الأحد، 6 ديسمبر 2015

التوحيد و الثالوث.

التوحيد و الثالوث.
معنى التوحيد  :
التوحيد هو  " إفراد الله سبحانه و تعالى بما يختص به. "
و أنواع التوحيد  ثلاثة
الأول : توحيد الربوبية  و هو " إفراد الله سبحانه وتعالى بالخلق و الملك و التدبير "
(شرح الأصول الثلاثة .ابن عثيمين. ص39)
أي أن توحيد الربوبية خاص باعتقادنا نحن و أفعال الله تعالى.
 فتوحيدنا للربوبية هو بمعنى الإعتقاد و الإيمان أن الخالق هو الله والمحيي هو الله و المميت هو الله و الشافي هو الله ... فلا ننسب أفعال الله تعالى لغيره فنعتقد أن غير الله من يخلق أو يشفي أو يرزق.
الثاني : توحيد الألوهية  وهو " إفراد الله سبحانه و تعالى بالعبادة بأن لا يتخذ الإنسان مع الله أحدا" يعبده و يتقرب إليه كما يعبد الله تعالى و يتقرب إليه".  ( المصدر السابق. ص40 )
أي أن توحيد الألوهية مختص بأفعال العباد.
فتوحيدنا للألوهية يعني أن أفعال وأمور العبادة توجه لله تعالى فقط.

بمعنى : إفراد الله سبحانه بجميع ما تعبّد العباد به من دعاء وخوف ورجاء وصلاة وصوم وذبح ونذر وغير ذلك من أنواع العبادة على وجه الخضوع له والرغبة والرهبة مع كمال الحب له سبحانه والذل لعظمته .( العقيدة الصحيحة- بن باز ).
الثالث : وهو توحيد الأسماء و الصفات  وهو " إفراد الله سبحانه و تعالى بما سمى به نفسه ووصف به نفسه في كتابه , أو على لسان رسوله صلى الله عليه و سلم و ذلك بإثبات ما أثبته , ونفي ما نفاه من غير تحريف و لا تعطيل , ومن غير تكييف و لا تمثيل".( شرح الأصول الثلاثة- بن عثيميين. ص40).
وما يضاد التوحيد هو الشرك الشرك نوعان:
النوع الأول :  شرك أكبر وهو( نوع عملي) صرف شي من العبادة لغير الله، كدعاء غير الله والتقرب بالذبائح والنذور لغير الله من القبور والجن والشياطين و( نوع اعتقادي)الخوف من الموتى أو الجن والشياطين أن يضروه أو يمرضوه، ورجاء غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله من قضاء الحاجات وتفريج الكربات .
النوع الثاني:  شرك أصغر ( لا يخرج من الملة لكنه ينقص التوحيد)
 وهو قسمان:
القسم الأول: شرك ظاهر وهو ألفاظ وأفعال، فالألفاظ كالحلف بغير الله , وقول: ما شاء الله وشئت...
وأما
الأفعال: فمثل لبس الحلقة والخيط لرفع البلاء أو دفعه ومثل تعليق التمائم خوفا من العين وغيرها إذا اعتقد أن هذه أسباب لرفع البلاء أو دفعه فهذا شرك أصغر. لأن الله لم يجعل هذه أسبابا. أما إن اعتقد أنها(التمائم أو الأيقونات أو الصور )  تدفع أو ترفع البلاء بنفسها فهذا شرك أكبر لأنه تعلق بغير الله.
القسم الثاني
من الشرك الأصغر شرك خفي وهو الشرك في الإرادات والنيات ـ كالرياء والسمعة ـ كأن يعمل عملا مما يتقرب به إلى الله يريد به ثناء الناس عليه، كأن يحسن صلاته أو يتصدق لأجل أن يمدح ويثني عليه. أو يتلفظ بالذكر ويحسن صوته بالتلاوة لأجل أن يسمعه الناس فيثنوا عليه ويمدحوه. (كتاب التوحيد – الشيخ صالح الفوزان – باختصار).
مما سبق يتضح أن مفهوم الإسلام للشرك لا يعني فقط التصريح بعبادة أكثر من إله , بل يضم
1- ( عملي ) توجيه أي نوع من أنواع العبادة المستحقة لله تعالى إلى غير الله مثل :
دعاء أو طلب من غير الله  مثل رجال الدين  فيما لا يقدر عليه إلا الله - الدعاء و طلب العون من الأموات أو من التماثيل أو الصور. ( وهذه أنواع من الشرك ناتجة من عمل الإنسان نفسه "عملي").  
2- (اعتقادي ) الاعتقاد أن غير الله   يخلق أو يشفي أو يوفق .....
, كما يضاف إليه الاعتقاد أن التمائم أو الأيقونات أو الصور أو الصلبان تبعد الشر و تجلب الخير.
فمثال المريض يجب أن يكون معتقدا" أن الطبيب و العلاج أسباب من أسباب الشفاء والشافي هو الله تعالى وهكذا ترد الأسباب لمسببها الأول و هو الله تعالى.
3- تسمية الله سبحانه و تعالى أو وصفة بما لم يصف به نفسه. مثل إقنيم أو ثالوث أو أب وغيرها.  

الوحدانية في العهد القديم والجديد.
جاءت نصوص العهد القديم و الجديد تظهر وحدانية الله تعالى , فلم يذكر في أي من أسفار الكتاب المقدس أن هناك أكثر من إله, أو أكثر من رب , أو أن الإله الواحد عبارة عن ثالوث .
ولكن هناك بعض العبارات التي يتم تفسيرها وتأويلها من جانب النصارى لإثبات التثليث هذا مع احتفاظهم بعبارات وحدانية الله الصريحة و الواضحة التي لا يمكن إنكارها.
وقد وجد النصارى حلا" وسطا" للجمع بين القول بالتوحيد و القول بالتثليث , وهو التصريح بأن الثالوث لا ينافي الوحدانية و أن الله واحد في ثالوث أو ثلاثة في واحد ..!!.
 وسيتم بإذن الله تعالى عرض وتفنيد النصوص التي يتم الاستناد إليها لإثبات التثليث.

النصوص الصريحة الدالة على وحدانية الله تعالى سنكتفي بمثالين من كل عهد:
العهد القديم " فَاعْلمِ اليَوْمَ وَرَدِّدْ فِي قَلبِكَ أَنَّ اَلرَّبَّ هُوَ اَلإِلهُ فِي اَلسَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَعَلى اَلأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ. ليْسَ سِوَاهُ " (تثنية 4/39).
" إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: اَلرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ ".(ثنية 6/4).

العهد الجديد
إجابة المسيح على الشاب الغني: " لا صالِحَ إِلاَّ اللهُ وَحدَه "(مرقس 10/18).

 " فأَجابَ يسوع: الوَصِيَّةُ الأُولى هيَ: اِسمَعْ يا إِسرائيل: إِنَّ الرَّبَّ إِلهَنا هو الرَّبُّ الأَحَد. " (مرقس12/29).

نصوص إستدلال و إثبات الثالوث و الرد عليها :

كما ذكرنا سابقا" أنه :
 ( أ)   لم يأت أي نص صريح واضح يبين أو يشير أو يدل على الثالوث.
 (ب)  لم يأت ذكر لكلمة الثالوث في الكتاب المقدس سواء العهد القديم أو الجديد
 (ج)  لم تذكر كلمة إقنيم أو أقانيم أو أن الواحد ثلاثة  بأي من أسفار الكتاب المقدس.

ولكن يستدل النصارى على وجود الثالوث بثلاثة نصوص رئيسية : 1- النص الأول :
إنجيل متى 28 : 19 :(( فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأمم وَعَمِّدُوهُمْ باسم الآب وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. ))
يقول النصارى  : " إن الوحدانية واضحة من قوله عمدوهم باسم و لم يقل عمدوهم بأسماء لأننا لا نؤمن بثلاثة آلهة لها ثلاثة أسماء ("اسم" مفرد و ليس " أسماء " جمع مما يعني أن الثلاثة هم واحد !.)

الرد  :  هذا الاستدلال يمكن نقضه بثلاثة طرق :
الطريقة الأولى لنقض النص الأول :  بمثال مشابه لنفس العبارة  مثل :
 "على الجيوش العربية أن تقاتل باسم العروبة والإسلام والشرف والكرامة والعدل ".
 هل العبارة بها خطأ ؟! لا .... لا يوجد خطأ و في نفس الوقت الخمسة ليسوا واحد !!.
 بذلك اسم لا تعني أن ما بعدها يجب أن يكون واحد.
مثال آخر: " قاتلوا إسرائيل باسم مصر و سوريا و فلسطين.  ( و الثلاثة ليسوا واحدا" ) .
وهذا ما يسمى في اللغة جواز إفراد المضاف مع تعدد المضاف إليه
مثل قول الله تعالى
{أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} (87) سورة آل عمران
فجاء القول بالمفرد ( لعنة) و لم يأت بالجمع ( لعنات).
الطريقة الثانية لنقض النص الأول :إحضار أمثلة من العهد القديم فيها استخدام كلمة اسم و ما بعدها جمع مثل :تث 18:20  وأما النبي الذي يطغي فيتكلم باسمي كلاما لم أوصه أن يتكلم به أو الذي يتكلم باسم آلهة أخرى فيموت ذلك النبي. .........( لاحظ أن النص قال باسم آلهة أخرى ولم يقل بأسماء آلهة أخرى.)
 مثال آخر :
1مل 18:24  ثم تدعون باسم آلهتكم وأنا أدعو باسم الرب.والإله الذي يجيب بنار فهو الله. فاجاب جميع الشعب وقالوا الكلام حسن. (لاحظ أن النص لم يقل بأسماء آلهتكم ولكن قال باسم آلهتكم.)

وأحد النصوص السابقة بالإنجليزية هو :

De 18:20  But the prophet, which shall presume to speak a word in my name, which I have not commanded him to speak, or that shall speak in the name of other gods, even that prophet shall die.
( لاحظ أن بالنص السابق  other gods  جمع __و اسم Name   مفرد).
والأمثلة عديدة ويمكن البحث بالكتاب المقدس عن كلمة اسم أو اسمهم لمزيد من الأمثلة.
الطريقة الثالثة لنقض النص الأول :
جاء في كثير من المراجع و الكتب التي تنتقد إنجيل متى أن كثير من العلماء يعتقدون أن هذا النص لم يكن من وصايا السيد المسيح وأنه أدخل أو أضيف , والسبب المباشر لذلك أنه لو أن هذا القول كان قول السيد المسيح ووصيته لوعاها التلاميذ و لم يكن بطرس ليقول عمدوهم باسم يسوع فقط !!
فقالَ لهُم بُطرُسُ: ((تُوبوا وليَتعَمَّدْ كُلُّ واحدٍ مِنكُم باَسمِ يَسوعَ المَسيحِ)). أعمال الرسل 2: 38

2- النص الثاني
:
رسالة يوحنا الأولى 5 : 7 : (( فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآب، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ.)).
قبل الرد سنحتاج لإعطاء نبذة عن تراجم الكتاب المقدس:

نبذة عن التراجم
العهد الجديد الذي يضم هذه الفقرة أقدم مخطوطاته كانت باليونانية وكانت تتم عمل تراجم للكتاب المقدس من المخطوطات القديمة اليونانية إلى اللغة الإنجليزية.
في القرن السابع عشر قام ملك إنجلترا الملك جيمس بعمل ترجمة كاملة للكتاب المقدس و سميت ترجمة الملك جيمس (عام 1611 ) و انتشرت هذه الترجمة و أصبحت الأشهر وتسمى
KJV..
بعد فترة تم عمل تراجم أخرى بالاعتماد على وثائق ومخطوطات أقدم وتحري قدر أكبر من الدقة في الترجمة و التدوين .
فتم عمل نسخة الملك جيمس المعدلة( عام 1881 )  أو المنقحة 
وتسمى  النسخة القياسية المعدلة Revised standard Version ( RSV ). ومنها طبعات مختلفة 1971 و 1952 و..
وأجتمع علماء إنجلترا وقاموا بعمل ترجمة سميت الترجمة الإنجليزية القياسية
ESV  .
وقام علماء أمريكا بعمل ترجمة سميت الترجمة القياسية الأمريكية
ASV .
وقام علماء اللاهوت بالعالم أجمع بالاجتماع و عمل ترجمة سميت النسخة العالمية القياسية
ISV .
 
الرد الأول على النص الثاني :
النص السابق موجود بترجمة الملك جيمس و هي التي كان أغلب النصارى يأخذون عنها للغات الأخرى.وثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا النص دخيل وغير موجود إلا في بعض المخطوطات الحديثة و غير موجود في  المخطوطات الأقدم ، قرر ذلك الكثير من علماء اللاهوت مما أدى إلى حذف النص من التراجم الجديدة للكتاب المقدس فحذف هذا النص كل من :
1- الترجمة الكاثوليكية الحديثة أو الرهبانية اليسوعية "العربية" (منشورات دار المشرق - بيروت).
2- الترجمة العربية المشتركة.
3-  الترجمة التفسيرية للكتاب المقدس - (كتاب الحياة) -وضعته بين قوسين هكذا [ فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآب، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ ] وكتبت بالمقدمة أن ما بين الأقواس عبارة عن شرح وتفسير و غير موجود بالنص الأصلي.

هذا بالإضافة إلى أن التراجم الأجنبية الشهيرة حذفت النص وكما ذكرنا النص غير موجود في الترجمات الحديثة مثل :     
ISV, ESV,ASV,....Etcو ذكرت التراجم الفقرة التي قبله و الفقرة التي بعده وتجاهلت الفقرة المذكورة لعدم صحتها.
كمثال هذا ما جاء في الترجمة العالمية القياسية
ISV
1Jo 5:7  For there are three witnesses-
1Jo 5:8  the Spirit, the water, and the blood-and these three are one.
1Jo 5:9  If we accept....
و لكن لا يزال الأرثوذكس في مصر يفضلون العمل بنسخة تسمى" الفان دايك " وهي ترجمة لنسخة الملك جيمس القديمة التي تحتوي هذا النص  والذي ثبت بعد ذلك أنه كان مكتوبا" على الهامش و لا يوجد في النسخ الأقدم للمخطوطات.

وهذه أقوال بعض المعاجم في النص السابق مقتبسه من كتاب (القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح –  مشعل بن عبد الله القاضي)
"إن النص المتعلق بالشهود الثلاثة في السماء (يوحنا الأولى 5: 7 نسخة الملك جيمس) ليس جزءً حقيقياً من العهد الجديد"
معجم مفسري الكتاب المقدس – الإصدار الرابع ص 711 – مطابع أبينغدون
The Interpreter’s Dictionary of the Bible, Vol. 4, p.711, Abingdon Press

"إن العدد [رسالة يوحنا الأولى 5: 7] يقول: ((فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ)) إلا أنه إضافة على الأصل حيث لا أثر له قبل أواخر القرن الرابع بعد الميلاد"
معجم مفسري الكتاب المقدس – الإصدار الرابع ص 871 – مطابع أبينغدون
The Interpreter’s Dictionary of the Bible, Vol. 4, p.871, Abingdon Press

" إن العدد [رسالة يوحنا الأولى 5: 7] في النص اليوناني الأول للعهد الجديدTextus Receptus و الموجودة في نسخة الملك جيمس يوضح كيف أن يوحنا قد توصل إلى عقيدة الثالوث في هيئتها الواضحة ((الآب و الكلمة و الروح القدس))، إلا أن هذا النص وبكل وضوح هو إضافة على الأصل باعتبار أنه غير موجود في المخطوطات اليدوية اليونانية الأصلية."
قاموس إردمانز للكتاب المقدس، تحرير آلن ميرز – ص 1020
The Eerdmans Bible Dictionary, Edited by Allen C. Myers, p. 1020

الرد الثاني على النص الثاني :
رسالة يوحنا كتبت بعد أكثر من سبعين عاما" من رفع السيد المسيح وبعد كتابة الأناجيل الأربعة المعتمدة فهل أنتظر يوحنا كل هذا ليعبر عن التثليث بهذا القول  ؟   ولماذا لم يشر إليه في الإنجيل الذي كتبه قبل الرسالة ؟ وهل باقي كتبة الأناجيل لم يعلموا مثل ما علم أن هناك ثلاثة شهود بالسماء  ؟؟  فلم يذكر يوحنا أو غيره بأي من الأناجيل مثل هذا القول.
3-النص الثالث:
رسالة يهوذا 1: 20-21 (وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ فَابْنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى إِيمَانِكُمُ الأَقْدَسِ، مُصَلِّينَ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَاحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ اللهِ، مُنْتَظِرِينَ رَحْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ.
و الشبيه به: رسالة كورنثوس الأولى 13: 14  ولِتكُنْ نِعمَةُ رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ ومَحبَّةُ اللهِ وشَرِكَةُ الرُّوحِ القُدُسِ مَعكُم جميعًا. آمين.
الرد :
الواضح أن النصين لا يفيدا إثبات وجود  "الثالوث"
, فلا يوجد ما يستدل به على أن " الله و عيسى و الروح القدس هم إله واحد" !!
 فإذا قال أحد القادة للجنود الذاهبين إلى الحرب "أما أنتم يا أيها الأبطال فابنوا أنفسكم على الواجب و الثقة بالنفس ، مطيعين أوامر رؤسائكم، و احفظوا أنفسكم في محبة وطنكم، منتظرين رحمة الله "
 هل يمكننا أن نقول أن هذا البيان يتطلب ((دمج الثلاثة في واحد))!!؟
أو إن قال أحد للاعبي فريق كرة القدم " فليكن معكم روح الفريق و قوة المحارب و جهد الحصان و بركة الدعاء  فيكون ما سبق واحد في أربعة !؟
أو إن جاء وصف أحد اللاعبين بالقول " هذا اللاعب يمتلك مهارة مارادونا و سرعة كارل لويس وتصويبة روبرتو كارلوس."  أصبح الثلاثة في واحد أو أصبح هذا اللاعب ثالوث ؟!!
أو هذا اللاعب يجمع بين قوة الحصان و سرعة الفهد و شراسة النمر .!
مما سبق تبطل الاستدلالات من واقع نصوص العهد الجديد على وجود الثالوث , وإن كان هناك من سيستمر في الجدال نسأله:إن كان العهد الجديد بالكتاب المقدس في ما يزيد عن 350  صفحة قد ذكر فيهم تفاصيل أشياء غير مهمة بالمرة و مكررة في الكثير من الأناجيل فمثلا" :
هناك  18  موضوع كرروا في الأربعة أناجيل.
و     48  موضوع كرروا في ثلاثة أناجيل من الأربعة.
و     33  موضوع كرروا في إنجيلين من الأربعة أناجيل .
ألم يكن من الممكن بدلا" من كل هذا التكرار أن يتم كتابة سطر واحد فقط واضح يقول بالتثليث أو بألوهية السيد المسيح ؟؟ أو بألوهية الروح القدس أو بقانون الإيمان أو أن الروح القدس منبثق من الآب أم من الآب و الأبن  بدلا" من كل هذه الخلافات و الألغاز ؟؟!!
كيف يغفل الكتاب عن ذكر عبارة واحدة مثل        " الله واحد في ثالوث "
أو أن يقول السيد المسيح كانت "أهم الوصايا هي اسمع يا إسرائيل الرب إلهك واحد " و لكنني أقول لكم ثالوث في واحد وواحد في  ثالوث ولا داعي لأن تفكروا في قولي هذا الآن "
!.
أو أن يضرب المسيح مثلا" للتلاميذ مثل الأمثال العديدة التي وردت بالكتاب المقدس قائلا" " إن مثل الثالوث كمثل الشمس لها جسم و حرارة وضوء.".

( ذكر بالأناجيل 29 مثال تقريبي للشرح على لسان السيد المسيح وليس بينهم مثال واحد للثالوث أهم معتقد !!)
لقد ذكرت الأناجيل تفاصيل ركوب السيد المسيح على الحمار ودخوله أورشليم
ذكر هذا في الأربع أناجيل و البعض ذكر حمار و البعض ذكر حمار و أتان.
وذكرت الأناجيل تفاصيل إنكار بطرس للمسيح و كذبه قائلا" لا أعرفه ,
وذكرت الأناجيل تفاصيل الخمر الذي صنعه السيد المسيح في حفل الزفاف بالجليل و كيف استحسن الضيوف الخمر ,
وذكر بالعهد الجديد تفاصيل رؤيا يوحنا اللاهوتي الذي وصف صعوده للسماء و رؤيته خروف بجوار العرش واكتشافه أن هذا الخروف هو رب الأرباب و ملك الملوك !!!!!...
 روى كتبة الأناجيل  كل هذا و لم يذكرأي منهم كلمة واحدة عن أهم اعتقاد وهو الثالوث ووحدة الثالوث ووحدانية الثالوث أو  مجرد وجوده..!!!... أو إشارة للأقانيم ومعناها !!!
وينطبق هذا أيضا" على ألوهية السيد المسيح و ألوهية الروح القدس التي لم يصرح بهما
!!.

يقول الأبّ هَنري بُولاد اليَسُوعيّ في موسوعة المعرفة المسيحية- دار المشرق – بيروت "في اللاهوت المسيحيّ نقول إنَّ " الله واحد في ثلاثة أقانيم ". فما معنى " أقنوم "؟ إن كلمة " أقـنوم " تعنى شخصًا. فنقول إنَّ الآب أقنوم والابن أقنوم والروح القدس أقنوم."

كما يقول إسكندر حبيب في كتابه " وحدانية الثالوث في المسيحيّة والإسلام""ولا يعني المسيحيّون بتعدُّد الأقانيم أن الله ثلاثة جواهر .لأن لفظ أقنوم لا يعني جوهر . فالمراد هنا بالجوهر الذات الواحدة .أي انه الوحدة اللاهوتية. والمراد بالأقنوم واحد من الآب والابن والروح القدس. ومع ذلك فكلمة أقنوم - كسائر الألفاظ البشرية - قاصرة عن إيضاح حقيقة إلهية .هي أن الله ثالوث في الأقنومية .وواحد في الجوهر."

نعم فإن اللغة قاصرة و تعجز عن وصف الثالوث وهذا ما سيؤكده أقوال زملائك الآباء.
الثالوث في العهد القديم :
كما أنه لم يأت أي ذكر للثالوث بالعهد الجديد وهو ما بعد السيد المسيح كان من المنطقي أيضا" عدم وجوده في العهد القديم قبل السيد المسيح.
ولكن دائما ما يبحث النصارى على أي جملة أو كلمة ليتشبثوا بها محاولين إثبات وجوده مستترا" بالعهد القديم !!.
و عند سؤالهم لماذا مستترا" بالعهد القديم ؟؟ قالوا لأن العقلية لم تكن نضجت بعد لتستوعب وجود الثالوث !! فقد كانوا يعاملون كأطفال تعطى لهم الحقائق مبسطة مثل القول أن الله واحد.
الرد :
1- في هذا القول اتهام لأنبياء العهد القديم مثل إبراهيم و إسماعيل وإسحاق و موسى وغيرهم أنهم لم يكونوا يعلموا الله حق المعرفة.
2- ما الذي يدريكم أن العقلية قد نضجت النضج الكافي, وانتهت في معرفة الله بالثالوث !؟ فحسب نفس المنطق ربما يكون الثالوث خطأ و السابوع هو الصحيح وسيأتي بيانه قريبا"  !!.
3-  لم تأت نصوص واضحة بالعهد الجديد كما سبق و أشرنا .
4- الثالوث غير مفهوم حتى عند أكبر علماء النصارى كما سيتم ذكر أقوالهم.

نص الإستدلال عن الثالوث من العهد القديم
يبدأ الكتاب المقدس بسفر التكوين , و أول عدد بسفر التكوين كما يلي :
فِي الْبَدْءِ خَلَقَ إلوهيم السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ - تكوين 1 :1 - .
( في بعض الترجمات خلق الله بدلا" من إلوهيم )
كلمة إلوهيم هي عبارة عن ( إلوه- يم    مما يعني إله و يضاف يم للتعظيم أو الجمع )
يقول أسكنر حبيب بالكتاب السابق  ....في سفر التكوين تلميحات إلى تعليم الثالوث .لا تُفهَم جلياً إلا بنور إعلانات بعدها .كورود اسم الله في صيغة الجمع إلوهيم كقوله :فِي الْبَدْءِ خَلَقَ إلوهيم السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ - تكوين 1 :1 - .

ويشاركه هذا الرأي  القمص تادرس يعقوب فيقول في تفسير سفر التكوين.الله :
جاء بصيغة الجمع فكأنما يقول في البدء خلق الآلهة السماوات والأرض و بالعبرية فالمفرد آل أو آلوه و المعنى الواجب التعظيم و الخشوع والاحترام والجمع بالعبرية آلوهيم. و هذا يشير للثالوث الأقدس الذي خلق-:
الآب
:يريد   وهو الذات الذي يلد الأبن و ينبثق منه الروح القدس.
الإبن : هو في البدء الذي يصنع كل شيء ويكون كل شيء.
الروح القدس : كان يرف على المياه ليبعث حياة (اية 2).

بينما نجد القس أنطونيوس فخري لا يذكر تعدد الآلهة أو الأقانيم في تفسير نفس العدد, فيقول :خلق :
هذا يثبت أن الله هو الذي خلق العالم . وهذا الكلام موجه لليهود الذين عاشوا وسط الجو الوثني في مصر و سمعوا عن آلهة كثيرة وبهذا يعلموا أن إلههم الواحد هو خالق السماوات والأرض فلا يعبدوا هذه المخلوقات ( الملائكة و الشمس أو النار....)

وذكر الأرشيدياكون نجيب جرجس في تفسير الكتاب المقدس( سفر التكوين –ص37 طبعة مدارس بيت الأحد- القاهرة )

ولا تعني صيغة الجمع تعدد الآلهة ولكنها تعني أمرين
أولا" : ان الله تعالى هو الواحد الأحد.......... (لا اعتراض على هذه الصفات.)
ثانيا" : ورأى الكثير من العلماء أن صيغة الجمع في (ألوهيم ) تشير أيضا" إلى قيام الله الواحد بثلاثة أقانيم وهي الاب و الأبن و الروح القدس وهذه أول إشارة لحقيقة التثليث في الكتاب المقدس .

والرد على ان ألوهيم تفيد التثليث , بثلاثة طرق :
1-  بسؤال النصارى  ألوهيم ما ذا تعني     ؟إن قلتم  تعظيم إله, إذن لا ذكر للثالوث.
و إن قلتم جمع إله    بمعنى آلهة فهي تعني تعدد ألهة و ليس تعدد اقانيم ,
وهذا ما يتناقض مع كل عبارات الوحدانية و مع قوانين الإيمان.
2- بإحضار نص مشابه من الكتاب المقدس يبين أن إلوهيم تعني إله واحد مفرد.  
في القضاة : وَأَمَّا أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ فَاجْتَمَعُوا لِيَذْبَحُوا ذَبِيْحَةً عَظِيْمَةً لِدَاجُوْنَ إِلَهِهِمْ وَيَفْرَحُوْا وَقَالُوا قَدْ دَفَعَ إِلَهُنَا لِيَدِنَا شَمشُوْنَ عَدُوَّنَا. Jdg 16:23 
جاءت كلمة إلههم بلفظ ألوهيم أي أن داجون إله الفلسطينيين أطلق عليه إلوهيم و داجون ليس له ثالوث كما أنه مفرد وليس جمع.
والأمثلة كثيرة جدا" والأطرف النص التالي :
نبي الله يعقوب ( إسرائيل ) صارع الرب كما يدعون و هزم يعقوب الرب كما في سفر التكوين الطريف أن كلمة الرب المذكورة هي إلوهيم وبأي حال من الأحوال لا يصح
أن يهزم يعقوب الرب العظيم او أن يهزم الآلهة أو أن يهزم الثالوث !!!.
( يدعي النصارى أن المقصود ملاك الرب , مع أن بالنص لفظ إلوهيم واضح.)
والنسخة من ترجمة الملك جيمس التوضيحية
Gen 32:28  And he said, Thy name shall be called no more Jacob, but Israel: for as a prince hast thou power with God430 and with men, and hast prevailed.

Gen 32:28  فَقَالَ: «لا يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ اسْرَائِيلَ لانَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ».
وما بعدها
Gen 32:30  فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلا: «لانِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْها لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».
فلمعرفة أصل الكلمة في الترجمة, نجد أن كلمةGod    أمامها   رقم 430  لنرى المذكور عن هذا الرقم  وهو كما يلي :
H430
àìäéí
'ĕlôhîym
el-o-heem'
مما يعني أن يعقوب صارع و رأى الله ( إلوهيم ) وليس ملاك أو ثالوث أو آلهة .
3- بإحضار معنى كلمة ألوهيم من قاموس الكتاب المقدس
 والمعنى من ثلاثة قواميس هو :
إلوهيم كلمة جمع تستعمل عادة في العبرية لبيان غزارة القوة و العزة لمفرد .تكوين كلمة الوهيم البنائي جمع و في العبرية تستعمل للتعظيم و التقديس.
'ĕlôhîym
el-o-heem'

Plural of H433; gods in the ordinary sense; but specifically used (in the plural thus, especially with the article) of the supreme God; occasionally applied by way of deference to magistrates; and sometimes as a superlative: - angels, X exceeding, God (gods) (-dess, -ly), X (very) great, judges, X mighty.
Strong's Hebrew and Greek dictionaries.

ونحصل على نفس النتيجة من القواميس الآخرى مثل :   ( Smith's Bible Dictionary) و (Flanders, Cresson; Introduction  to the Bible )    

يستدل من ذلك أن إلوهيم لا تفيد في إثبات الثالوث الذي لم يذكر في العهد القديم أو الجديد.

قال أحد الأباء الكبار في مذكرة اللاهوت العقيدى ( الأب  ب ي ش .. )
"إن هذه الاقانيم تشترك معا في جميع خواص الجوهر الإلهي الواحد وتتمايز فيما بينها بالخواص الاقنومية. فالآب هو الأصل أو الينبوع في الثالوث وهو اصل الجوهر واصل الكينونة بالنسبة للاقنومين الآخرين .والابن هو مولود من الآب ولكنه ليس مجرد صفة بل اقنوم له كينونة حقيقية وغير منفصل عن الآب لانه كلمة الله ؛ والروح القدس هو ينبثق من الآب ولكنه ليس مجرد صفة بل اقنوم له كينونة حقيقية وغير منفصل عن الآب لأنه روح الله.
وحينما نتأمل هذه العقيدة نجد أنفسنا أمام سر من اعمق أسرار الوجود والحياة . ونجد اللغة لعاجزة عن التعبير عن عمق هذا السر ."

والسؤال له   ما مصدر هذه المعلومات  التي لم يصرح بها الله تعالى لكم ؟؟!!
أما عن عجز اللغة عن التعبير عن الثالوث فلم يكن الوحيد الذي ذكر هذا  ....

أقوال علماء و أباء النصارى في التثليث.
قال العلامة إسكندر " فإذن في قبول أعظم غوامض الوحي تنتهي الدعوى إلى حكم العقل"
(كتاب شمس البر - ص 108 - القمص منسي يوحنا – مطبعة المحبة – شبرا- موضوع الثالوث ).

قال العلامة أوجين دي بليسي : " الصلاح بحاجة إلى الانتشار  فيكون من المناسب إذن أن يتصل  " الخير الأعظم" بذاته منذ الأزل ....و هذا ما يتم بالتثليث !!
(المصدر السابق ص 113 )
" وذكر الدكتور أنس   سببين آخرين لأهمية التثليث
أحدهما أن التثليث وسيلة إلى إتمام عملية الفداء بكل لوازمه فالإبن – الأقنوم الثاني-  تجسد و أعلن و كفر و شفع فينا و رتب كل وسائط التبرير و المصالحة  و الخلاص , و لذلك لا يمكن لمن هو أدنى من الله نفسه , لأن الله  نفسه يقدر أن يصالحنا مع الله . "!!!!!!!!!!
( المصدر السابق -  ص 114 )

الخلاصة كما قال العلامة أوجين دي بليسي : " ما أعلى الحقائق التي تضمنها عقيدة التثليث و ما أدقها , فما مستها اللغة البشرية إلا جرحتها في إحدى جوانبها" .
(المصدر السابق   ص 118 )

وكما قال بوسويه :" و لقد خلت الكتب المقدسة من تلك المعضلة حتى و قف أباء الكنيسة حائرين زمنا" طويلا" لأن كلمة أقنوم لا توجد في قانون الإيمان الذي وضعه الرسل , و لا في قانون مجمع نيقية , و أخيرا" اتفق أقدم الأباء على أنهم كلمة تعطي فكرة ما عن كائن لا يمكن تعريف بأي وجه من الوجوه"
( المصدر السابق   ص 118 )

قال القديس أوغسطينوس : " عندما يراد البحث عن كلمة للإعراب بها عن الثلاثة في الله , تعجز اللغة البشرية عن ذلك عجزا" أليما"
(المصدر السابق   ص 118)

"نعود فنكرر القول أن سر التثليث عقيدة كتابية لا تفهم بدون الكتاب المقدس , و أنه من الضروري أن لا يفهمها البشر , لأننا لو قدرنا أن نفهم الله لأصبحنا في مصاف الآلهة."
( القمص منسي يوحنا -المصدر السابق  ص 121)

" قد فهمنا ذلك على قدر عقولنا و نرجو أن نفهمه فهما أكثر جلاء فى المستقبل , حين ينكشف لنا الحجاب عن كل ما في السماوات و الأرض , و أما في الوقت الحاضر ففي القدر الذي فهمناه كفاية "
( رسالة الأصول و الفروع -القس بوطر بعد بيان عقيدة التثليث والأقانيم)


)”أجل إن هذا التعليم من التثليث فوق إدراكنا"
(القس باسيليوس في كتابه " الحق"
)
-----------
يقول الأنبا بيشوي ( مطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى ) في كتابه
(موهبة التكلم بألسنة مكتبة أسقفية الشباب. الطبعة الأولى - أبريل2000. دار الجيل للطباعة.)

(والتكلم بألسنة هو ما يدعيه النصارى من أن القديسين منهم تحل عليهم الروح القدس فيتكلمون بلغات لا يعرفونها لكي يبشروا بالإنجيل بمعنى أن من لا يعرف الألمانية مثلا"عندما يجد ألمان يتكلم معهم بالألمانية مبشرا" بالإنجيل .!! وهذه موهبة !! )
يقول ص  10  من كتاب ( موهبة التكلم بألسنة !)
 "إذاً الألسنة آية لا للمؤمنين بل لغير المؤمنين" (1كو 22:14). أي أن الألسنة يمكن أن تكون آية لغير المؤمنين فتستخدم للتبشير وتكون وسيلة لنشر الإنجيل. فيمكن أن تستخدم كمعجزة من معجزات الروح القدس، أو كعلامة ليس للمؤمنين بل لغير المؤمنين. فإن كلم الرسول أو المبشر الناس بلغتهم التي لم يكن يعرفها فسوف يتساءلون: كيف تعلم هذا لغتنا؟! وتكون هذه وسيلة لكي يبدءوا في الاستماع لما يقول.. "
ونحن لم نكن نريدهم أن يتكلموا بلغات لا يفهمونها , نريدهم أن يتكلموا بأي لغة يفهمونها فيشرحوا الثالوث بدلا" من التخبط السابق في أقوالهم .أو كان كتبة الأناجيل بدلا" من استخدام هذه الموهبة يكتبون نصا" واضحا" و صريحا"  , نص واحد فقط  لكل أساس من أساسيات النصرانية  ألوهية المسيح , ألوهية الروح القدس,  الثالوث,  قانون الإيمان ,المسيح له طبيعة أم طبيعيتين وله مشيئة أم مشيئتين و كيفية الصوم, الصلاة و....الخ.
حيث لا يوجد نصوص أو أدلة لما سبق من المعتقدات الرئيسية.

 كيف ومتى و لماذا نشأ التثليث ؟

نشأ التثليث تدريجيا" نتيجة للغلو في شخص السيد المسيح أولا",  ثم  نتيجة لفترات الضعف التي مرت بها المسيحية و تأثرها بالثقافات و المعتقدات التي حولها فقد كان التثليث موجودا" في الحضارات التي حول منشأ النصرانية كما يلي .أولا" في الهند كان الثالوث الإلهي مؤلفا" من ثلاثة   براهما و فيشنو و سيفا
فبراهما هو الموجود غير المتناهي الأزلي الذي أوجد المادة  و فيشنو هو الحكمة الحافظة لهذا العالم المخلوق و سيف هو إله الموت  و  في زعمهم أن الثلاثة يتولون حكم العالم .
ثانيا" في الصين
 إن الفيلسوف الصيني لاوشو يوضح عقيدة قومه في التثليث بقوله : " إن الذي تفتش عنه و لا تجده (ي
I   ) و الذي تصغي له و لا تسمع صوته يدعى   ( هــ  HI   )  والذي تمتد  إليه يدك و لا تتمكن من لمسه يدعى  ( وهـ  WEI  ).  
ثالثا" :  في الفرس
إن الفيلسوف لزور واسنار كان يتعبد أولا" إلى عقل هرموفورا الذي له الكلمة السامية و ثانيا" إلى الروح الفاعل الذي يتمم تلك الكلمة و ثالثا" إلى لسانه الذي يلفظ الكلمة السامية دون انقطاع.
رابعا" : في اليونان    
كان أفلاطون ( 400  ق م )   قد فرض قبل كل شيء بوجود العقل السامي على العالم , ثم بعد ذلك الروح الذي هو المثال الأول لكل تصورات فهو على وجه الفكر الإلهي  أو كلمته و أخيرا" يعترف ذلك الفيلسوف الشاعر بوجود روح عظيمة منتشرة تحيي العالم و تحركه, وهي على مذهبه جزء أزلي من الله متحد بالمادة .

بالإضافة إلى
ما كان يسمى بعبادة الأبطال في اليونان من تعظيم الشخص وزوجته وأبنه .
والثالوث المصري أوزوريس إله الإنبات و إيزيس إله الحكمة و توت إله التدبير.
وسيتم التعرض لوجه الشبه بين النصرانية وبعض العقائد الأخرى التي تؤمن بالثالوث بإذن الله تعالى.

تاريخ إقرار التثليث و الاعتراف به
قد ذكر الأستاذ أحمد طاهر في كتابه الأناجيل –دراسة مقارنة –ص 113 – دار المعارف) ما يلي : "كتب في دائرة المعارف الكاثوليكية القول أن كل من يتكلم في التثليث دون أن يكون مؤهلا" لذلك , إنما ينتقل إلى أحداث الربع الأخير من القرن الرابع و في هذا الوقت فقط أدخل ما يسمى بالتثليث إلى المسيحية فكرا" وحياة." (انظر دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة طبعة 1967 المجلد 14 ص 295).
"وتقول نفس دائرة المعارف في عبارات واضحة بعد ذلك بقليل , لم تستقر نظرية التثليث "إله واحد في ثلاثة أشخاص " ولم يعرف الآباء الرسل قبل ذلك شيئا" يشبه من قريب أو من بعيد مثل هذه الفكرة أو هذه النظرية." (انظر دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة طبعة 1967 المجلد 14 ص 299).

 كيف يتم تبرير و قبول التثليث عند النصارى مع عدم وجود نصوص وعدم فهمه ؟
ا
تضح من العرض السابق عدم وجود نصوص للتثليث و عدم معقوليته فكيف يقبلونه ؟؟
أولا" عن طريق الأمثلة فلو سأل أي متشكك نصراني قسا" كيف يكون الله واحد في ثالوث !؟
سيسأل القس السائل   الشمس لها جسم  ؟السائل  : نعم
القس  :  هل لها ضوء ؟السائل : نعم
القس  : هل لها حرارة ؟ السائل : نعم .
القس : إن فصلنا أي من هذه الثلاثة تصبح شمس   ؟السائل :  لا  .
القس هذا هو الثالوث شيء واحد ولكنه في ثالوث ولا يمكن فصل الحرارة عن الشمس عن الضوء.
نفس المثل للتفاحة و طعمها و رائحتها.
الرد
تنقسم الأشياء كلها إلى قسمين
الأول : شيء قائم بذاته مثل السيارة أو الدولاب أو المكتب أو حيوان و يسمى جوهر أو عين.
الثاني : خواص أو صفات وهي تحتاج للأول ليقيمها حتى تكون مفهومة وتسمى عرض مثل ( رائحة أو طعم أو طول أو وزن أو ضوء أو صوت أو حرارة أو سرعة أو حركة أو رحمة أو كلمة ).

فلا يمكن أن تقول سمعت صوت وتسكت , فستسأل ممن تحدثهم ,  صوت ماذا ..!!؟؟؟؟
فيجب أن تقول سمعت صوت شيء يصدر منه أصوات. بمعنى صوت شيء قائم بنفسه ( جوهر أو عين ).   فتقول:
سمعت صوت قطار أو صوت إنسان أو صوت حيوان أو صوت سيارة مثلا" . لأن الصوت عرض أو خاصية لشيء فلا يقوم الصوت بنفسه ولكنه يصدره شيء قائم بذاته ( جوهر أو عين ) .
فالصوت يجب أن ينسب لشيء يصدر أصواتا" .
بهذا لو نظرنا للمثال السابق الخاص بالشمس .
سنجد أن الشمس كوكب له جسم و له حرارة و له ضوء.
الكوكب جوهر والباقي خواص أو أعراض له فلا يعتمد وجود الكوكب على الحرارة و الضوء, في حين أن الحرارة و الضوء هما من خواص أو أعراض الكوكب الذين يعتمد وجوده عليهم.
بذلك لا توجد مساواة بينهم , كما لا يمكننا القول أن وجودهم جميعا" يعتمد على وجود الثلاثة معا".

الحرارة والضوء لا معنى لهم بدون الكوكب الذي ينتجا منهم ولا يتم وصفهم بدونه .

ولتقريب المثال :
 المصباح الكهربي ( جوهر) جسم و له ضوء و حرارة (خواص أو أعراض), الضوء و الحرارة يعتمدا في وجودهما على المصباح  ( لأنهما من خواصه ومرتبطين به ).
 و لكن المصباح لا يعتمد على الضوء و الحرارة فجسم المصباح موجود كما هو حتى لو أطفأته وزال منه الضوء والحرارة. ولكن تتغير خواصه.
إن قلنا أن الابن ( المسيح ) يعتمد في وجوده على الآب ,  إذن الابن ليس إله لأنه يعتمد على وجود غيره. لذلك لا يصلح هذا المثال للثالوث  و بالمثل مثال التفاحة.
فحسب قانون الإيمان  المسيح إله حق من إله حق فكيف يكون إله حق يعتمد على إله حق آخر !؟

مثال آخر يضربونه للثالوث : الإنسان يتكون من ذات وعقل وروح  وهو واحد !نعم  , و لكن الإنسان لا يصنع حوارا" بين روحه و عقله و ذاته !
أو أن نقول أن الروح ذهبت لمكان آخر و العقل ذهب ليحضرها و أخذ الجسم ينتظر في شوق لعودتهما !. أو أن الروح تولدت من العقل أو أن الذات خلقت العقل !
إن الذات لا تفنى إن ذهب العقل عنها و لكن تتغير خواصها كذلك لو ذهبت الروح عنها , فالأصل هو ذات الإنسان و يتميز بخصائص العقل والحياة و الحركة والإحساس وغيرها و بفقده أي من هذه الصفات يستمر ذات أو جسد.
كما أن الجسد يحتاج إلى الروح للحياة و يحتاج إلى العقل للعقل فكل جزء يحتاج إلى الجزء الآخر و هذا عكس ما يدعونه حول الأقانيم و أن كل منهم إله حق كامل !!.
 لذلك هذا المثال لا يليق و لا يصلح لإثبات الثالوث.
مثال آخر ساذج يضربونه للتثليث : يقولون المثلث ثلاثة أضلاع ولو حذفنا أي ضلع لم يصبح مثلث !!نعم و لكن كل ضلع بمفرده ليس مثلث بمفرده بل أن تجمعهم أو افتراقهم يغير في الشكل النهائي.

طريقة أخرى للتلاعب في إثبات الثالوث !!
 القس : هل الله موجود ؟ ..........نعم !
القس  : هل الله حي ؟..............نعم !
القس  : هل الله متكلم ؟.............نعم !
القس  : هذا هو الثالوث  إن الله موجود بذاته وهو ( الآب)  ومتكلم بكلمته ( المسيح ) و حي بروحه ( الروح القدس ).
الرد
القول أن الله يتكون من الآب و الآبن و الروح القدس وكل منهم إله كامل , ومجموعهم معا" إله كامل واحد غير مقبول و لا مفهوم بإعتراف علماء النصارى.
ثم إن الله سبحانه و تعالى حي بما يليق به أن يحيا فلا نقول أنه حي بروحه أو يعتمد على شيء ما ليحيا أو يعتمد على الكلمة ليتكلم أو يدبر.
فالقول
بأن الله متصف بالوجود و النطق و الحياة و أن الوجود هو الآب و النطق هو الابن و الحياة هي الروح القدس و كل صفة غير الأخرى يقتضي أن كل أقنوم غير الآخر, قول باطل للأسباب التالية :

أولاً
: صفات الله تعالى أكثر من ثلاثة فهو عز و جل موجود وعليم و حكيم و قدير و حي و عظيم لا تقتصر صفاته على ثلاثة ، فالدعوى في التثليث باطلة من الأساس .ثانيًا : الزعم أن الآب إله و الابن إله و الروح القدس إله . فعلى هذا يكون وجود الله إلهًا و يكون نطقه إلهًا و تكون حياته إلهًا ، و هذا  لا يصح  ؛ لأن صفات الله ليست آلهة وبذلك يكون هناك ثلاثة آلهة .ثالثا" الصفات مثل صفة الحياة أو صفة الكلام لا ينفصلا فيكونا قائمين بمفردهما فلا نقول أن الكلمة (أو العقل) ذهبت إلى مكان ما وتصرفت بمفردها وخلقت و أحيت لأن الصفات لا تصبح كيان مستقل.
ثم حسب قانون الإيمان       " الكلمة إله حق من إله حق."إن كان الكلمة إله حق, فهل هو كامل بمعنى ان له كلمة أيضا" ؟

والآب بخروج الكلمة منه , هل أصبح بدون كلمة ؟ مع أنه إله حق أيضا" ؟
ثم إن كان كل واحد منهم  إله حق ( الآب إله حق -الكلمة إله حق -الروح القدس إله حق )
هل كل منهما حي أم لا ؟؟
إن كان كل منهم حي كما هو مفهوم من أن كل منهم إله حق, فهذا يعني أن صفة الحياة غير مرتبطة بالروح القدس.! وهذا يعني أن كل منهم لا يحتاج للآخر.
مما يعني ثلاثة جواهر منفصلة كل منهم قائم بذاته ومنفصل عن الآخر فلا نقول أن الروح القدس سبب الحياة أو أن الكلمة هي كلمة الله أو نطقه.
وإن كان كل منهم يحتاج للآخر , لن يصبح كل منهم إله كامل بل كل منهم أصبح جزء من الإله
وأصبح الإله له ثلاثة أجزاء و هذا لا يليق ولا يتوافق مع قانون الإيمان.

كما أن الثالوث يقضي
بتمايز واستقلال الأقانيم ، فليس أقنوم كل إله هو الآخر. كما أن لكل أقنوم دور
خاص به وجميع الطوائف المسيحية تعتقد بأن كل أقنوم من الأقانيم الثلاثة متميز عن الأقنومين الآخرين ومعنى التمايز لأقنوم أن الأقنومين الآخرين لا يقومان بعمله و هذا نقص فلا يصبح الإقنومان الآخران كل منهما إله كامل او إله حق حسب قانون الإيمان.

و على أي من هذه الأقوال فالتثليث باطل و لا سبيل
لتبريره .

أما بالنسبة لولادة الأبن من الآب  :الولادة  لا
تكون إلا بخروج شيء من شيء.
فالقول بميلاد الأبن من الآب ( ولادة غير جسدية ) يعني التأخر في الوجود فلا يصح أن يكون المولود أو الذي أستحدث (أزلي ) ولم يأت وقت إلا وهو موجود  مع من ولده (أحدثه ).

كذلك القول بأن الروح القدس منبثق من الآب ( الأبن ) يتنافى مع ما "" جاء بمجمع القسطنطينية 381 من أن الروح القدس هي روح الله تعالى التي تعني حياته !!"". ( المسيحية د. أحمد شلبي ص 134. نقلا" عن الموسوعة الكاثوليكية ص 93 )  فما معنى أن حياة الآب إنبثقت من الآب ؟؟!.
وسنناقش إحتمالين آخرين للثالوث :
أما أن تكون الأقانيم متساوية القدرة ولكن سيكون معنى هذا أنه لن يحتاج بعضهم إلى الآخر ولن يرسل واحد منهم الآخر . ( وهذا ما حدث ) !
(أنا هو الشاهد لنفسى ويشهد لى الآب الذى أرسلنى) يوحنا 8: 18(أنا لا أقدر أن أفعل من نفسى شيئاً)يوحنا 5: 30أو أن يكون هناك سيطرة لأحد الأقانيم على الآخرين أو منزلة أعلى من الآخرين وهذا يبين أن الإله واحد و ينفي الألوهية عن الأبن و الروح القدس,  وهذا أيضا" يناقض التساوي بينهم .
وبالفعل هذا ما نفهمه من أقوال السيد  المسيح
(وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين فى السماء ولا الابن إلا الآب) مرقس 13: 32
(أنا هو الشاهد لنفسى ويشهد لى الآب الذى أرسلنى) يوحنا 8: 18(أنا لا أقدر أن أفعل من نفسى شيئاً)يوحنا 5: 30
في النهاية
من أن الذي أخبر بهذا التقسيم و هذه التجزئة والثالوث الذي بلا نصوص وحاروا في فهمه ؟!!
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في الجواب الصحيح ردًا على هذه الامثلة المتهافتة : (( أن حر النار و ضوءها القائم بها ، ليس نارًا من نار ، و لا جوهرًا من جوهر ، و لا هو مساو للنار و الشمس في الجوهر ، و كذلك نطق الإنسان ، ليس هو إنسانًا من إنسان ، و لا هو مساو للإنسان في الجوهر ، و كذلك الشمس و ضوءها القائم بها ، و شعاعها القائم بها ، ليس شمسًا و جوهرًا قائمًا بنفسه ، و أنتم قلتم : إله حق من إله حق )) .
إبطال التثليث من أقوال السيد المسيح ( باختصار من كتاب إظهار الحق -للعلامة – رحمة الله هندي . رحمه الله ) 

(القول الأول): في إنجيل يوحنا ( 17 : 3 ) قول عيسى عليه السلام في خطاب اللّه هكذا: (وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته) فبين عيسى عليه السلام أن الحياة الأبدية، عبارة عن أن يعرف الناس أن اللّه واحد حقيقي وأن عيسى عليه السلام رسوله. وما قال إن الحياة الأبدية أن يعرفوا أن ذاتك ثلاثة أقانيم ممتازة بامتياز حقيقي وأن عيسى إنسان وإله، أو أن عيسى إله مجسم ولما كان هذا القول في خطاب اللّه في الدعاء فلا احتمال ههنا للخوف من اليهود فلو كان اعتقاد التثليث مدار النجاة لبينه، وإذ ثبت أن الحياة الأبدية اعتقاد التوحيد الحقيقي للّه واعتقاد الرسالة للمسيح فضدهما يكون موتاً أبدياً وضلالاً بيناً ألبتة، وكون المسيح رسولاً ضد لكونه إلهاً، لأن التغاير بين المرسِل والمرسَل ضروري.

(القول الثاني): في إنجيل مرقس ( 12 : 28): (فجاء واحد من الكتبة وسمعهم يتحاورون، فلما رأى أنه أجابهم حسناً سأله: أية وصية هي أول الكل) 29: (فأجابه يسوع أن أول كل الوصايا اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد. [30]: وتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك هذه هي الوصية الأولى [31] وثانية مثلها هي أن تحب قريبك كنفسك ليس وصية أخرى أعظم من هاتين [32] فقال له الكاتب جيداً يا معلم بالحق قلت لأنه) أي اللّه (واحد وليس آخر سواه) 33 (ومحبته من كل القلب ومن كل الفهم ومن كل النفس ومن كل القدرة ومحبة القريب كالنفس هي أفضل من جميع المحرقات والذبائح) 34 (فلما رآه يسوع أنه أجاب بعقل قال له لست بعيداً عن ملكوت اللّه). وفي الباب الثاني والعشرين من إنجيل متى في قوله عليه السلام بعد بيان الحكمين المذكورين هكذا: (بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس والأنبياء). فعلم أن أول الوصايا الذي هو مصرح به في التوراة وفي جميع كتب الأنبياء وهو الحق وهو سبب قرب الملكوت، أن يعتقد أن اللّه واحد ولا إله غيره ولو كان اعتقاد التثليث مدار النجاة لكان مبيناً في التوراة وجميع كتب الأنبياء لأنه أول الوصايا، ولقال عيسى عليه السلام: أول الوصايا الرب واحد ذو أقانيم ثلاثة ممتازة بامتياز حقيقي....!

(القول الثالث) في إنجيل مرقس ( 13 : 32 ) قول المسيح عليه السلام هكذا: (وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الأب) وهذا القول ينادي على بطلان التثليث لأن المسيح عليه السلام خصص علم القيامة باللّه ونفى عن نفسه كما نفى عن عباد اللّه الآخرين وسوى بينه وبينهم في هذا، ولا يمكن هذا في صورة كونه إلهاً سيما إذا لاحظنا أن الكلمة وأقنوم الابن عبارتان عن علم اللّه , ولا أقل من أن يعلم الابن كما يعلم الأب.

هل يعتقد المسلمون أن لله روح ؟؟يقول الشيخ محمد بن صالح المنجد ( باختصار)
ليس لأحد أن يصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه ، أو وصفه به رسوله
صلى الله عليه وسلم .
الروح ليست من صفات الله تعالى ، بل هي خلق من مخلوقات الله تعالى
. وأضيفت إلى الله تعالى في بعض النصوص إضافة ملك وتشريف ، فالله خالقها ومالكها.  القول في الروح ، كالقول في (بيت الله) و (رسول الله) فكل هذه مخلوقات أضيفت لله تعالى للتشريف والتكريم .
ومن النصوص التي أضيفت فيها الروح إلى الله : قوله تعالى : ( ثُمَّ
سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِه ) السجدة/9 . وهذا في حق آدم عليه السلام .
وهذه القاعدة ذكرها شيخ الإسلام في مواضع ، وحاصلها أن المضاف إلى الله نوعان : 1-   أعيان قائمة بذاتها ، فهذه الإضافة للتشريف والتكريم ، كبيت الله وناقة الله ، وكذلك الروح ، فإنها ليست صفة ، بل هي عين قائمة بنفسها ..
وقال صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ
الْبَصَرُ ) رواه مسلم (920) أي : إذا خرجت الروح تبعها البصر ينظر إليها أين تذهب . فهذا كله يدل على أن الروح عين قائمة بنفسها  .2- صفات لا تقوم بنفسها ، بل لا بد لها من موصوف تقوم به ، كالعلم والإرادة والقدرة ، فإذا قيل : علم الله ، وإرادة الله ، فهذا من إضافة الصفة إلى الموصوف .
خذعبلات و تخاريف إثبات التثليث.عند سؤال بعض النصارى عن الثالوث و نصوصه يتمادى بعضهم قائلا" إن الثالوث موجود و ممكن إثباته حتى من القرآن !!
ثم يآتي
بالاية الكريمة من سورة النساء و هى

" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً (172)

و لكن لا يذكر الآية كاملى بل يقتطع منها الجزء الأول الذي يدينهم :
" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ
و يذكر هذا الجزء فقط :" إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ" .

( فيقول أنظر انهم ثلاثة      رسول الله وكلمته و روح منه و هذا هو الثالوث !!
ولا يذكر الجزء الآخير من الآية مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً (172)

هذا السخف ذكره الكثير منهم وهناك رد مجمل لكل من يحاول منهم الإستشهاد بالقرآن الكريم لإثبات صحة عقيدته التي لا يجد لها أدلة او نصوص أو براهين !!  وهو :
من كان من النصارى يريد أن يستشهد بآيات القرآن الكريم فيجب أن يرفق مع أستشهادة الآيات البينات المفصلة المحكمة مثل : وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران : 85]
لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [المائدة : 17]

مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ [المائدة : 75]
أما الآية التي يحاول أن يقتطع منها جزء لينفعه في إثبات ما لا يملك عليه دليل فهذا تفسيرها من التفسير الميسر :
يا أهل الإنجيل لا تتجاوزوا الاعتقاد الحق في دينكم, ولا تقولوا على الله إلا الحق, فلا تجعلوا له صاحبةً ولا ولدًا. إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله أرسله الله بالحق, وخَلَقَه بالكلمة التي أرسل بها جبريل إلى مريم, وهي قوله: "كن", فكان, وهي نفخة من الله تعالى نفخها جبريل بأمر ربه, فَصدِّقوا بأن الله واحد وأسلموا له.........

أما بعض التخاريف الآخرى التي يحاولون بها إثبات الثالوث مثل :1- الهواء واحد ويتكون من ثلاث عناصر رئيسية !
( ولكن لو نزعنا احدهم لكان الهواء ناقصا" وما كان هوائا" فهل هذا هو الله في نظرهم ؟!) 
2- المونة ( معجون البناء ) تتكون من أسمنت و رمل و ماء !!  ( !!!! )
3- الثلاثيات كثيرة حتى تجد المسلم يقول
 والله العظيم ثلاثة عندما يقسم !!
والطلاق ثلاثة مرات !!  و........ ( !!!!!!!! )
4- أما السخف الآكبر فهو إن المسلم يقول بسم الله الرحمن الرحيم ونحن نقول بسم الآب و الآبن و الروح القدس ولا يوجد فرق !!
ونقول لا  !!          الفرق كبير    بين أن تقول
قابلت المهذب الطويل الكريم  فمعنى هذا انك قابلت شخص واحد يجمع هذه الصفات
وبين أن تقول قابلت المهذب و الطويل و الكريم  فهذا يعني أنك قابلت ثلاثة لأن الواو تفيد المغايرة . 
مثال آخر :
الطيب و الشرس و القبيح          كم شخص ؟  3
المقاتل الشرس القبيح  ........ كم شخص ؟ 1
خاتمة
1 -التثليث والأقانيم لم يأت بها رسل الله ولا توجد لهما أي نصوص أو مصادر.
2 المدافعون عن التثليث يتبعون طرقا" و أمثلة لم يتبعها أو جاء بها الأنبياء و الرسل.
3 الأمثال التي تتبع لا تفيد و لكنها تخدع العامة و عند النقاش في الأمثلة و مدى تطابقها يلجأ النصارى لخط الدفاع الأخير بالقول إن التثليث فوق العقل و علينا قبوله كما قبله آبائنا أو أجدادنا.
4 أصول العقيدة دائما" واضحة و الغيبيات التي يطلب منا الإيمان بها مثل الجنة و ما فيها أو الموت وما بعده , يجب أن يكون لها نصوص واضحة بالإضافة لصدق مصدرها ولكن أن يكون أصل العقيدة بدون نصوص و لا يقبله عقل فهذا ما لا يعقل.


قال الله تعالى  
{وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (111) سورة البقرة

أما القرآن الكريم الذي يحوي بوضوح كل ما يحتاجه المسلم فقد قال الله تعالى عنه
{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} (82) سورة النساء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق