♥مناظرة النصارى في ادعاء التثليث
يقال للنصارى:
إذا اعتقدتم أن الإله عبارة عن ثلاثة أقانيم، الإله الأب، والإله الابن، وروح القدس، وأنهم في جوهر واحد:
فهل ذلك الذي قد ادعيتموه -من أن الأب الإله ثلاثة أقانيم في جوهر واحد- كان مَعْرِفته عن طريق التوقيف والسماع أم عن طريق المعقول والقياس؟!
فإن قالوا: أخذناه من التوقيف من نص الأناجيل.
يقال لهم: إذن كان يلزمكم ألا تختلفوا في ذلك؛ لأن النصوص لا يختلف فيها أحد ممن يعتقد ذلك.
وإن قالوا: أخذناه عن طريق المعقول والقياس.
يقال لهم: إذن فما الذي يوجب أن يكون إلهكم المزعوم ثلاثة أقانيم، دون أن يكون أكثر من ذلك؟! فما الذي يوجب حصره في ثلاثة؟!
هل كان ذلك بضرورة العقل؟! أم بنظر العقل؟!
فإن قالوا: بضرورة العقل.
يقال لهم: إذن فيلزمكم ألا يختلف فيه العقلاء، ولكن قولكم مُناقض لضرورة العقل، حيث تجعلون الثلاثة واحدًا.
وإن قالوا: بنظر العقل.
يقال لهم: أي دليل يرشد إليه؟ وأي برهان يقوم عليه؟!
أينحصر الواحد في ثلاث، أو الثلاث في واحد؟!
بل الواحد يُناقض التعدد، فلا يمكن أن يكون الواحد اثنان أو ثلاثة أو...
وما أجهلكم بطريقة الحساب، فمن غلط في أول مرتبة من الحساب، فلأن يغلط فيما زاد عليها أولى.
يظهر لنا من هذه المناظرة عِظم كُفر هؤلاء النصارى، ويتبين أن شركهم أعظم من شرك المجوس ذاتهم، فغاية المجوس ذاتهم: ادَّعاء إلهين اثنين: نور وظلمة، وهؤلاء النصارى يدعون ثلاثة.
رد آخر بالفطرة:
في سفارة الباقلاني إلى ملك الروم، دخل القاضي أبو بكر ذات مرة على الملك، فرأى عنده بعض بطارقته ورهبانيته، فقال مستهزئًا بهم: كيف أنت وكيف الأهل والأولاد؟
فتعجب الرومي منه، وقال له: ذكر من أرسلك في كتاب الرسالة: أنك لسان أهل الأرض، ومُتقدم على علماء الأمة، أما عَلِمت أنا نُنَزه هؤلاء عن الأهل والأولاد؟! فقال القاضي أبو بكر: أنتم لا تُنزهون الله سبحانه عن الأهل والأولاد وتنزهونهم!!
لذلك فما أسوأ فطرتهم التي قد بُدِّلت وغُيِّرت من التوحيد إلى عظيم الكفر والشرك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق