إبطال
الشبهات التي يستند إليها المؤلهون لعيسى من الأناجيل
و ذلك بواسطة نصوص
الأناجيل نفسها،
كلام
المسيح عليه السلام و عبارات الأناجيل، سواء كان كلام بولس أو كلام يوحنا فمع أنه
في نظرنا يعبر عن فهمهما و اجتهادهما فحسب و لا يرقى لمرتبة الكلام الإلـهي النقي
المعصوم أي ليس له سلطان و حجية الإنجيل، و بالتالي فمهما قالا فليس قولهما بحجة
ملزمة، إلا أننا مع ذلك سنخصص الشبهات القادمة لمناقشة مستمسكاتهم على إلـهية المسيح
من رسائل بولس و يوحنا، و نثبت بالشواهد الصريحة القاطعة من نفس رسائل بولس و
يوحنا، أنهما ما كانا يعلمان ألوهية المسيح و لا قالا أبدا أنه الله المتجسِّد، بل
أكَّـدا أنه مخلوق خاضع لله. و سنناقش في ذلك الشبهات، بعض عبارات بولس و يوحنا
المشتبهة التي قد يبدو منها تأليه المسيح و نفنِّدها و نبين حقيقة أمرها
أسأل الله التوفيق و أن ينفع بهذا العمل و أن يجعله
خالصا لوجهه، و ليس قصدي من الكتاب التهجُّم على إخواننا النصارى، الذين
تربطنا بهم رابطة الوطن الواحد و البلد الواحد و المصير الواحد، بل
تربطني ببعض منهم صداقةُ طفولةٍ و زمالة دراسةٍ و جيرة حيّ
و ذكريات عزيزة، أو إثارة الفتنة بالطعن في دينهم، حاشا
و كلا، كيف و دينهم في عقيدتنا دين سماوي من عند الله تعالى ربنا
و ربهم، فيه أسمى و أرفع التعاليم، و إنما الكتاب حوار هادئ أدعوهم
فيه للعودة لأناجيلهم نفسها ليروا فيها عبودية المسيح لله تعالى، فيتركوا
الغلو بالمسيح، الذي قام به بعض أسلافهم في ماضي الزمن، و يعودوا
لوحدانية الله النقية الخالصة و إفراد ذاته بالإلـهية دون مشاركة أي ذات
أو شخص آخر له فيها، ذلك التوحيد الذي كان عين و لب دعوة سيدنا المسيح
عليه السلام و ذلك عملا بقوله تعالى: {قل
يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم أن لا نعبد إلا الله
و لا نشرك به شيئا و لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا
فقولوا اشهدوا بأنَّا مسلمون}،
الكتاب موجه للقارئ المسلم، خاصة أولئك الذين هم عرضة لدعايات و تأثير المبشرين، ليزدادوا يقينا بصحة ما أخبر به القرآن الكريم عن المسيح و رسالته بأنه عبدٌ رسولٌ أمرَ الناس بعبادة الله ربه و ربهم، لا أكثر. إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب، و الحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق