الأحد، 6 ديسمبر 2015

الشبهة الثالثة( " أنا الألف و الياء، و الأول و الآخر، و البداية و النهاية ")




الشبهة الثالثة( " أنا الألف و الياء، و الأول و الآخر، و البداية و النهاية ")
ما جاء في رؤيا القديس يوحنا الكشفية منسوبا للمسيح قوله: " أنا الألف و الياء، و الأول و الآخر، و البداية و النهاية " الرؤيا: 22 / 13.

الرد على هذه الشبهة:

الحقيقة أن هذه الشبهة واهية للغاية و بطلانها أوضح من الشمس، و ذلك لسببين: أولا أن هذه العبارات: " أنا الألف و الياء... الخ "، التي تكررت في الرؤيا عدة مرات إنما ينقلها الملاك، الذي ظهر ليوحنا في رؤياه، عن قول الله سبحانه وتعالى عن نفسه، لا عن قول المسيح عن نفسه!. نظرة بسيطة لأول مرة جاءت فيها هذه العبارة في أول إصحاح من سفر رؤيا يوحنا هذا توضح ذلك:

" من يوحنا إلى الكنائس السبع في آسية. عليكم النعمة و السلام من لدن الذي هو كائن و كان و سيأتي، و من الأرواح السبعة الماثلة أمام عرشه، و من لدن يسوع الشاهد الأمين و البكر من بين الأموات و سيد ملوك الأرض. لذاك الذي أحبنا فحلنا من خطايانا بدمه، و جعل منا مملكة من الكهنة لإلـهه و أبيه، له المجد و العزة أبد الدهور آمين. ها هو ذا آتٍ في الغمام. ستراه كل عين حتى الذين طعنوه، و تنتحب عليه جميع قبائل الأرض. أجل، آمين. " أنا الألف و الياء " هذا ما يقوله الرب الإلـه، الذي هو كائن و كان و سيأتي، و هو القدير. " رؤيا يوحنا: 1 / 4 ـ 8.

فنلاحظ بوضوح أن قائل أنا الألف و الياء هو: الرب الإلـه الذي هو كائن و كان و سيأتي، و هو غير المسيح، بدليل أنه عطفه عليه في البداية عندما قال: عليكم النعمة و السلام من الذي هو كائن و كان و.. و من الأرواح السبعة... و من لدن يسوع الشاهد...، و العطف يقتضي المغايرة.

و كذلك عندما تتكرر هذه العبارة ينبغي أن تفهم مثل هنا على أن المقصود منها هو الله تعالى.

هذا من جهة و من الجهة الثانية، فإن هذه العبارة حتى لو قلنا أنها للمسيح، فلا تتضمن نصا في تأليهه، لأنه يمكن تفسير عبارته: "أنا الأول و الآخر و البداية و النهاية" بمعنى: أنا أول خلق الله (أو بكر كل خليقة على حد تعبير يوحنا) فبهذا يكون الأول و البداية، و الحاكم يوم الدينونة بأمر الله، فبهذا يكون الآخر و النهاية لعالم الخليقة، و ما دام هذا الاحتمال وارد، فالاستدلال بالعبارة ساقط، كيف و مثل هذه العقيدة الخطيرة تقتضي الأدلة القطعية الصريحة التي لا تحتمل أي معنى آخر.

بهذا أكون قد انتهيت من مناقشة و تفنيد جميع الشبهات الواهية لمن يصرون على تأليه المسيح عليه السلام عبد الله و رسوله، سواء كانت من الأناجيل أو من رسائل التلاميذ القانونية الملحقة بها، و قل جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا، و أختتم كتابي هذا بقوله تعالى:


" يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم و لا تقولوا على الله إلا الحق، إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله و كلمته ألقاها إلى مريم و روح منه، فآمنوا بالله و رسله و لا تقولوا ثلاثة، انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السموات و ما في الأرض و كفى بالله وكيلا " النساء /

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق