الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

14- التناقض والاختلاف فى عدم إيذاء الكفار – أم قتلهم:



14- التناقض والاختلاف فى عدم إيذاء الكفار – أم قتلهم:
الشبهة:
قتل الكفار
عدم إيذاء الكفار
حرِّض على قتلهم: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ المُؤْمِنِينَ عَلَى القِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مَائَتَيْن
(سورة الأنفال 8: 65)
لا تؤذهم: وَلاَ تُطِعِ الكَافِرِينَ وَالمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَّكَلْ عَلَى اللهِ وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلاً
(سورة الأحزاب 33: 48)
قتال في الدين: وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلهِ (سورة البقرة 2: 193)
لا إكراه في الدين: لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (سورة البقرة (256:2)
أخذ الجزية منهم: قَاتِلُوا الذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِاليَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (سورة التوبة 29:9)
بذل الأموال لهم: لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (سورة البقرة (272:2)
ملاحقتهم بالاضطهاد: وَدُّوالوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَا قْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً (سورة النساء (89:4)
تركهم وشأنهم: قُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ البَلَاغُ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالعِبَادِ (سورة آل عمران (20:3)
الدعوة بالسيف: فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ المُؤُمِنين (سورة النساء 4: 84)

الدعوة بالحسنى: اُدْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْ هُمْ بِالتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالمُهْتَدِينَ (سورة النحل 16: 125)
ذّبح الكفار: إِذَا لقِيتُمُ الذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الوَثَاقَ سورة (محمد 4:48)
أنت لست عليهم بوكيل : وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (سورة الأنعام 6: 107)
الجهاد بالقتل فمأواهم جهنم : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ (سورة التوبة 9: 73)
لا تكره الناس على الإيمان : وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الأرض كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الذِينَ لاَ يَعْقِلُون (سورة يونس 99و100:10)
ولهذا فتك محمد بمعارضيه في الدين، مثل كعب ابن الأشرف، وأبي عفك الشيخ، وأبي رافع بن أبي عقيق.
الكفار هم غير المسلمين أيا كنت عقيدتهم – مسيحين ويهود وثنيين لادينيين.. الخ

الرد على الشبهة:
قال تعالى"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65)" الأنفال
الآية واضحة في الحديث عن الكفار من مشركي قريش وهي أمر من الله جل وعلا لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم أن يحرض المؤمنين على القتال ضد كفار قريش لما بدأه الفكر من قريش بالعداء على المسلمين فقد لاقى المسلمين في مكة الويلات من العذاب من قبل كفار قريش قتلوا وحوصروا ونكلوا وعذبوا وطردوا من مكة بعد أخذ كل ما يملكون، علما أن الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين قد مكثوا في مكه 13 عاما يدعون كفارها بالحسنى ولكن ما لبث المشركين أن يؤذوهم ويعذبوهم كما ذكرنا سالفا، وكانت من نتائج تصرفات كفار قريش ليس فقط منع الدعوة من الوصول إلى كافة الناس في الجزيرة العربية بل محاولة يائسة من المشركين للقضاء على الدعوة الاسلامية في مهدها مما اضطر بالمسلمين أن يدافعوا عن أنفسهم بشتى الوسائل ولهذا نزلت الآية الجلية في أمر الرسول صلى الله عليه وسلم في تحريض المؤمنين على القتال للدفاع عن أنفسهم ومعتقدهم وهذا حق في كل الشرائع والأديان على مر العصور والازمان .
أما الآية الثانية فقوله تعالى: " وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (48)" الأحزاب،
أن هذه الآية منسوخة بآية السيف كما ذكر المفسرين، "ولا تطع الكافرين والمنافقين" أي لا تطعهم فيما يشيرون عليك به من المداهنة في الدين، وفي الآية تعريض لغيره من أمته لأنه صلى الله عليه وسلم معصوم عن طاعتهم في شيء مما يريدونه ويشيرون به عليه، وقد تقدم تفسير هذه الآية في أول السورة "ودع أذاهم" أي لا تبال بما يصدر منهم إليك من الأذى بسبب يصيبك في دين الله وشدتك على أعدائه، أو دع أن تؤذيهم مجازاة لهم على ما، يفعلونه من الأذى لك، فالمصدر على الأول مضاف إلى الفاعل. وعلى الثاني مضاف إلى المفعول، وهي منسوخة بآية السيف.
التناقض الثاني المزعوم: قتال في الدين:
 وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلهِ
)سورة البقرة 2: 193) تناقض لا إكراه في الدين: لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (سورة البقرة 2: 256)
الرد على الشبهة:
 الآية الأولى قوله تعالى "وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ" (البقرة: 193).
 نلاحظ أن الآية السابقة واضحه وضوح الشمس وهو قتال المشركين أو أصحاب الفتن وكما قال أهل العلم. أي لا تعتدوا إلا على من ظلم وهو من لم ينته عن الفتنة ، لهذا قال الحق جل وعلا في آخر الآية " فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ". ومما يؤكد ما ذهبنا إليه قوله تعالى في الآية 191 من نفس السورة: "وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوَاْ إِنّ اللّهَ لاَ يُحِبّ الْمُعْتَدِينَ" أي الذين يبدأون في القتال فيجب قتالهم وهذا في كل الشرائع، وأنهى الحق جل وعلا الآية: "وَلاَ تَعْتَدُوَاْ إِنّ اللّهَ لاَ يُحِبّ الْمُعْتَدِين" ، وتفسير الآية كما ذكر ابن كثير رحمه الله تعالى: أي قاتلوا في سبيل الله، ولا تعتدوا في ذلك ويدخل في ذلك ارتكاب المناهي، كما قاله الحسن البصري: من المثلة والغلول وقتل النساء والصبيان والشيوخ، الذين لا رأي لهم ولا قتال فيهم، والرهبان وأصحاب الصوامع، وتحريق الأشجار، وقتل الحيوان لغير مصلحة، كما قال ذلك ابن عباس وعمر بن عبد العزيز ومقاتل بن حيان وغيرهم، ولهذا جاء في صحيح مسلم، عن بريدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «اغزوا في سبيل الله وقاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا الوليد ولا أصحاب الصوامع» رواه الإمام أحمد، وعن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث جيوشه قال «اخرجوا باسم الله قاتلوا في سبيل الله من كفر بالله لا تعتدوا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا الولدان ولا أصحاب الصوامع» رواه الإمام أحمد، ولأبي داود عن أنس مرفوعاً نحوه، ومما نلاحظة أن الآية لم تتطرق لا من قريب ولا بعيد لمسألة إكراه الناس على الدخول في الإسلام. وهذا يدل مرة أخرى على جهالة أصحاب الشبه.
أما الآية الثانية: "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256(،
فهي أحد الأدلة القوية على سماحة الإسلام، ومن نتائج هذه الآية وغيرها ما نعايشة اليوم من وجود للطوائف والشرائع المختلفة والتي عاشت تحت ظل الدولة الإسلامية معززة ومكرمة
بعكس النصرانية التي محت المسلمين في الأندلس عن بكرة أبيهم ومن قبلهم نكلت وذبحت أتباع الأديان الوثنية في أوروبا، وما فعلوه باليهود في منطقة فلسطين عندما ملكوا الحكم في القرون الأولى من الألف الأول للميلاد .
التناقض الثالث المزعوم: أخذ الجزية منهم:
 قَاتِلُوا الذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِاليَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (سورة التوبة)، تناقض بذل الأموال لهم: لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (سورة البقرة 272).
الرد على الشبهة:
قال تعالى: "قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)" التوبة، والقتال المفروض هنا على الذين يمنعون المسلمين من توصيل الدعوة إلى الناس وانقاذهم من براثن الظلام، فالقتال المفروض هنا ضد الذين يحاربون الدين من اليهود والنصارى ويمنعونه من الوصول إلى عامة الناس بالحسنى ، وقد فرضت الجزية على الأفراد الذين هم تحت كنف الدولة الإسلامية مقابل حمايتهم، فالمسلم يدفع الزكاة والكتابي يدفع الجزية،  والجزية، والزكاة في تعريفها المعاصر تقابل الضرائب ونحوها من المستحقات التي تدفع للدولة في الوقت الحالي، أما الآية الثانية "لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272)" البقرة،
وسبب نزول هذه الآية ، قال ابن أبي حاتم: أنبأنا أحمد بن القاسم بن عطية، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن يعني الدشتكي، حدثني أبي عن أبيه، حدثنا أشعث بن إسحاق عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأمر بأن لا يتصدق إلا على أهل الإسلام، حتى نزلت هذه الآية "ليس عليك هداهم" إلى آخرها، فأمر بالصدقة بعدها على كل من سألك من كل دين، وهذا لا يعارض مبدأ الجزية، الجزية: مال مستقطع من دخل كل إنسان (كالضريبة) ويسقط منها كل إنسان لا يتسطيع من أهل أي دين يعيش تحت ظل الدولة الإسلامية. وبالتالي تحق عليه الصدقة، وهذا أيضا دليل قوي على رحمة الإسلام، وأحب أن أذكر هنا قصة الخليفة عمر الفاروق رضي الله عنه مع اليهودي المتسول والتي ذكرها غير واحد من أهل العلم ـ منهم أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب الأموال، وابن زنجويه في كتاب الأموال ـ وتناقله كثير من أهل العلم ـ منهم الإمام السيوطي في جامع الأحاديث، وابن القيم في أحكام أهل الذمة وصاحب كنز العمال ، أن عمر بن الخطاب كان يسير يوماً في الطريق فرأى رجلاً يتسول، فقال له مالك يا شيخ؟ فقال الرجل: أنا يهودي وأتسول لأدفع الجزية، فقال عمر: والله ما أنصفناك نأخذ منك شاباً ثم نضيعك شيخاً والله لأعطينك من مال المسلمين، وأعطاه عمر ـ رضي الله عنه ـ من مال المسلمين، فالآيتان تتكلمان عن محورين متكاملين كل منهما يكمل الآخر وليس بينهما أي تضاد .
التناقض الرابع المزعوم: ملاحقتهم بالاضطهاد:
وَدُّوا لوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَا قْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً (سورة النساء 4:89)، يناقض تركهم وشأنهم: قُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ البَلَاغُ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالعِبَادِ (سورة آل عمران 3:20).
الرد على الشبهة:
 يجهل النصراني أبسط المصطلحات القرآنية، كالفرق بين الكافر والمنافق والمشرك والنصراني واليهودي، فهنا الآية تتحدث عن المنافقين وإذا رجعنا إلى الآية التي تسبقها ، فالحق جل وعلا يقول: "فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (88)" النساء، ثم يقول الحق جل وعلا: "وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (89") النساء، وكما نعلم فإن حال المنافقين يختلف عن حال الكفار، والمنافق كما يسمى في كل مجتمع ودين وفكر وشعب بالخائن (الطابور الخامس) الذي يظهر عكس ما يبطن وبالتالي فإن خطره أكبر على الأمة ومنها استحق عقوبة القتل.
أما الآية الثانية: "فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20)" آل عمران، فهي تخص أهل الكتاب ، وبالتالي فإنه لايوجد أي تناقض يذكر، ولكن هناك جهل وتناقض في عقول النصارى.
التناقض الخامس المزعوم: الدعوة بالسيف: فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا (سورة النساء 4:84) تناقض الدعوة بالحسنى: اُدْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالمُهْتَدِينَ (سورة النحل 16:125).
الرد على الشبهة: قال تعالى: "فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا (84)" النساء،
 أولا: الآية خاصة بالمنافقين كما ذكر المفسرون: فالآيات التي تسبقها من خلال سياقها تتكلم عن المنافقين  ، ففي الآية 80 من نفس السورة يقول تعالى: "مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) النساء،
 فكيف يوجه الكلام لأهل الكتاب بالطاعة للرسول وهم أصلا لايؤمنون به،
ولكن المنافقين والذين يدّعون انهم مسلمون فأن دليل طاعتهم لله تكون من خلال طاعتهم للرسول صلى الله عليه وسلم. وإذا افترضنا أن الآية 84 من سورة النساء تتكلم عن الكفار بشكل عام فهي تتكلم عن الذين يجهرون بالعداء ويبدأون به فهنا الله جل وعلا يحث نبيه على قتالهم وأن يحرض المؤمنين على قتالهم ،
** فلم تذكر الآية أن أجبر الناس على الدخول في الإسلام بالسيف كما يدعي هذا الأحمق، لأن أبسط دليل على كذبه وادعائه وتخريفه أنه مسيحي قبطي مصري يحيا في القرن الحادي والعشرين فلو صدقت دعواه لم يكن ليولد أصلا لأنه لما كان هناك أقباط أو نصارى أو غيرهم من أصحاب الديانات الأخرى في البلاد الإسلامية ولكن العكس صحيح نرى نصارى بالملايين وهذا سببه يعود لسماحة الإسلام معهم ولكن جزاء الإحسان معهم هي الإساءة،
أما الآية الثانية فهي تحض على الدعوة مع كل إنسان مسلم أو غير مسلم بالحكمة وهذا هو هدف الإسلام العظيم ورسالته الخالدة.
التناقض السادس المزعوم: ذبح الكفار: إِذَا لقِيتُمُ الذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الوَثَاقَ (سورة محمد (47:4)، تناقض
أنت لست عليهم بوكيل:
وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (سورة الأنعام 6: 107).
الرد على الشبهة: قال تعالى: "فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4)" محمد،
 إن هذه الآية تتكلم عن أثناء وقت المعركة مع الكفار فضرب في الرقاب..إلخ ودليلنا قوله تعالى: "حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا" في نفس الآية، أي تطبق أحكام هذه الآية أثناء الحرب مع الكفار وحتى تضع الحرب أوزارها.
التناقض السابع المزعوم: الجهاد بالقتل فمأواهم جهنم: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ )سورة التوبة 9:73)، تناقض
لا تكره الناس على الإيمان: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الأرض كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الذِينَ لاَ يَعْقِلُون (سورة يونس 10: 99 و100).
الرد على الشبهة: قال تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (73)" التوبة، ومثلها قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (9)" التحريم.
 قال الإمام عبد الرحمن السعدي في تفسيره لهذه الآية: حيث اقتضت الحال الغلظة عليهم. وهذا الجهاد يدخل فيه الجهاد باليد، والجهاد بالحجة واللسان، فمن بارز منهم بالمحاربة فيجاهد باليد، واللسان، والسيف، والسنان. ومن كان مذعنا للإسلام، بذمة أو عهد، فإنه يجاهد بالحجة والبرهان ويبين له محاسن الإسلام، ومساوئ الشرك والكفران. أما الآية الثانية فإنها تتحدث عن من كان مذعنا للإسلام، بذمة أو عهد، فإنه يجاهد بالحجة والبرهان ويبين له محاسن الإسلام، ومساوئ الشرك والكفران.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق