الأربعاء، 2 ديسمبر 2015

12- هل المسيح عليه السلام هو ابن الله -الرد؟



12- هل المسيح عليه السلام هو ابن الله -الرد؟
يدعي المسيحيون بأن المسيح أطلق عليه عبارة ابن الله وهذا اللفظ هو الدليل على إلوهيته!!!
الـرد :
أن لفظ ابن الله لم يقتصر في الكتاب المقدس على المسيح بل أطلق لفظ ابن الله على كثيرين غير المسيح فهي تسمية عامة والدليل على ذلك:
ورد في سفر صموئيل الثاني [ 7 : 14 ]
أن الرب يقول عن النبي سليمان :( أَنَا أَكُونُ لَهُ أَباً وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْناً).
وفي سفر الخروج [ 4 : 22 ]
 أن الرب يقول عن إسرائيل :(إسرائيل ابني البكر) .
وفي المزمور التاسع والعشرين الفقرة الأولى يقول النص:
  قدموا للرب يا أبناء الله . . . قدموا للرب مجداً وعزاً .
وفي المزمور الثاني الفقرة السابعة أن الرب قال لداود :
أنت ابني وأنا اليوم ولدتك .
وفي العهد الجديد يقول المسيح في إنجيل متى الإصحاح الخامس:
طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون.
والخلاصة : إن لفظ ( ابن الله ( أطلق في الكتاب المقدس على كل من له صلة بالله من الأنبياء والشرفاء والمؤمنين وعلى كل مستقيم بار .
والقاعدة:
إن كل الذين ينقادون بروح الله هم ( أبناء الله ).
 كما جاء في رسالة بولس لأهل رومية فهو يقول :
* لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله  [رو 8 : 14 ]
* وكل من يعمل الخطايا والآثام ، فقد أطلق عليه ( ابن إبليس ) .
فقد جاء في سفر أعمال الرسل [ 13 : 10 ]
 أن بولس قال عن الساحر اليهودي الذي يدعي النبوة كذباً) : أيها الممتلئ كل غش وكل خبث يا ابن إبليس).
فمن هنا نرى انه من كان قريباً من الله منقاداً له ويعمل بمشيئته ويمتثل أمره فهو ابنه ومن كان قريباً من إبليس ويعمل المعاصي والآثام فهو ابن له .
وبالتالي فلا حجة ولا يلزم من إطلاق لفظ ابن الله على المسيح أن ندعي فيه الإلوهية إنما غاية ما يرمي إليه ذلك الإطلاق أن المسيح عبد بار لله منقاد له يعمل بمشيئته ويمتثل أمره . شأنه شأن باقي أنبياء ورسل الله الكرام الذين بعثهم الله لهداية البشر وكان خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم.
 والأناجيل الأربعة ورسائل بولس ويوحنا تنفي إلوهيته كما ينفيها القرآن:
 وإذا تتبعنا لاستخدام عبارة ( ابن الله ) في الأناجيل نرى أن هذا التعبير يقصد به معنى الصالح البار الوثيق الصلة بالله و المتخلِّق بأخلاق الله.
فقد جاء في إنجيل مرقس [15 : 39] :
 و لما رأى قائد المائة، الواقف مقابله ، أنه صرخ هكذا ، و أسلم الروح، قال: (حقا كان هذا الإنسان ابن الله )  .
 نفس هذا الموقف أورده لوقا في إنجيله فنقل عن قائد المائة أنه قال عن المسيح ) بالحقيقة كان هذا الإنسان بارَّاً  ) فما عبر عنه مرقس في إنجيله بعبارة ) ابن الله ( عبر عنه لوقا بعبارة  باراً مما يبين أن المراد من عبارة ابن الله ليس إلا كونه بارا صالحا.
و بهذا المعنى كان يستخدم اليهود ـ مخاطَبي المسيح ـ لفظة ( ابن الله ) ، التي لم تكن غريبة عليهم ، بل شائعة و مستخدمة لديهم بالمعـنـى الذي ذكرناه .
 و لذلك نجد مثل ، أن أحد علماء اليهود و اسمه " نتنائيل" لما سمع من صديقه فيليبس، عن نبيٍّ خرج من مدينة الناصرة، استنكر ذلك في البداية، لكنه لما ذهب ليرى عيسى بنفسه، عرفه عيسى و قال فيه : هو ذا إسرائيلي خالص لا غش فيه  . فقال له نتنائيل:  من أين تعرفني ؟  أجابه يسوع : قبل أن يدعوك فيليبس و أنت تحت التينة، رأيتك.  فأجابه نتنائيل : رابِّي! أنت ابن الله، أنت ملك إسرائيل[  يوحنا 1 : 5 ـ 49 ]  . و مما لا شك فيه، أن مقصود نتنائيل ، كإسرائيلي يهودي موحد، عالم بالكتاب المقدس، من عبارة ابن الله هذه، لم يكن : أنت ابن الله المولود منه و المتجسد! و لا مقصوده : أنت أقنوم الابن المتجسد من الذات الإلهية !! لأن هذه الأفكار كلها لم تكن معروفة في ذلك الوقت، و لا تحدث المسيح نفسه عنها، لأن هذه الحادثة حدثت في اليوم الثاني لبعثة المسيح فقط، بل من الواضح المقطوع به أن مقصود نتنائيل من عبارته أنت ابن الله : أنت مختار الله و مجتباه، أو أنت حبيب الله أو من عند الله، أو أنت النبي الصالح البار المقدس، و نحو ذلك. هذا و مما يؤكد ذلك، أن لقب ( ابن الله ) جاء بعينه، في الإنجيل، في حق كل بارٍّ صالح غير عيسى ، كما استعمل ( ابن إبليس ) في حق الإنسان الفاسد الطالح.
ففي إنجيل متى [5 : 9] :
طوبى لصانعي السلام فإنهم أبناءُ الله يُدْعَوْنَ ، و فيه أيضا:  و أما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم ، و صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم، و يطردونكم، لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات )) متى [5 : 44 ـ 45]
و في إنجيل لوقا [6 : 35] :
بل أحبوا أعداءكم و أحسنوا و أقرضوا و أنتم لا ترجون شيئا فيكون أجركم عظيما و تكونوا بني العـَلِيِّ فإنه منعم على غير الشاكرين و الأشرار .
فسمَّى الأبرار المحسنين بلا مقابل المتخلِّقين بـخُلُقِ الله بـِ ) أبناء العلي ( و ) أبناء أبيهم الذي في السموات ) .
في الإصحاح الأول من إنجيل يوحنا يقول:و أما الذين قبلوه(أي قبلوا السيد المسيح ) و هم الذين يؤمنون باسمه،فقد مكَّنهم أن يصيروا أبناء الله يوحنا [1 : 12]
كل هذا مما يوضح أنه في لغة مؤلفي الأناجيل و اللغة التي كان يتكلمها السيد المسيح ، كان يُعَبَّرُ بـ ِ ( ابـن الله  )عن كل : رجل بار صالح وثيق الصلة بالله مقرب منه تعالى يحبه الله تعالى و يتولاه و يجعله من خاصته و أحبابه ، و وجه هذه الاستعارة واضح، و هو أن الأب جُـبِلَ على أن يكون شديد الحنان و الرأفة و المحبة و الشفقة لولده ، حريصا على يجلب له جميع الخيرات و يدفع عنه جميع الشرور، فإذا أراد الله تعالى أن يبين هذه المحبة الشديدة و الرحمة الفائقة و العناية الخاصة منه لعبده فليس أفضل من استعارة تعبير كونه أبا لهذا العبد و كون هذا العبد كابن لـه.
و قد جاء في بعض رسائل العهد الجديد ما يوضح هذا المجاز أشد الإيضاح و لا يترك فيه أي مجال للشك أو الإبهام.
فقد جاء في رسالة يوحنا الأولى [ 5:1 ـ 2 ] قوله :
كل من يؤمن أن يسوع هو المسيح فقد ولد من الله. و كل من يحب الوالد يحب المولود منه أيضا. بهذا نعرف أننا نحب أولاد الله إذا أحببنا الله و حفظنا وصاياه .
و في آخر نفس هذه الرسالة :
نعلم أن كل من ولد من الله لا يخطئ بل المولود من الله يحفظ نفسه و الشرير لا يمسه[18:5] . و أيضا في الإصحاح الثالث من نفس تلك الرسالة، يقول يوحنا [3: 9 – 10 ]:
كل من هو مولود من الله لا يفعل خطيَّة لأن زرعه يثبت فيه و لا يستطيع أن يخطئ لأنه مولود من الله، بهذا أولاد الله ظاهرون و أولاد إبليس... الخ
و في الإصحاح الرابع من تلك الرسالة يوحنا الأولى [ 4 : 7 ] أيضا :
أيها الأحباء لنحب بعضنا بعضا لأن المحبة هي من الله و كل من يحب فقد ولد من الله و يعرف الله  .
و في رسالة بولس إلى أهل رومية [8 : 14 ـ 16] :
لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولـئك هم أبناء الله. إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضا للخوف، بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الآب. الروح نفسه يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله .
و في رسالة بولس إلى أهل فيليبس [2 : 14 ـ 15 ] :
افعلوا كل شيء بلا دمدمة و لا مجادلة. لكي تكونوا بلا لوم و بسطاء أولاد الله بلا عيب في وسط جيل معوج و ملتو تضيئون بينهم كأنوار في العالم .
ففي كل هذه النصوص استعملت عبارات: ابن الله ، أبناء الله ، أولاد الله ، و الولادة من الله ، بذلك المعنى المجازي الذي ذكرناه .
فإن قيل :
إنما سمى الإنجيل عيسى بـِ (الابن الوحيد ) لله مما يفيد أن بنوَّته لله بنوَّة فريدة متميزة لا يشاركه فيها أحد فهي غير بنوَّة أنبياء بني إسرائيل، لِـلَّه، وغير بنوَّة المؤمنين الأبرار الصالحين عموما أو بنوَّة شعب بني إسرائيل لله.. الخ، .
فجوابه :
أولاً :
أن غير المسيح عليه السلام أيضاً امتاز بوصف آخر ليس أقل منه في الأهمية فقد أطلقت الأسفار الابن البكر على إسرائيل وداود دون المسيح طبقاً للآتي :
في سفر الخروج 4 : 22
أن الله سبحانه وتعالى قال لموسى : إسرائيل ابني البكر .
و في سفر إرميا، يقول الله تعالى :
لأني صرت لإسرائيل أبا، و أفرايم هو بكري [إرميا 31 : 9 ]
ومن المعروف أن البكر أولى وأفضل عند أبيه من غير البكر ، فالبكر أجل قدراً عند والده من غير البكر على مالا يخفى ، والكتاب المقدس يشهد بأن للولد الأكبر سهمين في الميراث ولغيره سهم واحد [ تثنية 21 : 15 ، 17]
 ثانيا :
بما أن البنوة لله تعني الانقياد لله والعمل بمشيئته  ,  (لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولـئك هم أبناء الله ) [رو 8 : 14 ] فتكون عبارة " الابن الوحيد " للمسيح هي كناية عن شدة قرب المسيح لله من بين قومه وذلك لطاعته وانقياده له وهو المبلغ عنه.
ثالثاً :
 إن عبارة ( الابن الوحيد ) في الكتاب المقدس لا تعني بالضرورة الانفراد و الوحدانية الحقيقية بل قد يقصد بها الحظوة الخاصة و المنزلة الرفيعة.
 يدل على ذلك أن سفر التكوين [22 : 1 – 2 ] من التوراة يحكي أن الله تعالى امتحن إبراهيم فقال له: يا إبراهيم . فقال: هاأنذا. فقال: خذ ابنك وحيدك الذي تحبه، اسـحق، و اذهب إلى أرض المـريا[
فأطلق الكتاب المقدس على اسحق لقب الابن الوحيد لإبراهيم، هذا مع أنه، طبقا لنص التوراة نفسها، كان إسماعيل قد وُلِد لإبراهيم، قبل إسحق، كما جاء في سفر التكوين : فولدت هاجر لأبرام ابنا و دعا أبرام اسم ابنه الذي ولدته هاجر: إسماعيل. كان أبرام ابن ست و ثمانين لما ولدت هاجر إسماعيل لأبرام [ تكوين:16 : 15 – 16 ] ، ثم تذكر التوراة أنه لما بلغ إبراهيم مائة سنة بشر بولادة إسحـق [التكوين: 17 : 15 إلى 20 ] ، و بناء عليه لم يكن اسحق ابناً وحيداً لإبراهيم بالمعنى الحقيقي للكلمة، مما يؤكد أن تعبير " الابن الوحيد " لا يعني بالضرورة ـ في لغة الكتاب المقدس ـ معنى الانفراد حقيقة، بل هو تعبير مجازي يفيد أهمية هذا الابن و أنه يحظى بعطف خاص و محبة فائقة و عناية متميزة من أبيه، بخلاف سائر الأبناء، و لا شك أن محبة لله تعالى للمسيح و عنايته أعظم من عنايته جميع من سبقه من الأنبياء لذا صح إطلاق تعبير : (( ابني الوحيد )) عليه.
رابعاً :
أن الكتاب المقدس قد أطلق على غير المسيح أوصافاً وأسماء لا تليق إلا بالله وحده وهي أكبر وأعظم من إطلاق عبارة الابن الوحيد في حق المسيح ومع ذلك لم يقل أحد من الناس أنهم آلهة ، فعلى سبيل المثال:
ورد في سفر القضاة [ 13 : 21 ، 22 ]
إطلاق لفظ الله على الملك : يقول النص (وَلَمْ يَتَجَلَّ مَلاَكُ الرَّبِّ ثَانِيَةً لِمَنُوحَ وَزَوْجَتِهِ. عِنْدَئِذٍ أَدْرَكَ مَنُوحُ أَنَّهُ مَلاَكُ الرَّبِّ. فَقَالَ مَنُوحُ لاِمْرَأَتِه نموت موتاً لأَنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا اللهَ. ) وواضح أن الذي تراءى لمنوح وامراته كان الملك .
ورد في سفر الخروج [ 22 : 8 ] إطلاق لفظ الله على القاضي:

يقول النص : وإن لم يوجد السارق يقدم صاحب البيت إلى الله ليحكم ، هل يمد يده إلى ملك صاحبه فقوله : إلى الله ، أي : إلى القاضي.
وكذلك أيضاً جاء في سفر الخروج [ 22 : 9 ] إطلاق لفظ الله على القاضي:

يقول النص : في كل دعوى جنائية من جهة ثور أو حمار أو شاة أو ثوب أو مفقود ما ، يقال : إن هذا هو ، تقدم إلى الله دعواها ، فالذي يحكم الله بذنبه يعوض صاحبه باثنين فقوله إلى الله ، أي : إلى القاضي نائب الله .
 
كما أطلق الكتاب المقدس لفظ إله على القاضي فقد ورد في المزمور ( 82 : 1 )
 الله قائم في مجمع الله ، في وسط الآلهه يقضي .
 
وأطلق الكتاب المقدس لفظ الآلهه على الأشراف فقد ورد في المزمور ) 138 : 1 ( قول داود عليه السلام :أحمدك من كل قلبي ، قدام الآلهه أعزف لك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق