سماوية أنزلها ربنا جلّت قدرته ، أنزلها علىٰ رسله لِيُبّينُوا للناس أمور دينهم الإسلام..
فكانت التوراة رسالة موسىٰ عليه السلام ، وكان الزبور رسالة داوود عليه السلام ، وكان الإنجيل رسالة عيسىٰ ابن مريم عليهما السلام، وأخيراً وإلىٰ يوم يبعثون كان القرآن الكريم رسالة محمد صلٰ الله عليه وسلم .
إن الدين عند الله الإسلام ..
فنحن في هذا المُؤَلَّف وعندما نخاطب أهل الكتاب من اليهود والنصارىٰ .. فإننا لا ندعوهم إلىٰ دين جديد عليهم ، كما أننا لا نشكك في كتبهم المقدسة التوراة والإنجيل .. ذلك لأن ديننا ودينهم واحد ، وإلهنا وإلههم واحد ، أو كما أخبرنا ربنا عز وجل في كتابه الكريم : } قُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ { 46 - العنكبوت .. وكقوله تعالىٰ في سورة البقرة بالآيتين 139/140 : }
 قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ- أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُوا هُوداً أَوْ نَصَارَىٰ قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُـونَ { ..
إنما نسألهم : أين هما التوراة والإنجيل تماماً كما أُنزلا علىٰ موسىٰ وعيسىٰ ابن مريم ؟ ..
 فهذه الكتب التي يتداولونها بين أيديهم سواء من العهد القديم أو العهد الجديد ومع تعدد مؤلفيها واختلاف آرائهم ومعتقداتهم ، وتناقضهم بعضهم البعض ما هي إلاّ مُصنّفات قراطيس كتبوها بأيديهم ، وروايات صادرة أصلاً عن أقوال أشخاص من البشر من بنات أفكارهم الخاطئة وليس لها أي سند صحيح من التوراة والإنجيل الأصليين..
 وأيضاً نسألهم من أين أتوا بها ؟ .
وقد أخبر عنهم ربنا وربهم الله عز وجل في كتابه الكريم بقوله تعالىٰ :
} فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا به ثَمَناًّ قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ {79 - البقرة .
وفي هذا الصدد أيضاً يقول العلامة الشيخ أحمد ديدات :
( لقد قال بعضكم أن نبي الإسلام قد أمرنا باحترام الإنجيل .. وهذا صحيح ..
 ولكن .. أي إنجيل ؟ ..
إن الإنجيل الذي أمرنا نبي الإسلام أن نحترمه .. هو إنجيل عيسىٰ .. فأين هو إنجيـل عيسىٰ ؟ .. إن الإنجيل أو الأناجيل الموجودة اليوم هي ليس واحد منها هو إنجيـل عيسىٰ ! ..
لقد أمرنا نبينا صلىٰ الله عليه وسلم أن نحـترم ما أنزل الله تعالىٰ علىٰ عيسىٰ .. لا إنجيل متىٰ ، ولا إنجيل مرقس ، ولا إنجيل لوقا ، ولا إنجيل يوحنا ) .
حقيقة مستمرة لا يستطيع إنكارها مسيحيوا العالم كله .. وهي أن عشرات الألوف منهم يتخلون عن عقيدة الصليب والتثليث ويعتنقون الإسلام كل شهر .. بينما لم يتخل مسلم واحد عن دينه ويدخل في عقيدة النصارىٰ.
ولقد قرأت عدة مئات من قصص النصارىٰ رجالاً ونساًء الذين أسلموا ، يروون ضمن اعترافاتهم كيف ولماذا اعتنقوا الإسلام ؟ ..
اتفقوا جميعهم في رواياتهم علىٰ قول واحد : ( كنا نذهب إلىٰ الكنيسة للصلاة يوم الأحد ونحن نفقد أدنىٰ قناعة بما يتلوه علينا القس بكلام غير مفهوم من الكتاب المقدس ..
كما إن زعم أن عيسىٰ هو ابن الله وأن الله مُرَكَّبٌ من ثلاثة أشخاص لم يحظ هذا الاعتقاد منا بأي قبول في أذهاننا وتصوّراتنا .. فكانت كل تلك المعتقدات مرفوضة منا جملةً وتفصيلاً .. وكان غير مسموح لنا توجيه أي أسئلة أو استفسارات إلىٰ رؤساء الكنائس والقساوسة عن مثل هذه التصوّرات الغامضة ..
ولكن إذا تجرأ أحدنا وأساء الأدب مع راعي الكنيسة وتوجه بالأسئلة المحظورة فلا يجد إجابة واحدة واضحة ومقنعة ، بل يجد إجابات تزيد المسألة إبهاماً وغموضاً ..
أو أن يكون ردهم علينا : أن مثل هذه الأسئلة لا ينبغي لأي مؤمن أن يحوم حولها وإلاّ فقد فضيلة الغفران التي يمنحها الإلهٰ الأب للخطائين من البشر..
وبهذه الطريقة فإنهم كانوا يزيدوننا حيرة وتشككاً وكرهاً في هذا الدين .

وقد قرأت أيضاً تصريحات بعض القساوسة المبشرين أو رؤساء بعض البعثات التبشيرية الذين أسلموا .. كانوا يقولون :
كنا ندعوا الناس في إفريقيا ودول جنوب شرقي آسيا .. ندعوهم إلىٰ الدخول في المسيحية ونحن في داخلنا غير مقتنعين بما نقوله لهم عن المسيح ابن الله وعن عقيدة التثليث وكنا نعتبره خرافات لا يرتاح إليها الحس السليم .. } فَلِلَّهِ الحُجَّةُ البَالِغَةُ { 149 - الأنعام

♥♥لذا فإني أطلب من كل واحد من النصارىٰ أن يراجع ضميره ووجدانه ، ويجلس مع نفسه جلسة مصارحة بصدق وإخلاص وعقلانية بعيدة عن العاطفة والتعصب الأجوف ..
ويتساءل بينه وبين نفسه :
 هل هو مقتنع تمام الاقتناع بعقيدة الصلب والتثليث ؟ ..
أو بأن المسيح عيسىٰ هو إلهٰ كان جنيناً خرج من رحم مريم ؟ ..
أو أنه ابن الإلهٰ الأب ؟ ..
ولكنني أنصح كل واحد منهم وقبل أن يجلس جلسة المصارحة مع النفس أن يقرأ نسخة من ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة التي يتقنها ..
فإن هذا الكتاب ( القرآن الكريم ) كان ولا يزال وإلىٰ الأبد خير قائد يقود الخلق إلىٰ الحق وإلىٰ طريق الهدىٰ، طريق السلام ..
                           وطريق الإسلام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق