الأحد، 6 ديسمبر 2015

الشبهة السادسة (أما أنا فمن فوق. أنتم من هذا العالم أما أنا فلست من هذا العالم ")




الشبهة السادسة (أما أنا فمن فوق. أنتم من هذا العالم أما أنا فلست من هذا العالم ")
قول عيسى عليه السلام : " أما أنا فمن فوق. أنتم من هذا العالم أما أنا فلست من هذا العالم "

قالوا: ففي هذا النص أكد اختلافه عنا نحن البشر و أنه ليس من هذا العالم المادي بل هو من فوق و أنه نزل إلى الأرض من السماء، فكل هذا يدل على أنه إلـهٌ نزل و تجسَّـد.



الرد على هذه الشبهة :

بالنسبة للآية الأولى فإن عيسى عليه السلام قال مثل هذا القول في حق تلاميذه أيضا، فقد جاء في إنجيل يوحنا هذا (15/19): " لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته و لكن لأنكم لستم من العالم بل أنا اخترتكم من العالم لذلك يبغضكم العالم "

و في الإصحاح 17 من هذا الإنجيل أيضا يقول عيسى في دعائه لأجل التلاميذ:

" أنا قد أعطيتهم كلامك و العالم أبغضهم لأنهم ليسوا من العالم كما أني لست من العالم. لست أسأل أن تأخذهم من العالم بل أن تحفظهم من الشرير. ليسوا من العالم كما أني لست من العالم " يوحنا: 17 / 14 ـ 15.

فقال في حق تلاميذه أنهم ليسوا من العالم و سوَّى بينه وبينهم في عدم الكون من هذا العالم، فلو كان هذا مستلزما للألوهية كما زعموا، للزم أن يكونوا كلهم آلهة ـ و العياذ بالله ـ [13] ، بل التأويل الصحيح لتلك الآية الإنجيلية هو: أنا لست من أبناء هذه الدنيا، أي الراكنين إليها المطمئنين بها الراغبين بها، بل من طلاب الله و الآخرة، الذين ليس في قلبهم تعلق و حب إلا لِلَّه، فأنا من أهل ذلك العالم العلوي القدسي عالم الأطهار و الملائكة، لأنه هو قبلتي و وجهتي و منه جئت برسالة الله و إليه أعود بعد أدائها.
فتعبيره نوع من المجاز، و هو مجاز شائع معروف، يقال فلان ليس من هذا العالم، يعني هو لا يعيش في الدنيا و لا يهتم بها و لا بمفاتنها بل همُّـهُ كله الله و الدار الآخرة فقط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق