الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

*اعتراضات علي العقيدة المسيحيةمن أبنائه النقاد



اعتراضات علي العقيدة المسيحيةمن أبنائه النقاد

قال " ماكينون وفيدلر وويليامز وبيزنط " في كتابهم اعتراضات على العقيدة المسيحية

إن هذا عصر أصبحت فيه أساسيات العقيدة المسيحية موضع ارتياب، وإن الدعاوى التي تقوم ضد المسيحية لم يعد ممكنأ مواجهتها بتكرار الحجج القديمة أو تلك التبريرات الواهية
والنقاد الغربيون يعترفون صراحة بأن "المسيحية الحقة انتهت بعد رفع المسيح بقليل ودشن انتهاؤها سنة 325 في مجمع نيقية على يد الإمبراطور الوثني قسطنطين، وهذا شيء أصبح معروفاً للغالبية العظمى من المثقفين المسيحيين،
وأن ما هو موجود اليوم ويحمل اسم المسيحية فالمسيح بريء من معظمه
. إذ فيه القليل القليل من أقوال المسيح
والباقي ما هو إلا "أفكارأ شاؤول (بولس) اليهودي الفريسي ممزوجة بالوثنية ومضافاً إليها أفكار المجمعات الكنسية القديمة المنغلقة على نفسها،
صاحبة بدعة الثالوث التي كانت تعيش في ظلام الجهل وعدم المعرفة. وهي التي أنكرت دوران الأرض حول الشمس وحكمت بالإعدام على"برونو" و "كوبرنكس" وهددت "جاليليو" وأعدمت العديد من المصلحين الدينيين الثائرين،
تلك الأفكار التي عفا عليها الزمن، لذا فأساسيات العقيدة (الشاؤولية- البولسية- الكنسية الوثنية)
الموجودة اليوم والتي تحمل اسم "المسيحية" زوراً، أصبحت في عصرنا الحاضر عصر النور والاكتشافات العلمية والصعود إلى القمر، تهتز تحت ضربات النقاد المسيحيين أنفسهم وثبت أنها أساسيات بالية عفا عليها الزمن وتحتاج إلى بريسترويكا وجلاسنوست، أي إلى الانفتاح والمكاشفة العلنية والاعترف بأن ما كان ينطلىِ على الناس في العصور المظلمة من قبل الكنيسة، يوم كانت هي الحاكمة بأمرها والسيف بيدها، لم يعد ينطلي عليهم اليوم في القرن العشرين عصر الديمقراطية والحريات، ولا بد للرجوع إلى رسالة عيسى الحقة في الوحدانية، لا سيما بعد اكتشاف مخطوطات البحر الميت، التي صدمت قساوسة النصارى وكهنة اليهود على حد سواء وبينت كذب تعاليمهم.

وبهذا الصدد يقول جون تولاند على لسان ايرانيوس:
"لكي تدهش- الكنيسة- السذج الذين لا يعرفون حقيقة الإنجيل
وهذا التحريف والتغيير في الأناجيل لا زال جاريأ حتى وقتنا الحاضر تحت اسم "الأناجيل المنقحة" ويشهد على ذلك أكثر من عشرين طبعة مختلفة للكتاب المقدس والأناجيل في السوق ولا تنطبق واحدة منها على الأخرى.
ولقد أشار هيردر في عام 1976 إلى ما بين ( مسيح مرقص ومتى ولوقا) وبين "المسيح في إنجيل يوحنا" من فوارق لا يمكن التوفيق بينها مما يجعل إنجيل يوحنا إنجيلاً كاذباً!.

ولقد جاء في دائرة المعارف الأمريكية عن تناقضات هذه الأناجيل الثلاث مع إنجيل يوحنا
"أن الاختلاف بينهما عظيم لدرجة أنه لو قبلت الاْناجيل المتشابهة الثلاث الأولى باعتبارها صحيحة وموثوقاً بها فإن ما يترتب على ذلك هو عدم صحة إنجيل يوحنا!.
ولقد كان سلسوس يصيح في القرن الثاني أن المسيحيين بدلوا أناجيلهم ثلاث مرات أو أربع بل أزيدأ وكذا فستوس من علماء فرقة "ماني كيز" كان يصيح في القرن الرابع بأن هذا الأمر محقق وأن العهد الجديد ما صنعه المسيح ولا الحواريون بل صنعه رجل مجهول ونسبه إلى الحواريين ورفقائهم خوفاً من أن لا تعتبر الناس تحريره، ظانين أنه غير واثق من الحالات التي كتبها، وآذى بذلك المريدين لعيسى إيذاء بليغاً بأن ألف الكتب التي توجد فيها الاْغلاط والمتناقضات.

ما عن قانونيتها وقداستها
فنجد "جون لوريمر" يقول: ( لم يصلنا إلى الان معرفة وافية عن الكيفية التي اعتبرت بها الكتب المقدسة كتباً قَانُونِيَّة)
فإذا كانت فرضت بالقوة فمن الذي فرضها ولمصلحة من!؟
وإذا لم تكن هناك معرفة عن كيفية اختيارها لتكون كتباً قانونية فكيف تكون مقدسة!؟.
كما يكذبها السير آرثر فندلاي فيقول: "يجب أن يعلم كل إنسان أنه لا توجد وثيقة واحدة أصلية متعلقة بحياة عيسى".
ولكن يؤكد ناشر إنجيل برنابا أن البشارة بنبي الإسلام محمد واردة في الأناجيل بنصها القرآني حيث يقول في تقديمه للإنجيل المذكور "نقل الشيخ محمد بيرم عن رحالة إنكليزي أنه رأى في "دار الكتب البابوية بالفاتيكان" نسخة من الإنجيل مكتوبة بالقلم الحميري قبل بعثة النبي وفيها يقول
المسيح:
)
ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد(
وذلك موافق لنص القرآن بالحرف .. ثم يعلق على ذلك بقوله: (فظهر أن في مكتبة الفاتيكان من بقايا تلك الأناجيل والكتب التي كانت ممنوعة في القرون الأولى ما لو ظهر لأزال كل شبهة عن إنجيل برنابا وغيره )، فأين هذا النص القرآني في الأناجيل المتداولة اليوم؟.
وهذا أيضاً للأسف يكذبه النقاد المسيحيون الغربيون. ولا شك أن المسيحي العادي سيصدم عندما يعرف أن أيًّا من كتبة هذه الأناجيل الأربعة لم يكن تلميذاً للمسيح أو شاهد عيان للأحداث.
 فتعالوا نقرأ أَقْوَال النقاد المسيحيين الغربيين أنفسهم:
(1)
متَّى: يقول موريس بوكاي "انه لم يعد اليوم مقبولاً أنه أحد حواريي المسيح " أي مؤلف إنجيل متَّى الحالي ليس هو في الحقيقة متى التلميذ.
(
ب) مرقص: "كولمان " لا يعتبر مرقص تلميذاً للمسيح ويقول نينهام: لم يوجد أحد بهذا الاسم كان على صلة وثيقة وعلاقة خاصة بيسوع أو كانت له شهرة خاصة في الكنيسة الأولى ، ويقول بابياس عنه: (لم يكن قد سمع يسوع ولا كان تابعاً شخصيأ له ).
(
ج) لوقا: أديب وثني آمن ببولس بعد رفع المسيح، لم يدرك عيسى ولا رآه، ومثله مثل بولس الذي بدوره لم يدرك عيسى ولا رآه.
(
د) يوحنا: لا يتمسك غالبية المعلقين بالفرض القائل إنه هو الذي حرر الإنجيل الرابع.
ويقول ر. هـ تشارلز، وألفرد لويزي، وروبرت ايزلر:
إن رأس يوحنا (الحواري) قطعه أجربا الأول سنة 44 م أي قبل تأليف هذا الإنجيل بكثير، وأن هذا الإنجيل كتب سنة 110- 115 م من قبل كاتب مجهول وليس يوحنا بن زبدي التلميذ.
ماذا يعني كل هذا؟!. ببساطة يعني دحضاً لوثيقة الفاتيكان المذكورة على لسان النقاد المسيحيين أنفسهم، كما يعني توضيحاً لكل غافل من نصارى اليوم أن أيًّا من مؤلفي الأناجيل لم يكن تلميذاً أو رسولاً للمسيح كما يدعي الفاتيكان. وهل يعقل أصلاً لتلاميذ المسيح الذين وصفتهم الأناجيل بأنهم كانوا صيادي سمك أن يؤلفوا أناجيل وباللغة اليونانية!!؟.
كما تقول الموسوعة الفرنسية المجلد السابع عشر:إ إن الناس قد تكلموا في كون الكتب المقدسة إلهامية، وقالوا إنه يوجد في أفعال مؤلفي هذه الكتب وأقوالهم أغلاطاً واختلافات مثلاً إذا قوبلت الفقرة من متَى 10/19-20 مع مرقص 13/ 11 مع 6 أعداد من أول إصحاح 23 من كتاب أعمال الرسل يظهر ذلك. وقيل أيضاً إن الحواريين ما كان يرى بعضهم صاحب وحي كما يظهر هذا من مباحثاتهم في محفل أورشليم، ومن إلزام بولس لبطرس، وقيل أيضاً إن المسيحيين القدماء ما كانوا يعتقدون أنهم معصومون من الخطأ".
وتقول الموسوعة البريطانية المجلد الحادي عشر: "قد وقع النزاع في أن كل قول مندرج في الكتب المقدسة هل هو إلهامي أم لا... فقال "جيروم" و " كرتيس " و "أرازس" و"بركوبيوس" وكثيرون آخرون من العلماء: إنه ليس كل قول فيها إلهامياً" ثم قالوا في المجلد التاسع عشر: "الذين قالوا إن كل قول مندرج فيها إلهامي لا يقدرون أن يثبتوا دعواهم بسهولة".
أما إذا كان الفاتيكان بعد كل هذا يصر على رأيه فنشير عليه بالرجوع إلى مقدمة إنجيل لوقا التي تنسف زعم الوحي هذا من أساسه.
إذ يقول لوقا في مقدمة إنجيله: "إذا كان كَثَيْرُون قد أخذوا بتأليف قصة في الاْمور المستيقنة كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداماً للكلمة رأيت أنا أيضأ إذ تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق أن اكتب أيها العزيز ثاوفيلس... ".
فلوقا يعترف أن السابقين ألفوا قِصَصًا وذلك ينافي الإلهام. وهو يقرر أنهم تسلموا هدْه المعلومات من الذين كانوا منذ البدء معاينين لا من روح القدس، ثم هو يقرر عن نفسه بأنه نوى وبدأ يكتب ما تتبعه في الأول، فأين الإلهام؟ وأين الوحي؟.
وكان الأولى بالقساوسة الذين أصدروا وثيقة الفاتيكان ووقعوا عليها أن ينزعوا مقدمة إنجيل لوقا من كل الأناجيل في العالم قبل أن يَصْدُرُوا وثيقتهم تلك وأن ينزلوا من أبراجهم العاجية إلى الشارع ليروا ماذا يقول الناس وماذا يكتب النقاد عن هذه الأناجيل.

هذا في الوقت الذي يؤكد فيه النقاد أمثال كولمان ومعلقو الترجمة المسكونية للأناجيل المنشورة عام 1972م والتي تضافر لها أكثر من 100 متخصص من علماء الكاثوليك والبروتستانت، أن كتبة الأناجيل عندما كتبوا أناجيلهم من التراث الشفهي بعد وقوع الأحداث بعشرات السنين لم يفكروا بشيء اسمه الوحي الذي تزعمه وثيقة الفاتيكان بل كتبوا من وجهة نظرهم- أو نظر طوائفهم-. وأن السبب في كتابة هذه الأناجيل هو الصراع الذي كان دائراً بين الطائفة التي تولدت بعد خروج شاؤول (بولس) للأمم، وبين اليهود/المسيحيين الأوائل (الموحدين بالله) الذين التفوا حول يعقوب، قريب المسيح بعد رفعه،
وفي هذا الصدد يقول موريس بوكاي:
"
لولا وجود الصراع بين الطوائف التي ظهرت بسبب انشقاق بولس- شاؤول- لما حصلنا على الكتابات التي بحوزتنا اليوم. إن هذه الكتابات الظرفية الخصامية- أي التي أملتها الظروف للرد على الخصوم- قد ظهرت في فترة صراع حاد بين الطائفتين وفي هذا العصر شكلت "المسيحية البولسية بعد نصرها النهائي مجموعة نصوصها الرسمية (الأناجيل الأربعة وملحقاتها) التي استبعدت كل الوثائق (الأناجيل) الأخرى التي لم تكن توافق الخط الذي اختارته الكنيسة" أي الخط الشاؤولي الكنسي الوثني ذي الأقانيم الثلاثة.

من كل ما سبق يثبت لنا أن النقاد الغربيين أنفسهم يدحضون رأي الفاتيكان في مسألة الوحي وأن كتابة هذه الأناجيل ليست إلهامية.
(
ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه بشيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل اللّه، ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم، اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون) سورة الأنعام: الآية 93.

-
الكنيسة تؤكد أن الأناجيل تنقل بشكل أمين أقوال واْفعال المسيح طيلة حياته بين البشر:

لأناجيل كلها متناقضة، بل أكثر من ذلك كل إنجيل يناقض نفسه. فأين أقوال المسيح وأفعاله الحقيقية في هذه الأناجيل!؟.
فهذا متَّى على سبيل المثال يبدأ إنجيله بِتَصْوِير المسيح لنا مؤمناً بإله واحد عندما يقول للشيطان في التجربة: "للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد" متى: 4/0ا
بينما في اَخر إنجيله يجعله مشركاً باللّه ومؤمناً بالثالوث عندما جعله يقول: "وعمدوهم باسم الأب والابن والروح القدس " متى: 28/ 20 ،!!
بينما التاريخ يخبرنا أن صفة التثليث هذه لم تعرف ولم تقر إلا في مجمع أفسس سنة 381م أي بعد رفع المسيح بمئات السنين فأين الأمانة في هذا؟!. وعليه فهل خلاص البشر يتعلق بالإيمان باللّه الواحد حسب ما جاء في أول الإنجيل أم بالإيمان بالثالوث حسب ما جاء في آخره!!!؟.
 وأين الأمانة في تعيين متَى لبطرس خليفة للمسيح في الوقت الذي كان المسيح قد قال:
"كل من يعترف بي قدام الناس أنا أيضاً أعترف به قدام إلهي الذي في السموات ولكن من ينكرني قدام الناس أنكره قدام إلهي الذي في السموات "متَى: 32/10،. وبطرس أنكر المسيح ثلاث مرات بل أقسم أنه لا يعرفه. وفي مكان آخر ذكرت الأناجيل أن المسيح قا ل له: "اذهب عني يا شيطان " متَى:16/32،.

وأين الأمانة فيما ذكره متَّى أيضاً على لسان المسيح لتلاميذه "وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا" متَى. 10/5، في الوقت الذي يناقضه يوحنا فيقول: إن المسيح ذهب إلى مدينة السامريين بنفسه "فلما جاء إليه السامريون سألوه أن يمكث عندهم فمكث هناك يومين " يوحنا: 4/. 4،. فهل يعقل أن ينهى المسيح تلاميذه عن أمر ويأتي هو بمثله!!؟.

وأين الأمانة فيما ذكره لوقا عن صيد السمك حتى كادت السفينتان أن تغرقا في بداية دعوة
عيسى في الجليل لوقا:5/3-8 ، بينما يوحنا سرق نفس الرواية من إنجيل زميله وأوردها بعد قيام المسيح المزعوم من الأموات؟! يوحنا: 21/ 6،.

وأين الأمانة في أقوال المصلوب الأخيرة قبل أن يسلم الروح؟
 أهي كما ذكر مرقص:
"
ألوي ألوي لما شبقتني " أم كما ذكرها متَى: "ايلي ايلي لما شبقتني " أم كما ذكرها لوقا: "يا أبتاه في يديك أستودع روحي " أم كما ذكرها يوحنا: "قد كمل ونكس رأسه وأسلم الروح ".

وأين الأمانة التي نقلت بها الأناجيل مسألة رفع المسيح إلى السماء، هل كانت بعد القيام مباشرة كما ذكر لوقا في إنجيله، أم بعد أربعين يوماً من ذلك كما ذكر لوقا نفسه في أعمال الرسل التي هو مؤلفها أيضاً، في الوقت الذي نسي متَّى ويوحنا مسألة الرفع كليًّا!!؟.

وأين... وأين... وأين... ثم هل المسيح هو ابن مريم، أم ابن يوسف النجار، أم ابن داود، أم ابن الله، أم ابن الإنسان، أم ملك اليهود، أم النبي المنتظر، أم حمل اللّه، أم اللّه نفسه؟!! وهل... وهل... وهل...؟.

لماذا يسكت الفاتيكان عن هذه التناقضات الفاضحة وعن كثير كثير غيرها في الأناجيل التي يعتبرها مقدسة ويقول إن عنده الأصل الرسولي لها ولا يحرك ساكناً لإصلاحها ليعيد إليها الأمانة المفقودة مرة واحدة وإلى الأبد!!؟.

ومن الطريف أن الأب روجيه فىِ كتابه المسمى "مقدمة الإنجيل" طبعة سنة 1973 م صفحة 187 يحاول أن يدافع عن مثل هذه التناقضات خصوصاً مسألة الرفع إلى السماء بقوله:
 "إن المشكلة هنا لا تبدو غير قابلة للحل إلا إذا أخذ المرء بحرفية دعاوى الكتاب المقدس ونسي دلالتها الدينية. فيرد عليه الدكتور موريس بوكاي قائلاً: "كيف نكتفي بمثل هذا التفسير؟. إن صيغ التملق من هذا النوع لا يمكن أن تصلح إلا للمؤمنين بلا قيد أو شرط ، أي إيمان العجائز ، ولا تصلح للمتعلمين والمثقفين وخاصة النقاد.

وكذلك يحاول الأبوين بنوي وبومار في طبعة الأناجيل الأربعة الجزء الثاني صفحة 451 أن يدافعا عن مثل هذه التناقضات بعبارات مبهمة لا معنى لها إذ قالا:
 "إن التناقض عند لوقا في مسألة الرفع بين إنجيله وأعمال الرسل يرجع إلى "حيلة أدبية" . ويعلق بوكاي ساخراً على هذا الدفاع بقوله: "وليفهم من يفهم " !!!.
وفي النهاية يختتم بوكاي تعليقه بقوله:
 "واضح تماماً أن التصريح المسكوني وهذه المواقف يضعاننا بين قضايا متناقضة إذ لا يمكن التوفيق بين تصريح الفاتيكان الذي يقول إننا نجد في الأناجيل نقلاً أمينأ لأفعال وأقوال المسيح وبين وجود تناقضات في هذه النصوص ".
وينصح بوكاي الفاتيكان بالاعتراف بالحقيقة فيقول:
"لو نظر للأناجيل على أنها تعبيرات عن وجهات النظر الخاصة بمؤلفيها- أي بدون زعم الإلهام- فإننا لن ندهش عندما نجد فيها كل هذه العيوب التي هي دلالة لصنع الإنسان " وينهي بوكاي تعليقه فيقول: "ها نحن إذاً بعيدون تماماً عن المواقف التقليدية التي كان يؤكدها مجمع الفاتيكان بالتبجيل... " ويختتمه بجملة ختامية مهمة جداً فيقول: "إن الحقيقة تخرج شيئاً فشيئأ، وليس من السهل إدراكها فثقيل حقأ وزن "التقاليد الموروثة" التي دوفع عنها بشراسة".
ولاحظ قول الكاتب "ثقيل وزن التقاليد الموروثة". أي ما دس في الأناجيل والمعتقدات المسيحية عبر القرون من معتقدات وطقوس "شاؤولية كنسية وثنية" كالأب والابن وروح القدس، والعماد والكفارة، وخطيئة آدم- والصلب والقيام والإله المولود والإله المدفون... الخ فهذه كلها في نظر الكاتب "تقاليد موروثة، وليست الدين المسيحي الحقيقي في الوقت الذي هو فرنسي ومسيحي صميم.


أما نحن فلا نملك إلا أن نقول، وشهد شاهد من أهلها،
وأن مساندة الفاتيكان للأناجيل والعقيدة الثالوثية لم تعد تجدي اليوم أمام ضربات النقاد والمتعلمين والمثقفين من أبنائه. لأن اليوم هو غيره بالأمس. فالأناجيل اليوم في متناول الجميع، والكل يستطيع أن يقرأها وأن ينقدها وليس الأمر كما كان في السابق حكراً على قساوسة الكنيسة ورهبانها إبان الدكتاتورية الكنسية الشرسة التي حظرت قراءة الكتاب المقدس أو تفسيره خارج أسوارها بعد أن حشرت في المسيحية الحقة معميات ومستحيلات مناهضة للعقل والفطرة يستحيل على العقل استيعابها أو إدراكها وأدخلتها في جملة أسرارها الكنسية. والمعروف عند الجميع اليوم أن الدين الذي فيه أسرار ليس دين اللّه إنما دين من صنع البشر.

(
ب) طيلة حياته بين البشر:

قول الفاتيكان هذا الذي يؤكد فيه أن الأناجيل تنقل بشكل أمين أقوال وأفعال المسيح طيلة حياته بين البشر هو للأسف زعم أيضاً. إذ هناك ثلاثين سنة في حياة المسيح لا تعرف الأناجيل عنها شيئاً. وإذا كان هناك من يلام، فهي الكنيسة نفسها التي أمرت بحرق جميع ما كتب من أناجيل أخرى عن المسيح لأنها تتحدث عن الله الواحد الذي كان يؤمن به المسيح، ولا تتفق مع المعتقد الشاؤولي الكنسي الثالوثي، وفرضت هذه الأناجيل الأربعة المتناقضة، لأنها تتمشى في معظمها مع العقيدة الشاؤولية الكنسية التي تؤمن بثلاثة آلهة وتزعم أنهم واحد، محطمين كل قواعد الرياضيات القديمة والحديثة ومزعجين أنشتاين في قبره، فمتى كان الواحد يساوي ثلاثة أو الثلاثة تساوي واحد. وها هي مخطوطات البحر الميت المكتشفة حديثأ و التي تمثل أقدم نسخة معروفة لسفر اشعيا (قبل المسيح بمئة عام) تكذب الفاتيكان وتعطينا الإجابة عن السنين المفقودة في حياة عيسى، وتكشف لنا أن المكان الذي كان عيسى يعيش فيه كان بين طائفة الأسينيين التي منها يوحنا المعمدان على ضفاف البحر الميت بل وتكذب الفكرة السائدة عن ألوهية عيسى!!!.

فلقد ذكر القس تشارلز فرانسيس بوتر في كتابه "السنون المفقودة من عيسى تكتشف ": "لقرون عديدة كان دارسو الكتاب المقدس من المسيحيين يتساءلون عن حقيقة المكان الذي عاش فيه يسوع وماذا كان يفعل خلال تلك الفترة التي تعرف بالثماني عشر سنة الصامتة من حياته، والتي تمتد منذ بلغ الثانية عشرة إلى أن صار عمره ثلاثون عاماً. إن الوثائق التي تثير الدهشة والإشفاق التي تختص بمكتبة طائفة الأسينيين، والتي وجدت في كهف ثلو كهف قرب البحر الميت قد أعطتنا الإجابة أخيراً، لقد بدأ يتضح للعلماء أن يسوع خلال تلك السنوات المفقودة كان تلميذاً في هذه المدرسة الأسينية...

ويقول في صفحة 15: "لقد سمى عيسى نفسه "ابن الإنسان " لكنهم سموه "ابن اللّه " الشخص الثاني من الثالوث، الرب من الرب. ولكن من المشكوك فيه أن يكون الأسينيون أو عيسى نفسه قد وافقوا على هذا"، وفي صفحة 127 يقول: "لدينا الان وثائق كافية تدل على أن المخطوطات هي حقيقة هبة اللّه إلى البشر، لأن كل ورقة تفتح تأتي بإثباتات جديدة على أن عيسى كان كما قال عن نفسه "ابن الإنسان أكثر منه ابن اللّه " كما ادعى عليه ذلك أتباعه وهو منه بريء".
ويقول الدكتور و. ف. البرايت: "إنه لا يوجد أدنى شك في العالم حول صحة هذا المخطوط وسوف تحدث هذه الأوراق ثورة في فكرتنا عن المسيحية".

وخطورة هذه المكتشفات ليست فقط على ما يسمى اليوم ظلماً بالمسيحية، بل إنها تعدتها لتشمل خطورتها كذلك على ما يسمى بالدين اليهودي أيضاً. فلقد نشرت جريدة النيويورك سنة 1955 م مقالاً للكاتب "ادموند ولسونأ جاء فيه: "أن الاكتشافات في ساحل البحر الميت أقضت مضجع الأكليركيين والكاثوليكيين وقساوسة البروتستانت وأحبار اليهود في آن واحد". ويقول السيد إبراهيم خليل أحمد: "والحقيقة التي لا ينبغي أن تغيب عن بالنا هي ما قررته هذه المخطوطات أن عيسى كان "مسيا" mesiah للمسيحيين " وأن هناك "مسياً آخر "... قد يكون المقصود به النبي محمد لأنه كان يتكلم للحق منصفأ روح عيسى ومدافعأ عن العقيدة الأصلية التي جاء بها "ومتى جاء المعزي (الباراقليط) فهو يشهد لي " يوحنا: 15/26.
كما يقول القس "أ. باول ديفز" رئيس كهنة كل القديسين في واشنطن في الصفحة الأولى من كتابه "مخطوطات البحر الميت ": إن مخطوطات البحر الميت، وهي من أعظم الاكتشافات أهمية منذ قرون عديدة قد تغير الفهم التقليدي للإنجيل لأن فيها أعظم اعتراض على صحة العقيدة المسيحية.

والسؤال الذي يطرح نفسه...لماذا أقضت هذه المخطوطات مضجع أساقفة النصارى وأحبار اليهود على حد سواء!!؟ ولماذا تغير المفهوم التقليدي للأناجيل وما هو أعظم اعتراض ورد فيها على صحة العقيدة المسيحية!!؟ ليس هناك إلا جواب واحد وهو أن هذه المخطوطات أثبتت كذب مزاعم اليهود والنصارى في الديانتين اللتين يتبعانها في كتبهما الحالية المحرفة على حد سواء. ولكن للأسف ها قد مضى سبعة وأربعون عاماً ولم نرى أي تغيير في الديانتين- سوى في الكنيسة الإنجليكانية التي اعترف غالبية قساوستها بأن الله واحد وعيسى ليس أكثر من رسول لله- مما يؤكد أن يدأ خفية قد امتدت إلى هذه المخطوطات وأخفتها. ونحن نستغرب لماذا لا تطالب بها الحكومة الأردنية لأنها تعتبر من أموال الدولة المسروقة أثناء الحرب، ثم تقوم بترجمتها ونشرها على الملأ. لربما تظهر فيها الحقيقة المتعلقة بالمصير الأبدي لبلايين البشر المضللين اليوم.
كما يعلن الدكتور تشارلز فرانسيس بوتر في كتابه السابق "السنين المفقودة من عيسى تكتشف" "أن إنجيلاً يدعى إنجيل برنابا استبعدته الكنيسة في عهدها الأول لكن المخطوطات التي اكتشفت حديثأ في منطقة البحر الميت جاءت مؤيدة لهذا الإنجيل ".

وإنجيل برنابا وجد باللغة الإيطالية في مكتبة بلاط فينا وترجم بعد ذلك إلى جميع اللغات. وهذا الإنجيل يعترف صراحة بأن عيسى إنسان مثل غيره من بني البشر وينكر ألوهيته وصلبه ويعترف بوحدانية الله وبأن محمداً عبد اللّه ورسول ، وكان معترفاً به من الكنيسة حتى سنة 492 عندما حرم البابا جلاطيوس قراءته أو اقتناءه.
ماذا يعني كل هذا؟!! ببساطة يَعّنِي دحضاً لوثيقة الفاتيكان من أولها إلى آخرها وأن الأناجيل التي بأيدينا اليوم لا تعرف شيئاً عن الـ 30 سنة الاْولى من حياة عيسى.

ونحن الان في سنة 2006 نتساءل لماذا لا يتراجع الفاتيكان عما جاء في وثيقته بعد الانتقادات اللاذعة من أبنائه النقاد المسيحيين أنفسهم، وبعد الاكتشافات التي تمت كما سبق وتراجع بالنسبة للعهد القديم، وكما تراجعت الكنيسة الإنجليكانية كما سنرى .. وإلى متى سيبقى الفاتيكان متمسكاً بتلك المعتقدات أو "التقاليد الموروثة" - كما يصفها النقاد- التي بليت والتي أثخنها النقاد بالجروح وهرب منها المثقفون والمتعلمون، ليعلن للملأ من المؤمنين بعيسى أن اللّه ليس واحداَ في ثلاثة ولا ثلاثة في واحد، إنما هو إله واحد لا إله إلاَّ هو، وعيسى ليس إلا نبيه ورسوله. نبيه كما قال هو عن نفسه:
"
ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه... " متى: 13/57،
ورسوله حسب ما قال هو عن نفسه أيضاً:
"
وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته " يوحنا: 17/ 3،. وذلك من أجل خلاص الملايين من الأنفس البريئة المضللة وإلا فماذا "ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه " متى: 16 / 26.

7-
الكلمة المجسدة:

فإننا نشير عليه بقراءة كتاب "حياة الحقائق " لأحد أبنائه المعروفين بل المشهورين الدكتور "جوستاف لوبون " صفحة 163 حيث يقول: "إننا لم نجد أي شبه بين "النبي الجليلي الخاشع " وبين "الرب الأسطوري " الذي عبده الناس منذ ألفي سنة... وتم تأليف شخصه وتعاليمه من أنقاض الآلهة والمعتقدات السابقة، أي الوثنية. كما يقول في صفحة 187: "إن بولس أسس باسم يسوع ديناً لا يفقهه يسوع لو كان حياً. ولو قيل للحواريين الاثني عشر أن الله تجسد في يسوع لما أدركوا هذه الفضيحة ولرفعوا أصواتهم محتجين".

ومرة أخرى حتى نكون منصفين يجب أن نسأل أنفسنا:
 هل الأناجيل الأربعة كلها حق أم كلها باطل!!؟
والجواب على ذلك هو أن المدقق يرى فيها كلام المسيح الحق ممزوجاً بالباطل الذي دسوه فيها فجاء فيها الحق تماماً مثل العهد القديمأ ممزوجاً بالباطل.

وهل يوجد فى الحقيقة عهدا جديدا لقد قدم بولس المسيح حملا فمن الذى قبل هذه الذبيحة ولمن أعطى العهد الجديد !!!
يتضح أكذوبه العهد الجديد ومع الغرائب ضمها للعهد القديم فهل يوجد عهدين ساريين أم أحدهما يلغى الآخر ؟
فكلا الكتابين متناقضين فى العقيده القديم بعقيده التوحيد بينما الجديد عقيدته التثليث ومعناه بأن أحدهما ينقض الآخر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق