الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

5- التناقض والاختلاف في كمية المسلمين والنصارى واليهود ؟



5- التناقض والاختلاف في كمية المسلمين والنصارى واليهود ؟ في الجنة: هل عدد المسلمين فى الجنة أقل أم يتساوى مع عدد المسيحين واليهود ؟
الشبهة:
أهل الكتاب عددهم أكبر من المسلمين فى الجنة
أهل الكتاب عددهم متساوى مع المسلمين فى الجنة
- ثُلَّةٌ مِن الأوَّلين وقليلٌ مِن الآخِرين (سورة الواقعة 56: 13 و14).
الثلة وهى مبتدأ الحديث معنى الثلة = جماعة ،
- ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الآخِريِنَ (سورة الواقعة 56: 39 و40).
الأولين= المسيحين واليهود - الآخرين = المسلمين

الرد على الشبهة:
يدعي النصارى أن هناك تناقض في الآيتين، فهل هناك فعلا تناقض لنرى: قال تعالى:"إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (3) إِذَا رُجَّتِ الأرض رَجًّا (4) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا (6) وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (14)"
يتحدث رب العزة هنا عن أحوال الناس يوم القيامة، وأنهم ينقسمون إلى ثلاثة أزواج:
الصنف الأول : أصحاب اليمين
وهم الذين يأخذون كتبهم بأيمانهم، أو الذين يؤخذ بهم ذات اليمين إلى الجنة، فقال تعالى عن أصحاب اليمين: "فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24)" الحاقة، وقال جل شأنه: "فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنْقَلِبُ إلى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9)" الانشقاق، وأصحاب اليمين هم الصالحين من آدم إلى آخر الزمان من آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله وعملوا صالحا، وتقسيمهم كما قال تعالى: "لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (40)" الواقعة، فهم ثلة أي جماعة مجموعة ... إلخ، ثلة من الأولين من آدم عليه السلام إلى مجيء محمد صلى الله عليه وسلم، وثلة من الآخرين من المسلمين منذ مجيء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى آخر قيام الساعة. وهذا يدل على أن المسلمين يساوون نصف أهل الجنة كما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه وأحمد والطبراني والطيالسي وأبو يعلى وابن حبان والبزار وابن أبي شيبة والبيهقي وأبو نعيم وعبد بن حميد والحميدي بطرق مختلفة.
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يقول الله تعالى: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك والخير في يديك، فيقول: أخرج بعث النار، قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فعنده يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد) . قالوا: يا رسول الله وأينا ذلك الواحد؟ قال: (أبشروا فإن منكم رجلا ومن يأجوج ومأجوج ألفا. ثم قال والذي نفسي بيده إني أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة). فكبرنا، فقال: (أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة) . فكبرنا، فقال: (أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة).
الصنف الثاني : هم أصحاب الشمال أو المشئمة
قال تعالى: "وَأَصْحَابُ الْمَشْئمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْئمَةِ (9)"، وقال عنهم أيضا رب العزة "وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42)، ووصفهم بالكذابين، قال تعالى: "وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94)" الواقعة، والمراد الذي يؤخذ بهم ذات الشمال إلى النار أو يأخذون صحائف أعمالهم بشمالهم، قال تعالى عنهم: "وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34)" الحاقة.
وقال جل  شأنه: "وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) وَيَصْلَى سَعِيرًا (12) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (13) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14) بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا (15") الإنشقاق.
وأصحاب الشمال هم من جميع الأمم بلا استثناء من كفر بالله وعصاه فهو من أصحاب  الشمال وإنما يتمايزون فيما بعد بحجم العذاب وفقا لحجم الذنب.
الصنف الثالث:  السابقون أو المقربون
قال تعالى: "وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12)" الواقعة.
وقال عنهم رب العزة أيضا "فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89)" الواقعة.
والسابقون هم: السابقون إلى الإيمان السابقون إلى الجنة. والأول أولى لما فيه من الدلالة على التفخيم والتعظيم. قال الحسن وقتادة: هم السابقون إلى الإيمان من كلامه. وقال محمد بن كعب: إنهم الأنبياء. وقال ابن سيرين: هم الذين صلوا إلى القبلتين. وقال مجاهد: هم الذين سبقوا إلى الجهاد، وبه قال الضحاك: وقال سعيد بن جبير: هم السابقون إلى التوبة وأعمال البر. وقال الزجاج: المعنى والسابقون إلى طاعة الله هم السابقون إلى رحمة الله. وقال الحسن وقتادة "والسابقون السابقون" أي من كل أمة.
**وهذا ما أميل له فالسابقون هم الذين يسارعون إلى الإيمان بالرسل وتعاليمهم سواء كانوا من أصحاب موسى أم عيسى أم محمد أم غيرهم من الأنبياء والمرسلين عليهم أفضل الصلاة والتسليم.
وعددهم كما قال تعالى: "ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (14)" الواقعة.
وحدد رب العزة الفرق في السبق ما بين أوائل المؤمنين وأواخرهم، قال تعالى:
"وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأرض لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10)" الحديد، وقال تعالى عن المهاجرين والأنصار: "وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)" التوبة، فهل يستوي من قاتل  ودافع عن الدين  مع  نبيه وأَقيم الدين على دماءه مع من أتى من بعده واستلم الدين  جاهزا مجهزا ؟ بالطبع لا.
ولهذا ثبت في الصحاح وغيرها من غير وجه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، كذلك الحال مع بقية الأنبياء، ولكن  السابقين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أكثر، لما ذكر سابقا من حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن أكثر أهل الجنة هم من أمته صلى الله عليه وسلم، وحتى لا يظلم ربك أحدا فإنه جعل لمن يأتي بعد زمن أي نبي درجة تماثل السابقين ولهذا قال قليل من الأخرين، أي قليل من متأخري قوم موسى قبل مجيء سيدنا عيسى من عمل عملا يساوي أو يقارب به عمل  السابقين فيكون منهم، ومن متأخري قوم عيسى من الموحدون الذين قاتلوا من أجل الحق إلى مجيء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وممن جاء بعد زمن الصحابة والتابعين من المسلمين إلى يوم القيامة ممن وصلت أعماله إلى درجات أعمال السابقين، وسبب تفضيل السابقين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم على غيرهم أكانوا من الأولين وهم الأكثرية أو الآخرين وهم الأقلية، أنهم يدخلون الجنة بلا حساب وهذا سبب عدم ذكرهم ما بين أصحاب اليمين أو الشمال، ففي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال: (عرضت علي الأمم فجعل يمر النبي معه الرجل والنبي معه الرجلان والنبي معه الرهط والنبي ليس معه أحد ورأيت سوادا كثيرا سد الأفق فرجوت أن يكون أمتي فقيل هذا موسى وقومه ثم قيل لي انظر فرأيت سوادا كثيرا سد الأفق فقيل لي انظر هكذا وهكذا فرأيت سوادا كثيرا سد الأفق فقيل هؤلاء أمتك ومع هؤلاء سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب)، وهؤلاء هم السابقون المقربون اللهم اجعلنا منهم، وفي  الأخير أرى أن النصارى مرتزقة مزورين يلعبون بالألفاظ والمعاني ويوهمون الناس بالباطل عليهم من الله ما يستحقون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق