الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

21- التناقض والاختلاف في عدد الملائكة الذين قاتلوا في غزوة بدر:




21- التناقض والاختلاف في عدد الملائكة الذين قاتلوا في غزوة بدر:
الشبهة:
ثلاثة آلالاف: قال تعالى "إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126)" آل عمران.
ألف من الملائكة: قال تعالى "إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10)" الأنفال.
الرد على الشبهة:
القول الأول: أن الآيتين تتحدثان عن معركة بدر، عن الحسن البصري وعامر الشعبي والربيع بن أنس وغيرهم، واختاره ابن جرير وقال الربيع بن أنس: أمد الله المسليمن ببدر  بألف، ثم صاروا ثلاثة آلاف، ثم صاروا خمسة آلاف، فإن قيل: فما الجمع بين هذه الآية على هذا القول، وبين قوله تعالى في قصة بدر: "إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين -إلى قوله- إن الله عزيز حكيم"؟
 فالجواب أن التنصيص على الألف –ههنا- لا ينافي الثلاثة الاَلاف فما فوقها، لقوله:"مردَفين" بمعنى يردفهم غيرهم ويتبعهم ألوف أخر مثلهم حيث قوله: "مردفين" قرأ نافع بفتح الدال اسم مفعول، وقرأ الباقون بكسرها اسم فاعل وانتصابه على الحال، والمعنى على القراءة الأولى: أنه جعل بعضهم تابعاً لبعض، وعلى القراءة الثانية: أنهم جعلوا بعضهم تابعاً لبعض أي يردف بعضهم بعضاً كما قال هارون بن عنترة عن ابن عباس "مردفين" متتابعين  وكذلك قال ابن عبـاس: أنّـي مُـمِدّكُمْ بألْفٍ مِنَ الـمَلائِكَةِ مُرْدِفِـينَ يقول: الـمزيد، كما تقول: ائت الرجل فزده كذا وكذا.
وهناك قول آخر: إن هذا الوعد متعلق بقوله: "وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال" وذلك يوم أُحد وهو قول مجاهد وعكرمة والضحاك والزهري وموسى بن عقبة وغيرهم. لكن قالوا: لم يحصل الإمداد بالخمسة الاَلاف لأن المسلمين فروا يومئذ، زاد عكرمة: ولا بالثلاثة الاَلاف لقوله تعالى: "بلى إن تصبروا وتتقوا" فلم يصبروا بل فروا فلم يمدوا بملك واحد وقوله: "بلى إن تصبروا وتتقوا" يعني: تصبروا على عدوكم، وتتقوني وتطيعوا أمري وروى من حديث حصين بن مخارق عن سعيد، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: لم تقاتل الملائكة إلا يوم بدر.
فلا تناقض إذن في الآيات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق