الأحد، 6 ديسمبر 2015

الشبهة الخامسة(قول بولس عن المسيح: " فقد حسن لدى الله أن يحل به الكمال كله )




الشبهة الخامسة(قول بولس عن المسيح: " فقد حسن لدى الله أن يحل به الكمال كله )
قول بولس عن المسيح: " فقد حسن لدى الله أن يحل به الكمال كله "، ثم قوله: " فـفـيه (أي في المسيح) يحل جميع كمال الألوهية حلولا جسديا " [13]

الرد على هذه الشبهة:

إذا رجعنا لرسائل بولس، عرفنا أن مقصوده من حلول الكمال الإلـهي في شخص ما، ليس معناه أبدا حلول الذات الإلـهية فيه أو اتحادها به و تحول الشخص لله!! بل هو تعبير عن المعية الإلـهية و حصول التأييد و التوفيق الإلـهي بحيث يكون الشخص مجلى تنعكس فيه صفات الله من علم و حكمة و استقامة و قداسة و عدل و رحمة و قدرة خارقة و و.... و الدليل على ذلك أن بولس يرى أن روح الله و كمال الله حال في كل المؤمنين الصادقين و القديسين البارين، حيث يقول في رسالته إلى أهل رومية:

" أما أنتم فلستم تحيون بالجسد، بل في الروح لأن روح الله حال فيكم "

و يقول أيضا في رسالته إلى أهل أفسس:

"... و تعرفوا محبة المسيح التي تفوق كل معرفة، فتمتلئوا بكل ما في الله من كمال "

و من الواضح أن بولـس لا يدعو مسيحيي أفسس أن يصبحوا الله و لا بأن ذات الإلـه حالة في المؤمنين من أهل رومية! و إنما يريد بعباراته: " حلول الكمال الإلـهي " أو " حل به كمال الله " أو " روح الله حال فيه " التعبير عن التأييد الإلـهي للمؤمنين و أن روح الله بمعنى المحبة و القداسة و الأناة و الشفقة و العدل و الحكمة و... الكمالات الإلهية صارت إليهم و معهم و بهم، فصاروا مع الله منقطعين عن أنفسهم و ذواتهم و أهوائهم و عن سائر الأغيار، فانين بكليتهم في الله و إرادته.

و لعل هذا النمط من التعبير يشابه ماورد في الإسلام، في الحديث القدسي الشريف الذي أخرجه الإمام البخاري في صحيحه بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ): " إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب و ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه و ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصره به و يده التي يبطش بها و رجله التي يمشي بها... الحديث " [14]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق