الأربعاء، 2 ديسمبر 2015

16- هل صلب المسيح حقاً ؟؟؟



16- هل  صلب  المسيح حقاً ؟؟؟
صلب المسيح حجر أساس العقيدة النصرانية فالصلب قد تم كي يفتدى المسيح خطيئة العالم ويكون الخلاص ,ويبطل الإيمان إن لم يكن المسيح صلب وقام كما   قال بولس مؤسس النصرانية في رسالته لأهل كورنثوس 15-14:
(إن لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل أيضا إيمانكم).
ولكن هناك أمر غريب وعجيب يشهد به كتاب النصارى المقدس على نفسه ألا وهو أن من تم صلبه ليس هو المسيح!!!!! كيف هذا؟؟ أخبركم كيف من خلال النصوص ولنرى هل فعلا من تم صلبه هو السيد المسيح؟؟؟
وسأحاول تبسيط الأمر كيفما اتفق كي يكون جلي الوضوح والله المستعان.

أولا :
الأربعة أناجيل التى دونت واقعة الصلب
دونت بعده بسنوات طويلة.
 وهذا يعترف به الجميع بما فيه النصارى والآباء والمؤرخين فأقدم الأناجيل التى كتبت هو إنجيل مرقص فقد جاء في مقدمة إنجيل مرقص في الطبعة الكاثوليكية للعهد الجديد (منشورات دار المشرق - بيروت) ص 153 ( إن الكتاب ألف في رومة بعد اضطهاد نيرون السنة 64م ) وفي الموضع نفسه قولهم:( فما من شيء يحول دون القول أن الإنجيل الثاني ألف بين السنة (65- 70 م) ويرى الباحث (وليم باركلي) أستاذ العهد الجديد بجامعة جلاسجو : ( أن إنجيل مرقص ما هو إلا خلاصة مشاهدات بطرس ، وخلاصة مواعظه ، فقد كان مرقص قريبا من بطرس حتى كان هذا يصفه بابنه) وقد قتل مرقص في مصر سنة 67م . وذهب بعض المؤرخين النصارى إلى أن بطرس هو من كتب هذا الإنجيل ونسبه إلى تلميذه مرقص، وفي ذلك يقول المؤرخ النصراني ابن البطريق:  ( وفي عهد نارون قيصر كتب بطرس رئيس الحواريين إنجيل مرقص في مدينة رومية ونسبه إلى مرقص)  .   وما يهمنا في سرد هذا هو أن كتابة الأناجيل لم تتم إلا بعد فتره طويلة من حدوث واقعة الصلب.
ثانيا:
جميع الحواريين تركوه وهربوا
ولم يحضر أحد منهم واقعة الصلب.
 بشهادة إنجيل مرقس Mk:14:50 (فتركه الجميع وهربوا).
 وأيضا في إنجيل متى Mt:26:56   (وأما هذا كله فقد كان لكي تكمل كتب الأنبياء.حينئذ تركه التلاميذ كلهم وهربوا). ومن يدعى غير ذلك فعليه بالدليل وإن كان دليله سيكذب مرقص ومتى ,,, أي أن كتبة الأناجيل الأربعة لم يحضر منهم أحد واقعة الصلب بل تلقوا هذا شفاهة من أفواه الناس وهذا هو بداية الالتباس.

ثالثا:
قول المسيح لهم قبل القبض عليه
أنهم جميعا سيشكون في شخصه
في إنجيل متى Mt:26:31   (حينئذ قال لهم يسوع كلكم تشكون فيّ في هذه الليلة لأنه مكتوب أني اضرب الراعي فتتبدد خراف الرعية).
 وأيضا في إنجيل مرقسMk:14:27  ( وقال لهم يسوع أن كلكم تشكون فيّ في هذه الليلة.لأنه مكتوب أني اضرب الراعي فتتبدد الخراف) .فالجميع كما أخبرهم المسيح سيشكون في شخصه وسيكونوا في ريبة منه وظن وشك .
رابعا :
هل كان السيد المسيح شخصيه معروفه
بين اليهود والناس في وقته أم كان شخصا مجهولا لهم؟؟
إجابة هذا السؤال نجدها من على فم السيد المسيح نفسه في الإنجيل طبقا لرواية يوحنا عندما سأله رئيس الكهنة عن تلاميذه وتعاليمه .
يوحنا الإصحاح الثامن عشر الأعداد 19 و 20 ( فسأل رئيس الكهنة يسوع عن تلاميذه وعن تعليمه أجابه يسوع أنا كلمت العالم علانية.أنا علّمت كل حين في المجمع وفي الهيكل حيث يجتمع اليهود دائما.وفي الخفاء لم أتكلم بشيء).
 فالجميع يعرفون السيد المسيح وكان شخصيه معروفه لجميع الشعب واليهود والكهنة وأيضا خلال صنع معجزاته أمام الجموع من رد البصر للأعمى أو تحويل الماء لخمر في عرس قانا الجليل وغيرها,,, فكيف يعطيهم الذي سلمه لهم وخانه ألا وهو يهوذا علامة عليه  ؟؟!!!
هل كانوا يجهلون شخص السيد المسيح أم كانوا يشكون في شخصه؟؟؟!!!
ونرى ذلك في إنجيل متى Mt:26:48 ( والذي أسلمه أعطاهم علامة قائلا الذي اقبّله هو هو.امسكوه) .
 بل وتأكيدا لهذا في إنجيل مرقص Mk:14:44  (وكان مسلمه قد أعطاهم علامة قائلا الذي أقبله هو هو .امسكوه وامضوا به بحرص) .
 أمرهم عجيب فالسيد المسيح شخصيه شهيرة لدى الجميع في وقته فهل كان يحتاج إلى أن يعطيهم علامة عليه ؟؟؟ّّّّّّ!!!! أم كانوا يشكون في شخصه كما أخبرهم السيد المسيح؟؟؟؟!!!! لقد تم القبض على المصلوب وحدوث الالتباس ليلا أمر وارد إذا أضفنا إلى هذا قول السيد المسيح لهم بأنهم سيشكون فيه,,,
خامسا :
صمت المقبوض عليه أمام بيلاطس .
 كما ورد في متى
 Mt:27:13    (فقال له بيلاطس أما تسمع كم يشهدون عليك)  .
  Mt:27:14 (فلم يجبه ولا عن كلمة واحدة حتى تعجب الوالي جدا).
 فإن كان هو المسيح فلماذا لم يجيبه؟؟ على الرغم من فصاحة لسان السيد المسيح؟؟!!!! بل أنه عندما أرسلوا المقبوض عليه لهيرودوس فرح كثيرا لأنه كان يريد أن يرى السيد المسيح ويسمع منه بل ويرى أية معجزه منه وسأله أشياء كثيرة فماذا حدث؟؟؟
يروى لنا كاتب إنجيل لوقا تلك الواقعة .
    Lk:23:8
(وأما هيرودس فلما رأى يسوع فرح جدا لأنه كان يريد من زمان طويل أن يراه لسماعه عنه أشياء كثيرة وترجى أن يرى آية تصنع منه).
 Lk:23:9  
 (وسأله بكلام كثير فلم يجبه بشيء).
 أكان هذا هو السيد المسيح فصيح اللسان قوى الحجة؟؟؟
سادسا :
ماذا كانت تهمة المصلوب كما يزعم النصارى؟؟
التجديف فقد صلبه اليهود من أجل التجديف فإن كان الهدف من التجسد هو الصلب كي ترفع الخطية أما كان للمقبوض عليه أن يثبت هذه التهمه كي يصلبوه ويتم الصلب والفداء؟؟
 لكن هل فعلا ثبتت عليه تهمة التجديف؟؟
لم يثبت على المقبوض عليه هذه التهمه أبدا .
ونرى هذا من خلال كلام بيلاطس كما يروى كاتب إنجيل لوقا .
 Lk:23:13  
(فدعا بيلاطس رؤساء الكهنة والعظماء والشعب).
 Lk:23:14
(وقال لهم : قد قدمتم إليّ هذا الإنسان كمن يفسد الشعب.وها أنا قد فحصت قدامكم ولم أجد في هذا الإنسان علّة مما تشتكون به عليه).
  Lk:23:4
(فقال بيلاطس لرؤساء الكهنة والجموع إني لا أجد علّة في هذا الإنسان).
 فهل إن كان المقبوض عليه هو المسيح وهو الإله المتجسد والذي جاء كي يصلب ويرفع الخطية ألم يكن الحري به أن يثبت التهمه على نفسه كي يتم الصلب وتتم خطة الرب؟؟؟!!!!!
سابعا :
سؤال وجهه اليهود للسيد المسيح
في الهيكل في رواق سليمان
وتم توجيه نفس السؤال للمقبوض عليه قبل أن يصلب فنجد أن هناك إجابتين مختلفتين تماما فإن كان المسيح هو الذي صلب فاختلاف الإجابة على نفس السؤال الموجه من نفس القوم لا يعنى إلا كذب المسيح وحاشا للسيد المسيح كنبي أن يكون كاذبا ولا يجوز هذا أيضا إن كان هو الإله التجسد كما يزعم النصارى .
فلنراجع سويا ما ذكره كاتب إنجيل يوحنا في الإصحاح العاشر من أول العدد الثالث والعشرون:
 ( وكان يسوع يتمشى في الهيكل في رواق سليمان. فاحتاط به اليهود وقالوا له إلى متى تعلّق أنفسنا.إن كنت أنت المسيح فقل لنا جهرا.أجابهم يسوع إني قلت لكم ولستم تؤمنون.الأعمال التي أنا اعملها باسم أبي هي تشهد لي.ولكنكم لستم تؤمنون لأنكم لستم من خرافي كما قلت لكم. خرافي تسمع صوتي وأنا اعرفها فتتبعني. وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد ولا يخطفها احد من يدي).
 فقد سأله اليهود إن كان هو المسيح فأجابهم بأنه قال لهم من قبل ولم يؤمنوا به ولم يصدقوه ويستدل على صدقه بالأدلة ألا وهى المعجزات والأعمال التى صنعها باسم الله والتي أيده بها ولكنهم لم يؤمنوا ولم يصدقوا لأنهم ليسوا من أتباعه وليسوا من المؤمنين به ولكن أتباعه تعرفه وتؤمن به وتعرف تعاليمه وهو يعرفهم وهى تتبعه,,, أرأيتم سألوه إن كان هو المسيح فأجاب بالإيجاب وساق لهم الأدلة.
 ولكن نفس السؤال تم توجيهه للمقبوض عليه فبماذا أجاب؟؟؟؟؟

كما يروى لنا كاتب إنجيل لوقا في الإصحاح الثاني والعشرون بدأ من العدد السادس والسبعون :
(قائلين إن كنت أنت المسيح فقل لنا.فقال لهم إن قلت لكم لا تصدقون. وان سألت لا تجيبونني ولا تطلقونني.)
 يجيبهم المقبوض عليه بأنهم من يدعون ذلك وإن أجابهم بغير ذلك لن يصدقوه وإن سألهم لن يجيبوه ولا يطلقوه!!!! ما هذا؟؟؟ ما هذه الإجابة أهي نفس الإجابة التى أجاب بها السيد المسيح في الهيكل؟؟؟!!!!
ويخبرنا كاتب إنجيل متى Mt:26:64   (قال له يسوع أنت قلت).
أيضا يجيب المقبوض عليه أنهم من يدعون ولم يقل هو شيئا مما يدعون!!
وفى لوقا Lk:22:70  
(فقال الجميع أفأنت ابن الله.فقال لهم انتم تقولون أني أنا هو).
 مازال مصرا على رده بأنهم هم من يدعون وليس هو من يقول بالله عليكم أهذا ما رد به السيد المسيح في رواق الهيكل؟؟؟
ثامنا  :
بماذا أخبر المقبوض عليه اليهود عن المسيح؟؟؟
نراجع هذا في رد المقبوض عليه بعد أن سألوه إن كان هو المسيح فنراه يجيب:
 Mt:26:64 :
 (قال له يسوع أنت قلت.وأيضا أقول لكم من الآن تبصرون ابن الإنسان جالسا عن يمين القوة وآتيا على سحاب السماء) أنتم تدعون إنى المسيح وأيضا أقول لكم منذ الآن أي في اللحظة التى يحدثهم فيها يكون ابن الإنسان وهو أحد ألقاب المسيح في الكتاب جالسا عن يمين القوه !!!
سبحان الله المقبوض عليه بين أيديهم ويسألونه إن كان هو المسيح فيجيبهم أنت تدعون هذا وليس أنا وفى اللحظة التى أحدثكم فيها يكون المسيح جالسا عن يمين قوة الله!!!! هل هناك أحد مازال يصر على أن المقبوض عليه هو المسيح؟؟؟؟
تاسعا :
تناقض رواة الأناجيل في سرد تفاصيل واقعة الصلب
مع الأخذ في الاعتبار النقطة الثانية ألا وهى أن لم يشهد أحد من كتبة الأناجيل واقعة الصلب فالجميع تركوه وهربوا فعلى سبيل المثال وليس الحصر من هم شهود الصلب؟؟؟
 Lk:23:49    
(وكان جميع معارفه ونساء كنّ قد تبعنه من الجليل واقفين من بعيد ينظرون ذلك). لم يحدد كاتب إنجيل لوقا من كان موجودا.
 Mt:27:56
(وبينهنّ مريم المجدلية ومريم أم يعقوب ويوسي وأم ابني زبدي).
Mk:15:40
(وكانت أيضا نساء ينظرن من بعيد بينهنّ مريم المجدلية ومريم أم يعقوب الصغير ويوسي وسالومة).
 اختلف متى ومرقص حول سالومة وأم أبني زبدي ...
أما كاتب إنجيل يوحنا فذكر آخرين Jn:19:25   
(وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية)!!!!!
مثال أخر حول ميعاد الصلب  :
يوحنا  Jn:19:14  
(وكان استعداد الفصح ونحو الساعة السادسة.فقال لليهود هوذا ملككم).
 أما مرقص Mk:15:25 
(وكانت الساعة الثالثة فصلبوه).
 أما متى  Mt:27:45
(ومن الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الأرض إلى الساعة التاسعة).
مثال أخر ماذا كانت آخر كلمه نطق بها المصلوب قبل أن يموت؟؟؟
 Mt:27(46:50)
(ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا ايلي ايلي لما شبقتني أي إلهي إلهي لماذا تركتني) .
 أما مرقص فيخبرنا أنه نطق بلغه أخرى Mk:15:34
( وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا ألوي ألوي لما شبقتني.الذي تفسيره إلهي إلهي لماذا تركتني) .
ولكن يوحنا يخبرنا أنه نطق بكلام أخر Jn:19:30  
(فلما اخذ يسوع الخل قال قد أكمل.ونكس رأسه واسلم الروح) .
و لوقا له رأى آخر في أخر كلمة قالها المصلوب Lk:23:46
(ونادى يسوع بصوت عظيم وقال يا أبتاه في يديك استودع روحي.ولما قال هذا أسلم الروح) هذه الأمثلة على سبيل المثال وليس الحصر فالقارئ لحادثة الصلب من خلال الأربعة أناجيل بإمكانه أن يستخرج العديد والعديد من الأقوال المختلفة والمتعرضة
فمن من كتبة الأناجيل الأربعة يمكننا أن نأخذ بكلامه في واقعة الصلب؟؟؟!!!

عاشرا :
ماذا قال المصلوب على الصليب؟؟؟
 إن أخذنا برواية كاتب إنجيل مرقص أو متى نجد أن من كان على الصليب لم يكن يشتكى إلى ربه بل كان يعاتبه فهو يسأله إلهي إلهى لماذا تركتني فهل إن كان هو المسيح الإله المتجسد ممن كان يعاتب ويدعوه ربى؟؟؟ وحاشا للمسيح كنبي أن يلوم ربه ولا يجوز أيضا في معتقد النصارى أن يكون للإله إله وإن كان أكان يعاتبه ويلومه؟؟؟ أسئلة تحتاج إلى إجابات مقنعه منطقيه .
بعد كل ما قد سبق هل هناك من يزال يصر على أن من صلب هو السيد المسيح؟؟؟
حادي عشر :
هل دعوة المسيح مستجابة؟؟  
 لقد دعا السيد المسيح الله ويقر الإنجيل إن الله قد استجاب له فهل حدث ذلك فعلا أم ما ورد بالإنجيل خطأ  ؟
نرى هذا في الرسالة إلى العبرانيين Heb:5:7  
(الذي في أيام جسده إذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت وسمع له من أجل تقواه) النص يخبرنا أن المسيح طلب من الله بالصراخ الشديد والدموع وتضرع له أن يخلصه من الموت ويقر النص أن الله سمع له من أجل تقواه)  !!! أهذا النص كاذب؟؟
هناك نص آخر يخبرنا بالحقيقة في المزامير Ps:91:14 
(لأنه تعلق بي أنجيه.أرفعه لأنه عرف اسمي).
) Ps:91:15  يدعوني فاستجيب له.معه أنا في الضيق.أنقذه وأمجده).
 فماذا نقول في هذه النصوص؟؟
فالمزامير كما يؤمن النصارى هي نبؤات عن السيد المسيح وتخبرنا أن الله أنقذه ونجاه بل ورفعه أيضا وهو يدعو الله فيستجيب له .
وأيضا كاتب إنجيل متى يخبرنا بما حدث بينه وبين الشيطان حينما كان يجربه Mt:4:6 
(وقال له إن كنت ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل.لأنه مكتوب انه يوصي ملائكته بك.فعلى أياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك) .
فنرى أن الشيطان يطلب منه كتجربة أو اختبار إن كان هو المسيح فليطرح نفسه أسفل فإن كان هو حقا فلن يلحقه أذى لأن الله يوصى به ملائكته فيحملونه على أيديهم كي لا تصطدم رجله بحجر ويستدل الشيطان على كلامه هذا بما ورد في المزامير Ps:91:11   (لأنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك).
)  Ps:91:12 على الأيدي يحملونك لئلا تصدم بحجر رجلك) .
فالشيطان كان يعرف المزامير ويعرف من كان المقصود بها فهل نجاه الله فعلا ورفعه كما تخبرنا المزامير وهل استجاب له الله كما تخبرنا رسالة العبرانيين؟؟؟ أم علينا أن نحذف هذه النصوص أيضا؟؟!!! هل هناك من لا زال مصرا على أن المسيح قد صلب؟؟؟
كل ما قد سبق مستخرج من كتاب النصارى المقدس فهل من قال أن السيد المسيح لم يصلب هم المسلمون؟؟؟ لنرى!!!
إنجيل توما:
وهو إنجيل غير معترف به من قبل النصارى وبعد أن نذكر ما بعض ما جاء به حول قضية صلب المسيح سنعرف لماذا لم يعترف به النصارى و النسخ المكتشفة من إنجيل توما تعود إلى حوالي العام 150م كما قدر بعض خبراء المخطوطات.
و يرجع المحقق كويستر هذا الإنجيل إلى منتصف القرن الأول الميلادي، وأرجعه المحقق كيسيبل إلى العام 140م.
و يذكر إنجيل توما بعد أن وضّح بأن بديلاً عن المسيح عليه السلام هو من صُـلب    و الكلام على لسان سيدنا عيسى عليه السلام كما يرويه توما:
( لم أخضع لهم كما أرادوا . و أنا لم أمت في الواقع بل في الظاهر لكيلا يلحقوا بي العار. لأن موتي الذي ظنوا أنهم أوقعوه بي إنما أوقعوه بأنفسهم في خطئهم و العمى. إذ مسمروا رجلهم على موتهم . لقد كان شخصاً آخر الذي شرب المر و الخل. لم يكن إياي. ضربوني بالقصب ! لقد كان شخصاً آخر هو شمعون. الذي حمل الصليب على كتفه. لقد كان شخصاً آخر الذي وضعوا على رأسه التاج و الشوك. و أنا كنت أضحك من جهلهم). The Holy Blood and The Holy Grail.
إنجيل برنابا:
وهو أيضا غير معترف به من قبل النصارى فقد ادعى إنجيل برنابا أن الله ألقى شبه عيسى على يهوذا وأنه رُفع إلى السماء. و قد مهد لدعواه بإعلان أن المسيح عليه السلام سوف يحيا إلى نحو منتهى العالم ، وأن جبريل قد أخبره بخيانة يهوذا. ثم أعلن يسوع أن الله سيصعده من الأرض وسيغير منظر الخائن (يهوذا) حتى يظنه كل أحد أنه يسوع (برنابا 112-15(.
ثم يؤكد إنجيل برنابا القول بأن المسيح عليه السلام لم يوضع على الصليب أبداً   بل ألقى الله شبهه على يهوذا الأسخريوطي فصلب بديلا عنه. و مما قاله برنابا:
الحق أقول إن صوت يهوذا و شخصه ووجهه بلغت من الشبه بيسوع أن اعتقد تلاميذه و المؤمنون به كافة أنه يسوع. ( إنجيل برنابا : تحقيق سيف الله أحمد فاضل ص292).
إنجيل بطرس:
وهو أيضا إنجيل لا يعترف به النصارى: يقول عن يسوع ما يلي: (رأيته يبدو كأنهم يمسكون به، وقلت: ما هذا الذي أراه يا سيد ؟ هل هو أنت حقاً من يأخذون ؟.. أم أنهم يدقون قدميّ ويديّ شخص آخر؟.. قال لي المخلص.. من يُدخلون المسامير في يديه وقدميه هو البديل، فهم يضعون الذي بقي في شبهة في العار ! انظر إليّ، وانظر إليه(.
هذا ما تخبرنا الأناجيل الأخرى وطبعا علمنا الآن أحد أسباب رفض النصارى لهذه الأناجيل فهي تنفى حدوث واقعة الصلب والفداء وتنسف معتقدهم نسفا وهم لا يقبلون بأي شيء يخالف معتقدهم حتى وإن كان صحيحا.
وهل المسلمون والأناجيل الغير معترف بها فقط هي من تنكر صلب المسيح؟؟
الناظر إلى الوثائق التاريخية لا يجد أي دليل تاريخي موثوق يؤكد قصة وضع المسيح عليه السلام على الصليب. لكنه سيجد في كتب التاريخ و كتب النصارى أنفسهم تأكيدات بأن كثيراً من الطوائف النصرانية ظلت تعتقد طوال القرون الأولى بأن المسيح عليه السلام لم يعلق على الصليب قط.
فمثلاً يقول القديس الفونسوس ماريا دي ليكوري:
 أن من بدع القرن الأول قول فلوري: (إن المسيح قوة غير هيولية، وكان يتشح ما شاء من الهيئات، ولذا لما أراد اليهود صلبه؛ أخذ صورة سمعان القروي، وأعطاه صورته، فصلب سمعان، بينما كان يسوع يسخر باليهود.
و يقول المفسر جون فنتون شارح إنجيل متى:
 إن إحدى الطوائف الغنوسطية التي عاشت في القرن الثاني قالت بأن سمعان القيرواني قد صلب بدلاً من يسوع.
و قد ظهرت كثير من الفرق المسيحية - بين عهد المسيح عليه السلام و ظهور الإسلام - التي كانت تنكر حدوث عملية الصلب تلك. و من تلك الفرق:
الباسيليديون والكورنثيون والكاربوكرايتون والساطرينوسية والماركيونية والبارديسيانية والسيرنثييون والبارسكاليونية والبولسية والماينسية، والتايتانيسيون والدوسيتية والمارسيونية والفلنطانيائية والهرمسيون.
 و من أهم الفرق المنكرة لصلب المسيح الباسيليديون؛ الذين نقل عنهم كل من "سيوس" والمفسر "جورج سايل" القول بنجاة المسيح، وأن المصلوب هو سمعان القيرواني، وسماه بعضهم سيمون السيرناي.
سؤال ...ومن الفرق التي قالت بصلب غير المسيح بدلاً عنه:
 الكورنثيون والكربوكراتيون والسيرنثيون. يقول جورج سايل
( إن السيرنثيين والكربوكراتيين، وهما من أقدم فرق النصارى، قالوا : إن المسيح نفسه لم يصلب ولم يقتل، وإنما صلب واحد من تلاميذه، يشبهه شبهاً تاماً، وهناك الباسيليديون يعتقدون أن شخصاً آخر صلب بدلاً من المسيح).
وثمة فِرق نصرانية أخرى قالت بأن المسيح عليه السلام نجا من الصلب، وأنه رفع إلى السماء، ومنهم الروسيتية والمرسيونية والفلنطنيائية.
وقد استمر إنكار صلب المسيح لاحقاً أيضاً، فكان من المنكرين الراهب تيودورس (560م) والأسقف يوحنا ابن حاكم قبرص (610م) وغيرهم.
هل هناك من لا يزال مصرا على أن من صلب هو السيد المسيح؟؟؟
إن كان لا يزال هناك أحد فليفند أدلتنا دليل دليل ثم يأتي لنا بأدلته.
صدق الله العظيم حيث قال : وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً{157} بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً{158} [النساء : 157]
آخر كلامي أتوجه لكل من قرأ هذا المقال بعناية بالشكر
 ومن يريد أن يفند المقال ألا يأخذه على محمل شخصي ويبدأ في الطعن بلا دليل بل يعمل عقله وقلبه ويتحدث بالمنطق فأقسم بمن خلقني وخلق الكون ومن فيه وما فيه إنى لا أرجو من هذا المقال إلا أن يجعله الله نورا يضيء به بصيرة من لا يرى.
قال تعالى:)وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) [البقرة : 111]
وأخر دعوانا أن الحمد لله وأستغفر الله لي ولكم جعلنا الله وإياكم ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه .
****************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق