الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

22- التناقض والاختلاف حول إبليس من الجن أم من الملائكة ؟



22- التناقض والاختلاف حول إبليس من الجن أم من الملائكة ؟
الشبهة:
من الملائكة: قال تعالى: "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)" البقرة.
من الجن: قال تعالى: "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50)" الكهف.

الرد على الشبهة:
إبليس من الجن كان موجود في جماعة الملائكة فالآية 50 من سورة الكهف توضح كون إبليس من الجن وبالتالي تفسر حال إبليس في الآية 34 من سورة البقرة وغيرها من الآيات التي تتحدث عن رفض إبليس السجود لآدم كما أمر الله عز وجل خلقه.
فالآية 34 من سورة البقرة لا تذكر لا من قريب أو بعيد أن إبليس من الملائكة حتى نقول إنها تعارض الآية 50 من سورة الكهف.
والغرض أن الله تعالى لما أمر الملائكة بالسجود لاَدم، دخل إبليس في خطابهم لأنه وإن لم يكن من عنصرهم إلا أنه كان قد تشبه بهم وتوسم بأفعالهم، فلهذا دخل في الخطاب لهم وذم في مخالفة الأمر. فقال تعالى: "وإذ قلنا للملائكة" أي لجميع الملائكة كما تقدم تقريره في أول سورة البقرة "اسجدوا لاَدم" أي سجود تشريف وتكريم وتعظيم، كما قال تعالى: "وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من صلصال من حمإ مسنون فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين". وقوله: "فسجدوا إلا إبليس كان من الجن" أي خانه أصله، فإنه خلق من مارج من نار، وأصل خلق الملائكة من نور، كما ثبت في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خلقت الملائكة من نور، وخلق إبليس من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم، فعند الحاجة نضح كل وعاء بما فيه، وخانه الطبع عند الحاجة وذلك أنه كان قد توسم بأفعال الملائكة وتشبه بهم وتعبد وتنسك، فلهذا دخل في خطابهم وعصى بالمخالفة، ونبه تعالى ههنا على أنه من الجن أي على أنه خلق من نار، كما قال: "أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين" قال الحسن البصري: ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط، وإنه لأصل الجن، كما أن آدم عليه السلام أصل البشر، رواه ابن جرير بإسناد صحيح عنه، ولا تناقض  في  الايات  كما  رأينا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق