الأربعاء، 2 ديسمبر 2015

15- الإدعاء بصلب المسيح عليه السلام



15- الإدعاء بصلب المسيح عليه السلام
1- ادعى النصارى أن صلب المسيح كان لتحقيق العدل والرحمة , فأي عدل وأي رحمة في تعذيب غير مذنب وصلبه؟ وقد يقولون :إنه هو الذي قبل ذلك , فكيف قبل ذلك وهو يصرخ على الصليب ويقول : إلهي إلهي لماذا تركتني ؟ وحتى لو هو الذي قبل ذلك فنقول لهم : إن من يقطع يده أو يعذب نفسه أو ينتحر , فإنه مذنب , ولو كان هو يريد ذلك .
2- إذا كان المسيح ابن الله , فأين كانت عاطفة الأبوة وأين كانت الرحمة حينما كان الابن الوحيد يلاقي دون ذنب ألوان التعذيب الصلب مع دق المسامير في يديه ؟
3- ما هو تصور النصارى لله - جل في علاه - الذي لا يرضى إلا أن يترل العذاب المهين بالناس ، والعهد في الله - الذي يسمونه الآب و يطلقون عليه : الله محبة ، الله رحمة أن يكون واسع المغفرة ، كثير الرحمات ؟
4- من هذا الذي قيد الله - سبحانه وتعالى - وألزمه وجعل عليه أن يلتزم العدل وأن يلتزم الرحمة ، وأن يبحث عن طريق للتوفيق بينهما ، بين العدل والرحمة ، بأن يترل ابنه الوحيد ، في صورة ناسوت ، يصلب تكفيرا عن خطيئة آدم ؟
5- يدعي النصارى أن ذرية آدم لزمهم العقاب بسبب خطيئة أبيهم ، وفي أي شرع يلتزم الأحفاد بأخطاء الأجداد - خاصة وأن الكتاب المقدس ينص على أنه ( لا يقتل الآباء عن الأولاد ، ولا يقتل الأولاد عن الآباء . فكل إنسان بخطيئته يقتل).
 تثنية  ٢٤ : ١٦
6- إذا كان صلب المسيح عملا تمثيليا على هذا الوضع ، فلماذا يكره النصارى اليهود ويرونهم آثمين معتدين على السيد المسيح ؟ إن اليهود - وخاصة يهوذا الأسخريوطي - كانوا حسب الفهم النصراني لموضوع الصلب أكثر الناس عبادة لله لأنهم بذلك نفذوا إ رادة الله التي قضت بصلب ابنه فقاموا هم بتنفيذ ذلك العمل .
7- هل كان نزول ابن الله وصلبه للتكفير عن خطيئة البشر ضروريا ، أم كانت هناك وسائل أخرى من الممكن أن يغفر الله بها خطيئة البشر ؟
* والكاتب المسيحي الذي أسلم - عبد ا لأحد داود وكان مطرانا للموصل -ينتقد قصة التكفير عن الخطيئة هذه انتقادا سليما فيقول :
إن من العجيب أن يعتقد المسيحيون أن هذا السر اللاهوتي ، وهو خطيئة آدم وغضب الله على الجنس البشري بسببها ظل مكتوما عن كل الأنبياء السابقين ولم تكتشفه إلا الكنيسة بعد حادثة الصلب  .
ويقول هذا الكاتب - عبد الأحد داود - : إن ما حمله على ترك المسيحية هو هذه المسألة وظهور بطلانهم ، إذ أمرته الكنيسة بأوامر لم يستسغها عقله وهي :
أ - نوع البشر مذنب بصورة قطعية ويستحق الهلاك الأبدي .
ب - الله لا يخلص أحدا من هؤلاء المذنبين من النار الأبدية المستحقة عليهم بدون شفيع.
ج - الشفيع لا بد أن يكون إلها تاما وبشرا تاما.
ويدخل هذا الكاتب في نقاش طويل مع المسيحيين بسبب هذه الأوامر ، فهم يرون أن الشفيع لا بد أن يكون مطهرا من خطيئة آدم ، ويرون أنه لذلك ولد عيسى من غير أب لينجو من انحدار الخطيئة إليه من أبيه .
ويسألهم الكاتب : ألم يأخذ عيسى نصيبًا من الخطيئة عن طريق أمه ؟
ويجيب هؤلاء : بأن الله طهر مريم من الخطيئة قبل أن يدخل الابن رحمها .
ويعود الكاتب يسأل : إذا كان الله يستطيع - التطهير - هكذا في سهولة ويسر إذ يطهر بعض خلقه ، فلماذ ا لم يطهر خلقه من الخطيئة كذلك بمثل هذه السهولة وذلك اليسر  بدون إنزال ابنه وبدون تمثيلية الولادة والصلب ؟ ونضيف إلى نقاش عبد الأحد داود  أن قولهم بضرورة أن يكون الشفيع مطهرًا من خطيئة آدم ، مما استلزم أن يولد عيسى من غير أب أو أن يطهر الله مريم قبل دخول عيسى رحمها ، يحتاج إلى طريق طويل معقد ، وكان أيسر منه أن يترل ابن الله مباشرة في مظهر الإنسان دون أن يمر بدخول الرحم والولادة . ونضيف كذلك أن اتجاه المسيحيين هذا يتعارض مع اتجاه مسيحي آخر ، هو أن ابن الله دخل رحم مريم ليأخذ مظهر الإنسان وليتحمل في الظاهر بعض خطيئة آدم الذي يبدو ابن الله كأنه ولد من أولاده  ثم يصلب ابن الله تكفيرًا عن خطيئة البشر الذين أصبح كواحد منهم .
ويبقى أن نسأل أسئلة أخيرة في هذا الموضوع هي :
هل كان الأنبياء جميعًا ، نوح - إبراهيم - موسى . . ، مدنسين بسبب خطيئة أبيهم ؟
وهل كان الله غاضبًا عليهم كذلك ، وكيف اختارهم مع ذلك لهداية البشر ؟
هذه الأسئلة نضعها بين يدي النصارى لعلهم يحاولون الإجابة عنها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق