الأحد، 6 ديسمبر 2015

الشبهة التاسعة (كيف يُـقال لمسيح أنه ابن داود،)




الشبهة التاسعة (كيف يُـقال لمسيح أنه ابن داود،)
قول المسيح عليه السلام لليهود: " كيف يُـقال لمسيح أنه ابن داود، و داود نفسه يقول في كتاب المزامير (( قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك موطئا لقدميك)) فداود نفسه يدعو المسيح ربا، فكيف يكون المسيح ابنه؟ " [21]


الرد على هذه الشبهة :

الحقيقة أن من يتأمل تلك الجملة التي استشهد بها السيد المسيح عليه السلام من سفر المزامير معتبرا إياها بشارة في حقه، يراها دليلا واضحا على نفي إلـهية المسيح لا على إثبات إلـهيته!

فعبارة المزامير تقول: [قال الرب (أي الله سبحانه وتعالى) لربي (أي المسيح) اجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك موطأً لقدميك]، و بناء على هذه الجملة لا يمكن أن يكون المقصود من كلمة ربي الثانية هو الله أيضا، و ذلك لأن المعنى سيصبح عندئذ: قال الله لِـلَّه اجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك موطئا لقدميك!! و كيف يجلس الله عن يمين نفسه!؟ ثم إذا كان ربي الثانية إلها فإنه لا يحتاج لأحد حتى يجعل أعداءه موطئا لقدميه، بل هو نفسه يسخر أعداءه بنفسه و لا يحتاج إلى من يسخرهم له، هذا كله عدا عن أن مخاطبة الله لإلـه آخر تعني وجود إلهين اثنين و هذا يناقض عقيدة التوحيد التي هي أساس الرسالات السماوية! فهذا كله يؤكد أن ربي الثانية ليس الله و لا بإلـه ثان بل لا بد أن يكون معناها شيئا غير ذلك، فما هو؟

الحقيقة أن ما يريده المسيح عليه السلام من عبارته تلك هو تذكير اليهود بمقامه العظيم ـ الذي تشير إليه عبارة نبيهم داود عليه السلام ـ قائلا لهم: كيف تعتبرون المسيح مجرد ابنٍ لداود مع أن داود نفسه اعتبر المسيح الآتي المبشر به و الذي سيجعله الله دائنا لنبي إسرائيل يوم الدينونة: ربَّاً له: أي سيدا له و معلما ؟!

و بمراجعة بسيطة للأناجيل ندرك أن لفظة الرب تستخدم بحق المسيح بمعنى السيد و المعلم، و قد سبقت الإشارة لذلك و لا مانع أن نعيدها هنا، فقد جاء في إنجيل يوحنا (1/38): " فقالا: ربي! الذي تفسيره يا معلم، أين تمكث؟ " و جاء فيه أيضا: (20/16): " قال لها يسوع: يا مريم! فالتفتت تلك و قالت له: ربوني! الذي تفسيره يا معلم ".

هذا ما ذكرته بنفسي دون الاطلاع على النص الأصلي لتلك البشارة كما جاء في الترجمة العربية الحديثة للكتاب المقدس، التي قامت بها الرهبانية اليسوعية ببيروت (1989)، فلما راجعت هذا النص وجدت ترجمتهم له عين ما توصلت إليه، فقد جاء في المزمور 110 / آية 1 ما يلي: " قال الرب لســـيَّدي: اجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك موطئا لقدميك ". و الحمد لله الذي أظهر الحق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق