الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

20- التناقض والاختلاف في عدد الملائكة المتحدثين إلى مريم:




20- التناقض والاختلاف في عدد الملائكة المتحدثين إلى مريم:
الشبهة:
1- أكثر من ملاك واحد: قال تعالى "وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42)
يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)
ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44)
 إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45)
وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46)
 قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47)" آل عمران.
2- ملاك واحد: قال تعالى "فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17)
قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18)
 قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19)
 قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20)
 قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آية لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21)" مريم.

الرد على الشبهة:
لقد اختلط على النصراني بين الآيات في السورتين، فالآيات  في سورة آل عمران تتحدث عن  بشارة الملائكة لمريم حيث قال تعالى: "إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ"، وكان  حديث الملائكة معها إما بالوحي المباشر (أي التمثل بصور بشر) أو بالايحاء أو غيره من طرق الوحي يعلمها الله وكان الحديث معها من  الآية 42 إلى الآية 46،
وكان حديث الملائكة معها هو البشارة بمجيء عيسى عليه السلام ومما يؤكد حديثنا هنا هو عدم مخاطبة السيدة مريم عليها السلام للملائكة بل كان الخطاب من الملائكة لها فقط
وهذا يخالف الآيات في سورة مريم حيث كان الخطاب متبادل بين السيدة مريم وجبريل عليهما السلام.
بينما الآية 47 "قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ"
وهنا كان ردها لله بعد هذه البشارة وكان رد الله عز وجل لها في النصف الثاني من هذه الآية على لسان جبريل عليه السلام ويطابق للآيات في سورة مريم أي رد عليها عندما أتى يهب لها الغلام الذي وعدت به وبشرت به.
حيث أن الآيات في سورة مريم كما ذكرنا تتحدث عن مجيء الروح الأمين جبريل عليه السلام لها ليهب لها الغلام بإذن الله الذي بشرتها به الملائكة من قبل كما جاء في سورة آل عمران.
وبالتالي فالحديث في كلا السورتين يكمل بعضه ولا خلاف أو تناقض بينهما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق