الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

15- التناقض والاختلاف حول نجاة فرعون أم غرقه:



15- التناقض والاختلاف حول نجاة فرعون أم غرقه:
الشبهة:
هل الله نجى فرعون ثم آمن بالإسلام أم أنه غرق كافرا ؟
فرعون ينجى من الغرق ويؤمن ويصير مسلما
فرعون يغرق هو جنوده
وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ البَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِينَ
( سورة يونس / 90- 92)

إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الأرض فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعاً (سورة الإسراء 17: 102 و103).
آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ المُفْسِدِينَ فَاليَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آية  (سورة يونس 10: 89-92)
فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي اليَمِّ فَا نْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (سورة القصص 28: 40). فأخذناه وجنوده فنبذناهم( = طرحناهم) فى أليم(= البحر المالح فغرقوا) فانظر كيف كانت عاقبه الظالمين(= حين صاروا للهلاك) ( سورة القصص / 40 )  تفسير الجلالين ج2 ص83

الرد على الشبهة:
قصة فرعون وموسى عليه السلام معروفة للعوام ولكن حتى نضع النقاط على الحروف وننزع أي التباس قد يحدث
لذا سوف نفصل بعض التفصيل، قال تعالى: "وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آَتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (88) قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (89) وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آية وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92)" يونس.
فموسى في الآية 88 دعى الله أن ينزل عذابه على فرعون وشدد على أن لا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم فاستجاب الله عز وجل وكان هذا فعلا ما حدث لفرعون وجنوده  فغرقوا  وعندما رأى العذاب أي رأى ملك الموت وعلم أن الله حق وأن موسى كان صادق
قال آمنت فرد عليه الله عز وجل الآن آمنت وقد عصيت من قبل وكنت من المفسدين، قال تعالى عن الذين  ينكرون وجوده والإيمان به ويسخرون من أوليائه: "وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (21) يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا (22)" الفرقان،
وهذا فعلا ما حدث لفرعون فهو أنكر الله واستكبر فعندما رأى ملائكة الموت فلا بشرى له ولم ينفعه إيمانه حينها،  فمات وبقى بدنه ظاهرا للعيان في ذلك الزمن ولمن تبعهم من البشر ليكون آية ولكن أكثر الناس عن معجزات الله غافلون،
والحقيقة أن هذه الشبهة لا تستحق حرف واحد في الرد عليها فالرد واضح من الشبهة نفسها فلو لاحظ القارئ أن صاحب الشبهة قد وضع الآية 90 من سورة يونس في جانب ووضع الآية 91 و92 من نفس السورة في الجانب المقابل وأظهر أن الأولى تتحدث عن نجاة فرعون وأن الثانية تتحدث عن غرقه ونسى أو تناسى أن الأولى تتحدث عن وقت رؤية فرعون للموت وملائكة الموت فآمن عندها ولا ينفع الإيمان عندها أي عند رؤية ملائكة الموت فقد أخرج الترمذي وغيره عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ، والآية الثانية تتحدث عن موت فرعون وبقاء جثته كما هي عبرة للبشر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق