الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

10- التناقض والاختلاف في القسم بالبلد (مكة)


 
-10 التناقض والاختلاف في القسم بالبلد (مكة(:
الشبهة:
هل الله يناقض نفسه مرة يقسم وأخرى لا يقسم ؟
الله يقسم بمكة
الله لا يقسم بمكة
وَهَذَا (= قسم) البَلَدِ الأَمِينِ (سورة التين 3:95)
لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا البَلَدِ (سورة البلد 1:90)

الرد على الشبهة:
أولا: يقول الحق جل وعلا: "وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3)" التين
يقول ابن كثير في تفسيره : (وهذا البلد الأمين) يعني مكة قاله ابن عباس ومجاهد وعكرمة والحسن وإبراهيم النخعي وابن زيد وكعب الأحبار ولا خلاف.
ثانيا: الآية الثانية، قال تعالى "لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1") البلد ، يقول النصراني الخبيث  أن هذه الآية تعني أن الله لا يقسم بمكة، فسبحان من خلق الجهل ، قال ابن كثير : هذا قسم من الله تبارك وتعالى بمكة أم القرى في حال كون الساكن فيها حالا لينبه على عظمة قدرها في حال إحرام أهلها قال خصيف عن مجاهد (لا أقسم بهذا البلد) (لا) رد عليهم (أقسم بهذا البلد) وقال شبيب بن بشر عن عكرمة عن بن عباس (لا أقسم بهذا البلد) يعني مكة، ولا في أول القسم  وارد  في  القرآن ، قال تعالى "لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2)" القيامة.
قال الشوكاني : قوله: 1- "لا أقسم بيوم القيامة" قال أبو عبيدة وجماعة من المفسرين: إن لا زائدة، والتقدير: أقسم. قال السمرقندي: أجمع المفسرون أن معنى لا أقسم: أقسم، واختلفوا في تفسير لا، فقال: بعضهم: هي زائدة، وزيادتها جارية في كلام العرب كما في قوله: " ما منعك أن لا تسجد " يعني أن تسجد، و"لئلا يعلم أهل الكتاب"
وفي  تفسيره  لآية  "لا أقسم بهذا البلد (1)" سورة البلد، قال الشوكاني:
قوله: 1- "لا أقسم" لا زائدة، والمعنى أقسم "بهذا البلد" وقد تقدم الكلام على هذا في تفسير "لا أقسم بيوم القيامة" ومن زيادة لا في الكلام في غير القسم قول الشاعر: تذكرت ليلى فاعترتني صبابة وكاد صميم القلب لا يتصدع أي يتصدع، ومن ذلك قوله: " ما منعك أن لا تسجد " أي أن تسجد. قال الواحدي: أجمع المفسرون على أن هذا قسم بالبلد الحرام وهو مكة. قرأ الجمهور "لا أقسم". وكما ذكرت  فلا في تأكيد القسم  متكررة  في القرآن الكريم.
وكذلك  كما  ذكرنا  سابقًا  في  قوله  تعالى: "قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12)" الأعراف، أي ما منعك أن تسجد ، وبالتالي  يتضح لنا الأمر أن  النصارى جهلة في منتهى قمة الجهل، فالآية صريحة فهمها العرب  الأولون أصحاب اللغة النقية والنحو الصحيح، فالله عز وجل يقسم في مكة المكرمة في كلا  الآيتين ولا تناقض  موجود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق